الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طقوس برائحة زهر الليمون.. وأساطير تسبح في نبع «عين يدال»

طقوس برائحة زهر الليمون.. وأساطير تسبح في نبع «عين يدال»
8 ابريل 2009 01:21
تختزن مدينة صيدا حضارات قديمة تتميز بالتاريخ الحافل بالآثار والكنوز، ومن أهم الآثار التي تحدث عنها المؤرخون طويلاً، ما يعرف بمعبد «أشمون» أو «مجمع أشمون» الذي يقع على بعد كيلومتر واحد من صيدا، في بقعة خضراء أعطت الموقع اسمه، فكانت تعرف باسم «بستان الشيخ». وتكتسب زيارة معبد «أشمون» الديني نكهة مميزة، فإذا زرته في الربيع، وجدت المكان وقد عبقت فيه روائح زهر الليمون، وإذا زرته في الخريف، رأيته عامراً بالفاكهة المتنوعة. يقع معبد أشمون على ضفة نهر الأولي، فوق تلة على مسافة 3 كيلومترات شمال شرقي صيدا، في المنطقة المعروفة اليوم، باسم «بستان الشيخ» ويعود تاريخ بنائه الى أواخر القرن السابع قبل الميلاد، خلال حكم أسرة الملك اشمون، وقد بني بجوار نبع عرف في النصوص الفينيقية، باسم نبع «عين يدال» لا تزال مياهه تجري حتى اليوم شرقي الموقع، وكان لمياه هذا النبع دور مهم في المعتقدات خصوصاً في عملية الشفاء، حيث بني وسط المعبد «بحيرة مقدسة» وضع في وسطها تمثال آلهة الحياة «عشتروت»، وكان الأطفال يغطسون في مياهها الشافية، بقوة الآلهة ومن ثم يبدأ علاجهم. لا تزال آثار تلك البحيرة ظاهرة في المعبد حتى اليوم، فيما تمتلئ مياه «نبع يدال» كل ربيع. وتقع البحيرة عند أسفل مصطبة عالية، مبنية بالحجارة الكلسية الضخمة التي ترتفع عدة أمتار، وخلال التنقيبات الأثرية التي أجريت في المعبد، عثر العلماء على عناصر هندسية منحوتة في الرخام الأبيض في جوار المصطبة، نقلت كلها إلى المتحف الوطني في بيروت. على الموقع أيضاً، أبنية صغيرة مبعثرة، يفترض أنها كانت جزءاً من مساكن، خصصت للقيمين على المعبد ولزواره. وأهم ما عثر عليه في المعبد من مقتنيات، هي مجموعة رائعة من التماثيل الرخامية الصغيرة التي تمثل أطفالاً يحملون حيوانات أليفة، وقد حفرت على قاعدة هذه التماثيل، إهداءات طقوسية للإله أشمون نقشت باللغة الفينيقية. موقع فريد أقيم هذا المجمع الديني تكريماً لرب الشفاء «أشمون»، وما زال يمتاز عن سائر المواقع الفينيقية في لبنان، لكونه احتفظ بأكثر حجارة أساساته. فقد بدأ العمل فيه في نهايات القرن السابع ق. م، واستمر يحظى بالعناية خلال القرون التالية، فأضيفت إليه أجزاء ورممت فيه أجزاء أخرى، بحيث أن أقسامه العائدة إلى العصر الفينيقي، تكاد تضيع بين منشآت العصور اللاحقة. ومن الطريق الرومانية ذات الأروقة إلى الأرضيات المرصوفة بالفسيفساء، إلى السبيل الروماني الفخم، إلى أساسات الكنيسة البيزنطية، وجميعها دلائل تشير إلى مكانة الموقع المرموقة في أعين العباد، على الرغم من اختلاف توجهاتهم الدينية. أسطورة .. وتاريخ الأسطورة تؤكد أن «أشمون» كان شاباً من أصل لبناني، وكان الصيد هوايته المفضلة، وفي أحد الأيام وقعت «عشتروت» في حبه، فما كان منه إلاّ أن مال عن إغرائها، ومات، ولما لم تستسلم اعشتروت للقدر، أعادت حبيبها إلى الحياة مسبغة عليه خصائص الألوهة. ويقال إن بلدة