الرياض تأمل في حل الأزمة اللبنانية خلال قمة دمشق

أعرب وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أمس عن أمله في أن تكون قمة دمشق ''قمة لحل القضية اللبنانية''· وأكد الفيصل في تصريح للصحفيين عقب وصوله إلى العاصمة الجزائرية أن استمرار الأزمة السياسية في لبنان ''غير مفهوم'' قائلاً: ''بالرغم من أن هناك عدة تدخلات من طرف كثير من الأوطان خاصة من الجامعة العربية وبالرغم من أن حلولاً عادلة قدمت لهذه المشكلة، إلا أنها ما زالت تراوح مكانها وتهدد بالتأثير السلبي على وحدة لبنان''· وأضاف أنه سيبحث مع الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة القضية اللبنانية بغية الوصول إلى ''تصور مشترك لمعرفة كيفية الخروج من هذه الأزمة''· وفي بيروت، قطعت الأطراف اللبنانية المعنية بالأزمة الطريق على الوفد البرلماني العربي الذي يزور بيروت حالياً برئاسة محمد جاسم الصقر، ورفضت بشكل غير معلن مسعاه الرامي الى عقد مؤتمر مصالحة وطنية شاملة ومناقشة كل الملفات العالقة توصلاً الى حل وهذا ما عبّر عنه الصقر صراحة بعد زيارة الوفد للبطريرك الماروني نصرالله صفير، اذ أعرب عن قلقه من الوضع السائد حالياً وقال: ''إن اللقاءات مع المسؤولين اللبنانيين إيجابية، لكنها في معظمها تدخل في إطار المجاملات''· مشيراً الى أن وفد البرلمان العربي يروج لمبادرة تقضي بجمع اللبنانيين والحفاظ على الأمن· واستبعد الصقر امكانية انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية في 25 الجاري، وقال: ''انه لا يجب ان نتوقع من القمة العربية المقبلة ان تحل المشاكل في لبنان رغم قناعتنا بأنه ليس مستحيلاً في السياسة''· وكان الوفد البرلماني العربي قد جال أمس بعد صفير على كل من الرئيس الأعلى لحزب ''الكتائب'' الرئيس أمين الجميل، ورئيس تكتل ''التغيير والإصلاح'' النائب ميشال عون وقائد الجيش اللبناني الجنرال ميشال سليمان· فيما أجرى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة اتصالاً هاتفياً بالبطريرك صفير واطلعه على أجواء ونتائج اللقاءات التي أجراها في القمة الإسلامية في ''دكار'' مع عدد من رؤساء الدول والمسؤولين حول الأزمة اللبنانية والموقف الرسمي اللبناني من المشاركة في القمة العربية في دمشق أو عدمه، قالت مصادر كنسية لـ''الاتحاد'' إن سيد بكركي أبلغ السنيورة امتعاضه من الأجواء السياسية وأسفه لعدم انتخاب رئيس ماروني ليمثل لبنان في هذه القمة· ووسط السجال الحاد بين أقطاب فريق الأكثرية بين مصرٍ على مقاطعة القمة وداعٍ لأن يتمثل لبنان فيها بوزير ماروني من الحكومة، أكد قطب بارز في فريق الأكثرية لـ''الاتحاد'' أن الموقف النهائي من المشاركة أو عدمه لن يعلن قبل 25 الجاري وهو مؤجل الى ما قبل موعد القمة في 29 الجاري بيوم أو يومين· وحول ما يتردد عن إمكانية مشاركة وزير ماروني في القمة، كشف القطب نفسه لـ''الاتحاد'' بأن هناك اتجاهاً جدياً لتكليف وزير العدل اللبناني شارل رزق للقيام بهذه المهمة التي تقتصر فقط على إلقاء كلمة لبنان ومقاطعة الجلسات· وردا على سؤال لماذا الوزير رزق وهو معروف بموقفه من المحكمة الدولية واتهام سوريا بالوقوف وراء الجرائم السياسية التي ارتكبت في لبنان، أجاب القطب لـ''الاتحاد'': ''ربما لاستفزاز دمشق وإثارة أجواء ضاغطة على القمة، وتحميل النظام السوري مسؤولية عرقلة الحل في لبنان''· وفي نيويورك، أعرب رئيس الهيئة التنفيذية في ''القوات اللبنانية'' سمير جعجع عن معارضته لمشاركة لبنان في القمة العربية بسبب ما وصفه بـ''الدور السلبي'' الذي تلعبه سوريا في لبنان والمنطقة· وقال جعجع عقب لقاء مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إنه شرح موقفه خلال المحادثات وهو أن ''القمة العربية في دمشق لا يمكن ان تكون مصدر أمل لا للبنان ولا للشرق الأوسط بشكل عام نظراً إلى الدور السلبي الذي تلعبه سوريا في المنطقة''·