السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مسرحية المفترسون تعري واقع الانتهازية

18 مارس 2008 02:47
قدمت في الجزائر مؤخرا مسرحية بعنوان'' المفترسون'' من تأليف مراد بوربون وإخراج أحمد بن عيسى، وتمحورت رسالة المسرحية في أن من كان في نعمة ولم يشكر، يخرج منها دون أن يشعر، وحينما لا يقنع الإنسان بالنعمة التي يعيشها ويطمع إلى أن يمتلك ثروات لم تُقدَّر له ويستعين برفقاء السوء لتحقيق ذلك، فسيفقد القليل الذي يملكه ويخرج فارغ اليدين· ودارت أحداث المسرحية في حمَّام عمومي، حيث يلتقي عادة الناس من كل الفئات والأعمار ومن ذوي التفكير المختلف، إلا أن الزبائن قلُّوا بسبب أزمة المياه وقِدَم آلات الضخِّ التي تتعطل باستمرار؛ وهنا فكر زوج صاحبة الحمام ''ناصر'' في بيعه والانطلاق في مشروع آخر أكثر نجاحاً، فترفض الزوجة ذلك بشدة وتتشبث بالحمَّام وتحاول إصلاح أعطابه بتوظيف جامعي متخصص، خاصة وأنها لم تعد تثق بزوجها الذي لا يكاد يصحو من السُّكْر الدائم مع رفاق السوء· ويحاول الجامعي التقرب من ابنة صاحب الحمام، فتصده بشدة وتحتقره، وبذلك مرَّر الفنانون عدة رسائل أهمها تفشي البطالة وبخاصة في وسط الجامعيين إلى درجة قبولهم بأعمال لا تتناسب تماماً وشهاداتهم ومؤهلاتهم، فضلاً عن تفشي الطبقية وتراجع مكانة العلم أمام سلطة المال في المجتمع· كما تعالج المسرحية استشراء الانتهازية واللهاث وراء المال والنفوذ بأية وسيلة، حيث يسعى''ناصر'' إلى كسب بطاقة الاعتراف به كـ''مجاهد'' في الثورة الجزائرية مستعملاً وساطات عديدة، وهذا للتمتع بالريوع والمكاسب التي يحظى بها صديقه''منير'' وهو انتهازيٌ كبير استطاع الحصول على بطاقة العضوية في الثورة بطرق ملتوية رغم أن عمره لم يكن يتعدى أثناء استقلال الجزائر في صيف ،1962عامين اثنين، وهي إشارة واضحة إلى قضية''المجاهدين المزيَّفين'' التي انفجرت في الأشهر الأخيرة في الجزائر· وفي غياب الزوجة، يعقد ''ناصر'' ورفاق السوء صفقة لبيع الحمَّام لهم بعد أن استغلوا رغبته في الثراء والتحول إلى رجل أعمال كبير وأوهموه بإشراكه معهم في صفقات الاستيراد والتصدير إن هو تنازل لهم عن الحمَّام، فيفعل ذلك لكنه يكتشف لاحقاً أن رفاقه قد غرروا به واستولوا على حمَّامه مجاناً وطردوه خارجه مع زوجته، فيخسر بذلك كل شيء لأنه لم يقنع بعصفور في اليد وطمع في عشرة فوق الشجرة· المسرحية غنية بالدلالات والدروس وقد عالجت قضايا اجتماعية عديدة وانتقدت تفشي الطبقية والانتهازية والاحتيال والثراء بطرق ملتوية·· وقد أداها ثمانية ممثلين باقتدار لاسيما وأنهم معروفون ولم يغامر المخرج بالاعتماد على فنانين شباب، أما الديكور فكان جميلاً معبِّراً؛ حيث أبدع السينوغرافي جيلالي موفق في رسم حمَّام شعبي على الطراز العثماني، وهو النوع المنتشر الآن بكثرة في''القصبة'' بالجزائر العاصمة، عاصمة الدايات العثمانيين بالجزائر بين 1517و1830م· ــــــــــــــــ تعليق الصورة ـ مشهد من المسرحية (الاتحاد)
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©