قبرشمون الواقعة على مقربة من بيروت، ما زالت تحتفظ بمدفن الإله الشاب. «أشمون» كان في الاصل إلاهاً للشفاء، غير أن قصة موته وقيامته جعلت منه إلاهاً للخصوبة، وإلاهاً للخضرة التي تموت كل عام، وتعود ثانية إلى الحياة. وقد عثر على مقربة من معبد «أشمون» على ورقة من الذهب، نقشت عليها صورة «أشمون» رب الشفاء، وهو يمسك بيده عصا يلتف حولها ثعبان. كما عثر على مسكوكات بيروتية من العهد الروماني تمثله واقفاً بين الثعابين. كان لكل مدينة دويلة فينيقية لها آلهتها المختصون بها، وكان «أشمون» يحتل مركز الصدارة بين آلهة صيدا، فكان على الصيداويين بالتالي أن يقيموا له معبداً في هذا الموقع بالذات، باعتباره واقعاً على مقربة من نبع ماء، لا سيما أن الماء كان يلعب دوراً رئيسياً في طقوس الغسيل المرتبطة بطقوس الشفاء، وكان من تقاليد المعبد المسلم بها في تلك الايام، أن يقدم طالب الشفاء أو من حظي بهذه النعمة، تمثالاً يحمل اسمه، فيضعه في المعبد كنذر أو كعربون شكر، للإله الذي منّ عليه بالشفاء، وقد عثر على عدد كبير من هذه التماثيل في حرم المعبد، ومعظمها يمثل أطفالاً، مما يشير إلى اختصاص «أشمون» على ما يبدو بطب الأطفال. حفريات أثرية طيلة قرون من الزمن، كان موقع معبد «أشمون» بمثابة مقلع يستخرج من يشاء منه حجارة مقصوبة جاهزة للاستعمال. ففي غضون القرن السابع عشر عمد الأمير فخرالدين المعني الثاني، إلى اقتلاع كميات من حجارته لإقامة جسر على نهر الأولي، وهو جسر لم يبق منه اليوم إلاّ أساساته. وفي عام 1900 قامت بعثة أثرية تركية باكتشاف عدد من الكتابات الفينيقية في موقع المعبد، وبعد مضي عشرين سنة حفر في الموقع وعثر على عدد من «الاسبارات» المحدودة، وتمكنت أعمال التنقيب التي تلتها من كشف أرضية مرصوفة بالفسيفساء تعود إلى العصر الروماني، وعدد من التماثيل الرخامية، وعلى بعد بضعة كيلومترات من الموقع، تم العثور على مجموعة من الكتابات التي تحمل اسم الملك «عبد عشترت». زيارة الموقع ما من شك في أن بقايا المعبد الكبير، تشكل أكثر البقايا الأثرية المكتشفة في موقع «أشمون» يتم دخول المعبد عبر الطريق الاحتفالية الرومانية ذات الأروقة ومن ثم عبر الدرج، فيرى الزائر على يساره تاج عامود كبير من الرخام، وقد حفرت على جوانبه أربعة مقدمات ثيران ويعود هذا التاج إلى العصر الفارسي، على الرغم من أن وضعه في مكانه الحالي، ضمن مزار صغير داخل باحة المعبد. أما القسم الأقدم من مجمع «أشمون» الديني، فإنه يتمثل ببقايا بنية هرمية الشكل، لم يبق منها إلاّ بعض الدرجات وأحد الجدران، وهي بنية تعود إلى الفترة التي كانت فيها صيدا خاضعة للنفوذ السياسي والثقافي البابلي. أما المصطبة العمائرية فتشكل جزءاً من المعبد الذي أقامه «أشمون عزر» والتي وسعها الملك «عبد عشترت». أما المياه اللازمة لإقامة الشعائر الدينية، فقد تم ايصالها من النبع عبر نظام جر مدروس، بحيث كانت تجمع في سلسلة من البرك التي كانت تستعمل لطقوس الوضوء أو الغسل أو تغطيس المرضى. إلى جانب المعبد الكبير معبد آخر حفرت عليه مشاهد طقسية ومشاهد صيد، وأخرى تمثل أطفالاً يلهون، وعلى مقربة من المكان قاعة مرصوفة، يقوم