الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التربية الإعلامية

19 مارس 2008 01:30
لاحظوا سلوك أبنائكم فقد تجدون ما يثير انتباهكم·· فقد حدث أن نبهني أستاذ طفلي بعدة أمور يقوم بها في الفصل ولم أكن أعرف حينها ما المسبب لها·· وكنت دائما أضع اللوم على زوجتي لإهمالها في تربيته، لكني أدركت أن الإهمال مني قبل أن يكون منها·· ليس هذا فقط، بل إن المنبع الذي استقى منه معلوماته وشخصيته كان فاسدا وبه مفاهيم مغلوطة، ألا وهو بعض القنوات الفضائية التي تقدم الغث والسمين وتقتل الإبداع الصحي في نفوس أبنائنا· ولهذا لا بد من وجود رافد صحي مناسب للمعرفة الهادفة إلى جانب الوالدين، وهو المدرسة التي لها مردود إيجابي لغرس المفاهيم التربوية والتعليمية في مخيلة كل طالب، وتنمية نموه الفكري ورعايته، حتى تبعده عن الضخ الإعلامي وبخاصة التكنولوجي منه، كالقنوات والشبكات العنكبوتية· إن ما يواجهه أبناؤنا هو الكم الهائل من المواد التي تبثها معظم القنوات الفضائية والتي قد تكون متجاوزة للمفهوم التربوي للطالب ومخالفة للمجتمع، وهنا تكمن أهمية إيجاد التربية الإعلامية التي تشترك في عملية التربية الفكرية للطالب وتبث مشارب التواصل التعليمي له كما تدفع عجلة التنمية (التعليمية) للأفضل·· فعند احتضان الطالب تحت سقف الإعلام التربوي من توجيه وإرشاد ومشاركة بالحوارات الهادفة، سوف نجد بإذن الله صدى وقبولاً لدى الطالب والمعلم التربوي، كما سيكون الموجه قريباً ومشاركاً للطالب ويكون الداعم الحقيقي للمفهوم الإعلامي وهمزة الوصل بين الطالب والإعلام· وقد قدم الإعلام في الآونة الأخيرة برامج هادفة على المستوى المحلي والخليجي والعربي، وكانت جميعها تتعلق بالسلوكيات وهموم الشباب وهو في (مقتبل العمر)، وما يواجهه من أفكار إعلامية تبثها القنوات والعمل على صدها ووضع حاجز (مفهومي) بالمضرة الناتجة عن متابعة القنوات غير المجدية والمسببة لتغيير وهدم ما وجد من بناء فعال داخل الحرم المدرسي·· وأعتقد بأن لهذه البرامج أثرا كبيرا في تغيير سلوكياتهم للأفضل· إنني أنصح نفسي قبل الكل بضرورة المشاركة في بناء الوعي الإعلامي والفكري، أي ايجاد تربية ''فكروإعلامية'' لأطفالنا لأنهم يمرون بمرحلة مفتوحة على متغيرات كثيرة ويحتاجون معها إلى وجود ظهر قوي يستندون عليه حتى يستطيعوا مواجهة المستقبل وإعلامه الخطير· غسان أحمد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©