الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

كيليطو: أنا تلميذ متواضع أمام النص

كيليطو: أنا تلميذ متواضع أمام النص
18 مارس 2008 02:46
تميز الدكتور عبد الفتاح كيليطو الناقد المغربي المعروف بدراسة الثقافة العربية الكلاسيكية من خلال مناهج نقدية أكثر حداثة، وهذا يعود الى الانفتاح على كلاسيكيات الأدب العربي وأمهات الكتب التي تعتبر مدرسة نموذجية لطالب النقد، وكما هو شأن معظم النقاد المغاربة، عرف الدكتور كيليطو النقد وانفتح على الآخر من خلال بوابة اللغة الفرنسية التي قدمته ناقدا فذا في المحافل الدولية· أثار كتابه ''الأدب والغرابة'' الذي صدر عن دار الطليعة اللبنانية ببيروت في طبعته الأولى سنة 1982 الكثير من ردود الأفعال المتناقضة بين أوساط المثقفين العرب، من مؤلفاته اللاحقة ''الحكاية والتأويل'' و''الكتابة والتناسخ'' و''المقامات والأنساق الثقافية'' و''لسان آدم'' و''الخيط والإبرة''· ألف بالفرنسية كتبا لها قيمة كبرى في المعالجة النقدية والتحليل الأدبي وتأويل النصوص· وقبل أيام تم تكريمه في دبي بمناسبة فوزه بجائزة العويس عن الدراسات النقدية والأدبية، حيث التقته ''الاتحاد'' على هامش توزيع جوائز العويس، وكان معه الحوار التالي: قال كيليطو عن المدى الذي يراه في أن جائزة العويس للإبداع والثقافة شكلت إضافة للثقافة العربية خاصة أنه أحد الفائزين في دورته الأخيرة: أنا سعيد بهذه الجائزة التي صارت موعدا مع الإبداع، موعدا مع العطاء، موعدا مع الحب في ظل تراجع مقيت بالثقافة العربية؛ وانظر لهذه الجائزة على أنها الواحة التي تجمع المبدعين العرب إلى مائدتها، حيث تهتم وتساهم بالارتقاء بالذائقة الإبداعية والنقدية للثقافة العربية بشكل عام· وعن تواصله مع الشارع الثقافي العربي من خلال لغته الفرنسية التي يكتب بها قال كيليطو: أنا أكتب بالفرنسية صحيح، ولكني لا اكتب إلا عن الثقافة العربية، وإذا كنت أرى أن الفرنسية قد تتيح للثقافة العربية التحليق في سماء أوطان يجب أن تصلها أصواتنا، إلا أنني معني بالترويج والحديث عن الثقافة العربية فقط·· نادرا ما أكتب عن حالة ثقافية غربية· النقد ويرفض كيليطو التمييز بين المشرق العربي والمغرب العربي في الرؤية تجاه تجربتهما النقدية، حيث يقول: أظن أنه لا يجب تمييز المنطقة المغربية عن المنطقة العربية، وقد خرج النقد من المدرسة المصرية ومن أحضان الأدب المصري، ولكن يبدو أن النقد المغاربي مضى يؤسس لنجاحات ما بحكم اقترابه من الثقافة الفرنسية والاحتكاك بها ولا شك أن الأدب الفرنسي استطاع أن يكون حالة خاصة بين مختلف الآداب العالمية· وعن مدى مواكبة النقد للحالة الثقافية العربية وان ما كان قد أسهم في تعميق فهم النص العربي مسرحيا وروائيا وشعريا قال: أنا لا أعرف ما هو النقد ولا أحب أن أعرف، لأنني أمارس علاقتي الخاصة مع النص الإبداعي، ليس هناك تعريف جاهز بالنقد، ولا أرى في الأفق المنظور أن ناقدا ما يستطيع أن يقول إن هناك مدرسة نقدية بعينها تربى عليها· أنا أمارس النقد بعلاقتي مع النص فأعمل بها تحليلا وأقيم علاقة جدلية معه تجعلني في النهاية أصل إلى تفاصيل ما أو إلى إجابات لتساؤلاتي أو لتساؤلات بعض القراء· ويشير كيليطو إلى ممارسته لكتابة النص إلا انه يقول: أنا أمارس قناعاتي في هذا الخصوص، هناك حالة من الاستعلاء يمارسها البعض، بعض النقاد، من قبيل فرض سيطرتهم على النص وعلى القارئ في آن معاً، لا أحب أن أكون موجودا بشكل قسري في النص النقدي، أحب أن أكمل ما بدأه الكاتب وما تحدث عنه في نصه، لذا حينما أقف في حضرة النص أتعامل معه من قبيل المعلم والتلميذ لا أكثر وقد أطرح أسئلة ساذجة كما يطرحها أي تلميذ في حضرة معلمه· ؟ إلى أي حد هناك قطيعة بين مفاهيم نقدية كلاسيكية وأخرى حديثة؟ هل تغيرت النظرة للنقد بناء على تطور النص الإبداعي؟ ؟؟ مفهوم النقد متغير لأنه يتصل بعلوم حديثة وهو يستند على علم السيسولوجيا واللسانيات وعلم النفس· أنا لست من ذوي الاختصاص في هذا الأمر ولكن لي نظرتي المتواضعة فيما أقرأ وأسمع· القراءة والمنفلوطي وعن السبب الذي جعله يذهب إلى النقد قال: القراءة والمنفلوطي تحديدا هذا الذي لا يقرأه أحد اليوم·· كان هذا المبدع اكتشاف خطير بالنسبة لجيلي وكان مدرسة في الكلمة التي أحترمها وأقدرها في كل مرة أتعامل معها· ؟هل تنظر بعين الرضا لإنتاجك النقدي؟ ؟؟ كل كتبي التي قدمتها هي كتاب واحد فيها تتابع وتتال ودائما أقع في حالة من الندم متسائلا لماذا كتبت هذا دون ذاك، لذلك فأنا لا أقرأ كتبي بعد طباعتها خوفا من وقوعي في هذه الحالة· ويضاف إلى سيرته الذاتية حصوله على جائزة العويس للثقافة في الدورة الاخيرة· في سطور ولد عبدالفتاح كيليطو عام 1945 في الرباط· تابع دراسته العليا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية في الرباط· حصل على دبلوم الدراسات العليا سنة 1971 ثم على دكتوراه الدولة سنة ،1982 يشتغل أستاذا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط· بدأ عبد الفتاح كيليطو النشر سنة ·1976
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©