على حراستها أسدان «مجنحان» كُسر رأساهما، وإلى الشمال الغربي من البركة المتاخمة لـ»عرش عشتروت» «إفريز» يبلغ طوله «22 متراً»، وقد حفرت عليه مشاهد تمثل أشخاصاً ثمالى، ومشهداً آخر يمثل شخصاً يهم بالتقاط ديك كبير، ولابد من الإشارة هنا إلى أن التضحية بالديكة، كانت من بين طقوس عبادة «أشمون». الجولاني: رفضت عرضاً أمريكياً سخياً حباً لوطني فلسطيني يخترع جهازاً لحل أزمة الاحتباس الحراري سما حسن فلسطين - يتحدث عوني الجولاني عن جهازه الذي يعالج الاحتباس الحراري، فيقول: هو جهاز يوضع على مداخن المصانع الكبيرة، حيث لا يقل طول المدخنة عن ثلاثة أمتار، ويتم من خلاله التخلص من 90 بالمئة من الدخان الأسود و60 بالمئة من ثاني أكسيد الكربون و99 بالمئة من الغبار و70 بالمئة من الحرارة الناتجة عن الاحتراق. ويشير الجولاني إلى أن حجم الجهاز يعتمد على حجم المصنع ويلائم كافة المصانع، بحسب طبيعتها، إضافة إلى أنه ثابت. وليس بحاجة إلى تغيير إلا في حالة الصيانة أو حصول عطل فني، مؤكداً أن السبب في التفكير باختراع مثل هذا الجهاز هو الحاجة الملحة للتخلص من أسباب الاحتباس الحراري لما تشكله هذه الظاهرة من مشكلة خطيرة في المستقبل. وعن طريقة عمل الجهاز، يؤكد الجولاني أنه يعمل على امتصاص الغازات خاصة ثاني أكسيد الكربون وتحويلها إلى حبيبات من البودرة الناعمة التي يمكن استخدامها في مشاريع أخرى، مشيراً إلى أن المخطط جاهز منذ عام 2000، إلا أن التصميم قد أخذ وقتاً لكلفته العالية. اهتمام أميركي بالجهاز يقول عوني الجولاني: علم العالم الأميركي كيفن، المقرب من مستشار الرئيس السابق ألغور بالتصميم فتواصل معي كي أزوده بالمعلومات عن الجهاز وعرض علي المساعدة، إلا أن الأمر الذي اختلفنا عليه هو ملكية الجهاز ومن سيتحكم به، فبالرغم من أنني أردت أن تنتشر تصاميمي في العالم بأسره إلا أنني أردت أن تكون فلسطينية وليست أميركية المنشأ، وهذا ما دفعني إلى رفض العرض الأميركي السخي». وقد تمكن المخترع جولاني من ابتكار العديد من الأجهزة والمعدات والأنظمة المتطورة، نذكر منها: 1- إنتاج الطاقة الكهرباء عن طريق مياه البحار وحاصل على براءة اختراع من الوحدة الأوروبية. 2- اختراع منقذ للطيران بجميع الحالات. 3- اختراع منقذ بحري للسفن والبواخر. 4- اختراع سجادة صلاة طبية. فعلى سبيل المثال، فإن اختراع إنتاج الطاقة الكهربائية من حركة المياه في البحار والمحيطات هو عبارة عن محطة يتم بناؤها على شاطئ البحر وتعمل من خلال نبضات البحر الخفيفة، حيث يوضع عليها مولد كهرباء بقوة 280 ميجاواط، دون أي تكاليف إضافية. 1. تحتاج المحطة الكهربائية الواحدة إلى شط بحري طول 126م في عرض 26 م بعمق 2 م. 2 . ينتج توربين بقوة 220 طناً على سرعة دوران 47 - 48 دورة لكل دقيقة، وإضافة مولد كهربائي بطاقة 280 ميجاوات ويعتبر هذا المشروع صديقاً للبيئة. ميزات الاختراع: 1. هذا الاختراع لم ينفذ في أي مكان من دول العالم. 2. الاختراع لا يعتمد على أي مصدر من مصادر توليد الطاقة الكهربائية المتعارف عليها. 3. فكرة هذا الاختراع تعتمد على نبضات البحر. 