30 مليون دولار خسائر صناعة اللحوم البريطانية أسبوعياً

أكد وزير البيئة البريطاني هيلاري بين أمس اكتشاف حالة إصابة جديدة بالحمى القلاعية بجنوب انجلترا· وأجريت تحاليل حاسمة للتأكد من إصابة هذه الحالة التي اكتشفت في مزرعة بمدينة سوراي قرب المنطقة التي ظهر بها المرض لأول مرة الأسبوع الماضي· وأعدم ما بين 50 إلى مئة رأس ماشية في المزرعة كإجراء احترازي للسيطرة على المرض· وفرض الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين حظراً على صادرات اللحوم والألبان والحيوانات البريطانية حيث تجري التحقيقات لتحديد مصدر الإصابة الأولى بالمرض الذي اكتشف يوم الجمعة الماضي في مزرعة قرب جيلدفورد· وأنكرت شركة ميريال لصحة الحيوان وهي شركة صناعات دوائية أميركية يبعد مقرها خمسة كيلومترات عن المزرعة التي ظهر بها المرض وكانت تجري اختباراً على تطعيم ضد فصيلة من الحمى القلاعية حدوث أي اختراق للأمن البيولوجي فيما مازال المحققون يفحصون الموقع· وقال اتحاد المزارعين البريطانيين اليوم الثلاثاء: إن صناعة المواشي البريطانية يمكن أن تخسر ما يقرب من 10 إلى 15 مليون جنيه استرليني (4ر20 إلى 6ر30 مليون دولار) من المكاسب كل أسبوع· وذكر الاتحاد أن العديد من المزارع مهددة بإشهار إفلاسها لو تفشى المرض على نطاق واسع مثلما حدث عام ،2001 وقال ريتشارد هادوك، ممثل الاتحاد: إن المزارعين المضارين يفكرون في مقاضاة الحكومة· وأعلن الاتحاد الأوروبي وهو سوق لما يقرب من 90 % من صادرات اللحوم البريطانية، يوم الاثنين أن بريطانيا منطقة عالية الخطورة فيما يتعلق بمرض الحمى القلاعية وفرض حظراً على صادرات الحيوانات واللحوم من البلاد· ويصيب مرض الحمى القلاعية الأبقار والخنازير وبدرجة أقل الغنم والماعز والحيوانات البرية· ويسبب هذا المرض المعدي جداً بين الحيوانات، فيروساً لا ينتقل مبدئياً الى البشر مع ان بعض حالات الإصابة سجلت في الماضي· وينتقل الفيروس من حيوان الى آخر بالغبار او عن طريق حيوانات مصابة تضم الى قطعان سليمة او تنقلات البشر او استهلاك الحيوانات لمواد حيوانية تحمل هذا الفيروس· ويتم التخلص من الحيوانات المصابة بشكل منهجي· وتصيب الحمى القلاعية البشر عن طريق الجلد (في حال الإصابة بجرح) وبشكل استثنائي عن طريق الهضم خصوصاً عند شرب حليب ملوث قبل غليه· وتبلغ مدة حضانة الفيروس بين ثلاثة وخمسة ايام· وهو يظهر على الإنسان بشكل التهاب وبثور في الفم ترافقه حمى وتشققات في البشرة· ويستمر المرض بين ثلاثة وخمسة أيام وقد تصيب الأشكال الخطيرة منه الرئتين والحنجرة وتؤدي الى اضطرابات في التنفس· ليس هناك علاج عملياً للمرض باستثناء تعقيم التشققات وتناول المسكنات لتخفيف الألم· اكتشف هذا المرض في 1910 الباحث فريديريك لوفلر الذي كان قد اكتشف الفيروس المسبب له في ·1898 وادت التجارب التي قام بها حينذاك في غراينسفالد في ألمانيا الى انتشار وبائي للمرض في المزارع المجاورة مما سبب غضباً لدى المزارعين· واضطر لوفلر الذي اصبح غير مرغوب فيه، للجوء الى ريمز في البلطيق ومنع الدخول الى الجزيرة· ويعود آخر وباء لهذا المرض في بريطانيا الى ·2001 وقد هز انتشاره البلاد حيث اصيب 2030 من رؤوس الماشية بين فبراير وسبتمبر وذبح بين 6,5 وعشرة ملايين رأس· وكلفت هذه الأزمة ثمانية مليارات جنيه (11,9 مليار يورو) بينها 250مليوناً لقطاع السياحة، بينما واجهت الحكومة انتقادات شديدة لبطء تحركها·