الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الشخصية

7 ابريل 2009 02:13
في حياتنا اليومية نتعامل مع العشرات من البشر، نرتاح لهذا، وننفر من ذاك، يعجبنا تعامل هذا، ويزعجنا تعامل ذاك، ونسمع من يقول: «فلان شخصيته قوية»، وآخر يقول: «فلان شخصيته مهزوزة»، ونتساءل في كثير من الأحيان: لماذا يتصرف هذا الشخص بهذه الطريقة، ولماذا يسلك هذا ذلك السلوك؟ إنها شخصية الإنسان التي تكونت وتبلورت وخرجت بطريقة معينة لتبرزه إما بطريقة حسنة، أو بشكل سيئ. الشخصية من أهم المواضيع التي تدور حولها البحوث المختلفة في ميادين علم النفس بهدف الفهم العميق للسلوك الإنساني، والوصول إلى القوانين التي تخضع لها الظواهر النفسية المختلفة، فشخصية الإنسان تتأثر بعدة عوامل منها الخارجية مثل الكلام والمشاهدات والأحداث وغيرها، ومنها الداخلية مثل التفكير والخيال والشهوة والغضب والمعتقدات وغيرها. وفي هذا يقول الإمام أبو حامد الغزالي: «إن مداخل الآثار المتجددة في كل قلب، إما من الظاهر عن طريق الحواس الخمس، أو من الباطن عن طريق الخيال والشهوة والغضب والأخلاق المركبة من مزاج الإنسان». يعتبر مفهوم الشخصية من أعقد المفاهيم في علم النفس، وذلك نظراً لأن الشخصية مفهوم يشمل كافة الصفات والخصائص الجسمية والعقلية والوجدانية المتفاعلة مع بعضها البعض داخل الفرد. إن شخصية الإنسان تتكون من عوامل وراثية عن طريق الجينات وعوامل مكتسبة عن طريق تفاعل وتجاوب الإنسان مع مجريات الحياة ومؤثراتها المختلفة بما فيها الجمادات والحيوانات والنباتات والإشعاعات والموجات والأفكار وغيرها الكثير، وهذا ما يسمى بـ «الميمات». وهناك معان كثيرة لمصطلح الشخصية حيث تهتم بعض التعاريف بوصف الاستعدادات الداخلية والعوامل الخارجية التي تتفاعل مع بعضها البعض فتكون الشخصية. ومن التعاريف ما يؤكد أن الشخصية هي عبارة عن «انسجام وتآلف داخلي للأجهزة النفسية للفرد». والبعض ينظر إلى الشخصية من ناحية نمط التوافق الفردي المميز، من حيث إن الذي يحدد الشخصية هي تلك الأفعال التي يقوم بها الفرد لكي تساعده في المحافظة على توازنه وتكيفه مع الظروف التي تحيط به. أو أن الشخصية هي تلك الأنماط السلوكية المختلفة التي يستجيب بها الفرد للمثيرات التي تقع عليه، سواء كانت هذه الأنماط تعبيرات أو إشارات أو أساليب انفعالية أو طرق التفكير وغيرها من الاستجابات المختلفة. إذن فشخصية الإنسان في هذه اللحظة هي نتاج الماضي بما فيه من أفكار ومشاعر وثقافات وغيرها. وأن شخصيته بعد زمن ما ستكون نتاج الماضي بالإضافة للمؤثرات المستقبلية التي سيتفاعل معها في كل لحظة تمر عليه كما هو حالك الآن وأنت تقرأ هذا الموضوع. فكل تلك الأمور تبقى في العقل الباطن في أعماق النفس البشرية. وهذا يعني أنك قادر على إحداث تغيير إيجابي في شخصيتك وتطويرها وصقلها وإبرازها، فهل انت مستعد لذلك، أم أنك ممن يتحججون ويؤمنون باستحالة التغيير للأفضل وتبديل الطباع والعادات السلبية؟! الدكتور/ عبداللطيف العزعزي dralazazi@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©