4. هذا الاختراع صديق للبيئة، حيث نسبة العادم منه تساوي صفراً. يذكر أن الجولاني،من مدينة بيت لحم، في الأربعينات من عمره، يمثل حلم كل فلسطيني في التعلم والوصول إلى أعلى المراتب بالرغم من المعيقات والظروف التي تحول دون ذلك. فبالرغم من تركه لدراسته الثانوية في مراحل مبكرة، إلا أنه استنفد كل السبل والطرق المتاحة ليعلم نفسه بنفسه ويصل إلى مراتب لم يصل إليها من تعلموا وأكملوا دراساتهم العليا. هو ليس بالإنسان الخارق، إلا أنه عرف كيف يمكن للإنسان أن يحلم ويحقق هذا الحلم بالرغم من الظروف المحيطة به.. هو فلسطيني لم يستطع الاحتلال وما خلفه من ظروف اقتصادية صعبة منعه من الوصول إلى أهدافه وطموحاته... فلم يثنه خروجه من المدرسة، وهو في الخامسة عشرة من عمره، من إكمال دراسته بنفسه... فقد أحضر كتباً علمية في الميكانيكا والفيزياء والكهرباء وملأ مكتبته المتواضعة بها وأخذ ينقب في الأسرار العلمية المختلفة لرغبة دفينة في نفسه منذ أيام الطفولة... ??ويتذكر عوني أيام طفولته ويقول: «كنت طفلاً مولعاً بعمل المجسمات المختلفة وتزويدها بالتيار الكهربائي لتصبح إما بيوتاً كرتونية مضيئة أو مساجد مصغرة مزودة بصوت آذان وأضواء... وكان والدي يساعدني في ذلك لكونه كهربائياً ويشجعني على إعمال فكري واكتشاف أفكار جديدة لمجسماتي وأعمالي الصغيرة المتواضعة... وظلت هذه الأيام حاضرة في ذاكرتي... وظلت في نفسي رغبة في إكمال ما علمه لي والدي... لذلك بعد خروجي من المدرسة لظروف منعتني من الاستمرار، وجدت نفسي أبحث عن الكتب العلمية التي من الممكن أن تساعدني على ذلك... فاستنفذت كل وقتي في قراءة هذه الكتب وتحليلها واستخلاص معلومات أفادتني في تطوير مهاراتي الكهربائية والفيزيائية». طاقة كهربائية من البحر ويكمل عوني: «كانت أول تجربة حقيقية لي في هذا المجال، تصميمي لرافعة تستطيع رفع 400 كج في الثمانينات من القرن الماضي بعدها عملت في قسم الكهرباء وتصليح الأجهزة الطبية في مستشفى هداسا عين كارم لمدة أربع سنوات... لكن اندلاع الانتفاضة الأولى منعني من إكمال عملي هناك... فاستأنفت طريقي الذي بدأته قبل العمل في المستشفى... فكانت فكرتي في توليد الطاقة الكهربائية من حركة البحر نابعة من عشقي للبحر ومراقبته لساعات طويلة عندما كنت أذهب لشاطئ عكا قبل الانتفاضة... فوظفت ذلك في نموذج كامل عن كيفية توليد التيار الكهربائي عن طريق تحويل الحركة الانسيابية لنبضات البحر إلى حركة دائرية ومنها إلى تيار كهربائي قد يصل إلى 80 إلى 180ميجاواط، حسب حجم المشروع والعوامات المستخدمة فيه... وفي سنة 1990، كانت خرائط النموذج جاهزة بالتفاصيل المملة، إلا أن وضعي المادي لم يسمح لي في حينها أن أسعى لتنفيذ المشروع على أرض الواقع وأحصل على براءة اختراع... لكنني في 2001 وبتشجيع من السلطة الفلسطينية قدمت لطلب براءة اختراع، وتوجهت بنموذجي إلى اليونان لهذا الغرض... فحصلت بعد عام تقريباً على براءة اختراع دولية بعد عرضه على مراكز البحث العلمي في أثينا ودعمتها ببراءة اختراع من الوحدة الأوروبية... وما زلت حتى الآن أنتظر الحصول على مستثمر لتنفيذ اختراعي هذا على أرض الواقع».
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©