الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الــوحــش!

19 مارس 2008 01:32
لا يخلو مجتمعنا من شخص غير متورط بالديون ومكبل بالقيود البنكية التي تقيده وتضعه في سجن هذه الحياة دون الخروج من سراديبه ومتاهاته ويدور في دوامة لا تنتهي ومصاريف لا يجد لها مخرجا وقائمة طلبات أسرية لا يتمكن من توفيرها·· فكابوس الديون كما يسميها البعض تشكل مصيبة على المجتمع بشكل كامل، إلا أنها أحيانا تكون ضرورية لبعضهم باعتبارها الحل الوحيد، فلا يشعر إلا وهو على أعتاب البنك للاقتراض خاصة إذا ارتبط ذلك بمصير (حياة أو موت) إنسان عزيز عليه ابتلى بمرض عضال لا يستطيع معه انتظار رحمة السفر للخارج أو رحمة مماطلة المستشفيات الحكومية، أو للتخلص من ورطة كبيرة يواجهها ولا مناص له من ذلك· ولكن تظل هذه الحالات استثناء، أما الحالات السلبية الأكبر فهي عندما ندفع من أعصابنا وقوت أبنائنا جزءا من الراتب الذي لا يبقى منه شيء بعد سداد القرض وفوائده،، ندفع ذلك من أجل ما نسميه تحت بند ''حياة أو موت'' وهنا تكون الضريبة هينة· أما حينما تكون الضريبة مدفوعة لأشياء كان يمكن الاستغناء عنها أو تأجيلها لحين توفر مبالغها دون الحاجة إلى القروض، فان الهم يكون أكبر وأعمق· فكثير من معيلي الأسر يقبعون خلف القضبان، وكثير من الزيجات فشلت، وكثير من الأسر تئن تحت وطأة مشاكل اجتماعية ونفسية يعاني منها أفرادها الأمرّين·· والسبب الوحيد ''أول مرة عرفت فيه هذه الأسرة طريق قسم القروض في بنك ما·· فضلت كل حياتها وأحلامها وحتى علاقتها، ليصبح ماضيها وحاضرها مرهون بالوحش المخيف··القروض ··'' جاسم محمد - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©