الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سلمى مطر سيف.. السرد جارحاً

4 فبراير 2015 21:40
بدأت أجواء الحكايا والسرد عند القاصة الإماراتية سلمى مطر سيف، من هذا الاسم المستعار الذي اختارته لنفسها بدلاً من ذلك الحقيقي «مريم أبو شهاب»، لتصبح من أوائل وأهم كاتبات القصة الإماراتيات، اللواتي أسسن في ثمانينيات القرن الماضي، للقصّ كنمطِ أدبي يعبّر عن واقعٍ محسوس بقلمٍ أنثوي ينظر للمحيط من خلال عدة زوايا تتملك الكثير والكثير من الخصوصية، وتعكس تحوّلات المجتمع الإماراتي آنذاك. ولدت كاتبتنا في عجمان عام 1962، وحصلت على شهادة بكالوريوس الكيمياء من كلية العلوم في جامعة الإمارات، وأصبحت عضوة في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات. صدرت أول مجموعة قصصية لها بعنوان «عشبة» عام 1988، وحملت المجموعة الثانية عنوان «هاجر» عام 1991، بالإضافة إلى العديد من القصص والمقالات التي نشرتها في الصحف والمجلات المحلية. ثمة رمزية عالية لجأت إليها سلمى مطر سيف في إسقاط حكاياتها على قضايا ومشكلات زمنها الراهن. حيث حوّلت الوقائع إلى ثيمات قاطعتها مع الأحلام والخيالات والأساطير ضمن قوالب مثيرة ومستفزة للقارئ في البيئة المحلية، وقد حبكتها درامياً ببراعة واضحة، الشيء الذي جعلها مادة للبحث والتأويل والتقصّي عند النقاد. بدءاً من تخفيها وراء قناع الاسم المزيف والمميز جداً بكل ما يحمله من إشارات وتأويلات، وانتهاءً بما تريد قوله على لسان شخصياتها وما بين السطور. في قصصها تعيش المرأة حالات متعددة تستقيها من الظروف المحيطة بها، لكن وعلى الرغم من أنها كانت تؤطّرها بإطار الواقعية، ظلّت هذه المرأة تتصف بملامح ساحرة، جاذبة، خارجة عن المألوف ويلفها الغموض في بعض الأحيان، فتراها تداعب الواقع وتقترب منه من خلال السرد، دون أن تهمل البحر باعتباره ثيمة ثابتة يتفاعل مع الشخصيات وكأنه واحدٌ منها، ويشكل الفضاء المكاني العام الذي تدور فيه أو حوله الأحداث. ويمكننا القول، وبعد قراءة تجربتها القصصية والإبداعية على مدى أكثر من 25 عاماً، أن سلمى مطر سيف تنتصر للمرأة في مجتمعها، تحاول أن تنتشلها من ظروفها وتأخذ بيدها لأخرى أفضل وأجمل.. وربما تأتي قصة «ساعة.. وأعود» لتروي كيف يستطيع المجتمع أن ينهش روح فتاةٍ صغيرة..
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©