18 مارس 2008 23:55
تسعى دولة الإمــــارات جاهدة لمواجهة الطفــرة المفاجئة في الطلب على الشحن الجـــوي ونقـــل المسافرين·
وأصبحت العديد من المشاريع الكبرى لتوسيع المطارات قيد التنفــــيذ، إلا أن السؤال الذي يبقى مطروحـــاً: هل ستكتمـــل هذه المشاريـــــع في آجالــها المحددة ؟·
يقول تقرير نشرتـــه مجلــة ''ميد'' الإنجليزية يوم أمس على موقعها الإلكتروني: بالرغم من السرعة التي تميز مشاريع توسيع المطـــارات في الإمارات، إلا أن حجـــم الطلـــب على الشــــحن الجوي ونقل المسافرين أصبح يتزايد بأكثر من هذه السرعة·
وبناء على إحصائية أنجزها قسم تقييم المشاريع الخليجية في المجلة، فإن القيمة الإجمالية لمشاريع تطوير المطارات التي يجري تنفيذها الآن في دول مجلس التعاون الخليجية تفوق 40مليار دولار·
ويبلغ إجمالي قيمة المشاريع التي تنفذها الإمارات في مطــاراتــــهـــا 22,6 مليـــار دولار أو أكثر من نصف القيمة الإجمالية لمشاريع تطوير مطارات دول مجلس التعاون الخليجية·
وتقدر القيمة الإجمالية لمشروع بناء مطار آل مكتوم الدولي في جبل علي بإمارة دبي بـ 10 مليارات دولار فيما تصل القيمة الإجمالية لمشروع توسيع مطار أبوظبي إلى 6,8 مليار دولار·
وبين التقرير انه وبناء على واقع صناعة الطيران التجاري، تحتاج الإمارات بالفعل الى هذه المشاريع لعدة أسباب؛ منها أن صناعة السياحة في الدولة تشهد طفرة حقيقية؛ فيما تشهد صناعة الشحن الجوي في منطقة الشرق الأوسط نمواً ثابتاً بمعدل 7 بالمئة سنوياً·
وتثبت الإحصائيات أن النمو الأكبر في هذا القطاع هو الذي تشهده دولة الإمارات·
وينقل تقرير ''ميد'' عن رام مينين نائب رئيس قسم الشحن الجوي في شركة (الإمارات سكاي كارجو) قوله إن الطلب العالي على الشحـــن الجوي سوف يستمر في النمو؛ كما أن سرعة هذا النمو سوف تزداد بشكل متواصل بسبب النشاطين العمراني والصناعي الكبيرين اللذين تشهدهما الدولة·
وأشار إلى أن الكثير من الخبراء يؤكدون بأن النمو المستقبلي لقطـــاع الشحـــن الجوي سيكون أكبر مما هو عليه الآن·
ومن المنتظر أن تسهم (تكنولوجيا التعرف على الترددات اللاسلكية) في زيادة سرعة المناولة في محطات الشحن الجوي·
وقال مينين في معرض شرحه لهذه التكنولوجيا الجديدة: (إن تكلفة الملصقات التعريفية التي توضع على المواد المشحونة لا زالت مرتفعة وهي في حدود 15 سنتاً للملصقة الواحدة، إلا أن التطور الذي تشهده هذه التكنولوجيا لابـــــد أن يـــــؤدي إلى تخفيـــض هــذه التكلفــــة إلى ما بين 2 و3 سنتات للملصقة وبهذا سوف تصبح التكنولوجيا ذات جدوى اقتصادية)·
وتركز الآن شركة (الإمارات سكاي كارجو) على استخدام (تكنولوجيا التعرف على الترددات اللاسلكية) التي تتألف من ملصقة مصدرة للبث اللاسلكي مثبتة على كل حاوية بحيث يمكن تحديد مكانها وبياناتها بواسطة جهاز لاقط مركزي وبما يسمح ببرمجة عمليات الشحن بشـــكل بالغ الدقة·
وتوقع مينين أن لا يتم العمل بهذه التكنولوجيا الواعدة قبل مرور ثلاث أو خمس سنوات؛ ومن المرجح أن تطـــبق على حقائب المسافرين قبل البدء بتطبيقها على حاويات الشحن الجوي·
وتبرز مشكلة عدم قدرة المطارات الإماراتية الحالية على مواجهة الطفرة التي تشهدها صناعة الشحن والنقل الجوي من خلال الطاقة الاستيعابية لمطار أبوظبي الذي يعود بناؤه إلى أعوام الثمانينيات؛ وتم إنشاء محطة الشحن فيه بحيث تبلغ طاقتها الإجمالية في المناولة الى 85 ألف طن سنوياً· وهذا الرقم بعيد عن طاقة المناولة التي سيصبح عليها المطار قبل نهاية العام الجاري والتي تبلغ 250 ألف طن·
وتم الأخذ بهذا المشروع الجديد قبل أن تعمد شركة الاتحاد للطيران إلى إطلاق خدمات الشحن الجوي (الاتحاد كريستال كارجو) في مطار أبوظبي وحيث تفتتح خطاً جديداً كل شهر في المتوسط·
واتخذت شركة مطار أبوظبي خطوات عاجلة لتأمين مساحات أوسع للمناولة·
وكانت المرحلة (أ) من مشروع توسيع محطة الشحن في المطار قد اكتملت قبل شهرين وأدت الى زيادة طاقة المناولة إلى 300 ألف طن·
ومن المنتظر أن ترتفع هذه الطاقة إلى مستوى 475 ألف طن عند اكتمال العمل بالمرحلة (ب) من المشروع في شهر أغسطس المقبل·
ويشير التقرير إلى أن الطاقة الإجمالية للمناولـــة في مطار أبوظبي والتي ينتظـــر أن تبلغ 1,5 مليون طن عند استكمال مشروع التوسيع، ربما لا تستطيع مواجهة الطفرة في الطلب على الشحن الجوي ونقل المسافرين بسبب الافتقاد إلى شركات النــقل والتحـــميل الداخلي القادرة على مواكبة هذا التطور·
ولا شك أن مطار أبوظبي استفاد من تأسيس شركة (الاتحاد)؛ كما شجعت عملية توسيعه العديد من الناقلين الجويين العالميين على التعامل معه· ومن ذلك مثلاً أن شركة (ماكسيموس إير كارجو) التي أسست مقرها في أبوظبي تخطط لاستئجار طائرتي شحن جوي العام المقبل·
وينقل التقرير عن فتحي هلال بوهزة المدير العام التنفيذي للشركة الجديدة إشارته إلى أن حجم العمل في شركته ازداد بمعدل 25 بالمئة خلال عام ،2007 وهي تعمل الآن على زيادة عدد طائرات أسطولها الخاص بالشحن·
وأصبحت نشاطات شركتي ماكسيموس والاتحاد تشغل مطار أبوظبي بشكل متواصل· وتمتلك الشركتان الآن 10 طائرات شحن لا تتوقف عن المغادرة والهبوط كل يوم·
المصدر: أبوظبي
عدد اليوم
