الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أشكرك من أعماق قلبي

أشكرك من أعماق قلبي
30 يوليو 2007 00:26
كثيراً ما يستخدم الناس عبارات مثل: ''يتحدث من قلبه'' و''أشكرك من أعماق قلبي''، لكن ''التحدث من العقل'' و''الشكر من أعماق العقل'' لا تفي بالغرض، فلطالما استخدمنا القلب كرمز للمشاعر العميقة حتى أضحى جزءاً مقرراً في مفرداتنا· إذا كان ما يخرج من أفواهنا هو تدفق لما هو مخزون في قلوبنا، فمن الحكمة أن نتأمل جيداً المنبع، نحن في حاجة إلى أن نفحص الكلمات التي تنساب على ألسنتنا أو على وشك أن ننطق بها· وهناك آلاف الكلمات والصور التي تدخل عقولنا كل يوم، من خلال كلام الناس ولوحات الإعلان والإذاعة والتلفزيون والصحف والإنترنت وغيرها الكثير، ومن الواضح أن الغالبية العظمى من هذه الكلمات تدخل من أذن وتخرج من الأخرى، ولكن هناك كماً منها له تأثير قوي علينا حيث يؤثر وبشكل عميق على الطريقة التي نفكر ونتحدث بها· تقول الحكمة الصينية: ''احترم تأثير الكلمات، واخترها بعناية'' ومن هنا يأتي أهمية اختيار الكلمات فمن خلالها يمكننا أن نحط من شأن الآخرين أو نرفع من معنوياتهم ويمكننا أن نتمركز حول ذواتنا ولا نراعي مشاعر أحد ويمكننا أن نحترم الآخرين ونتعاون معهم، نعم إنها هكذا وبكل بساطة فقد ينسى المرء غداً الكلمات التي يقولها اليوم، لكن يمكن أن تبقى عالقة بذهن متلقيها مدى الحياة· فيجب علينا ألا نختار فقط ما يدخل في أفواهنا، ولكننا نختار أيضاً ما يخرج منها· ومن هذا المنطلق تأتي أهمية السيطرة على تلك الكلمات والصور، وهنا نورد قصة أحد المحاضرين عندما وجه السؤال التالي للحضور: ''هل تسمح لشخص ما أن يدخل بيتك ويفرغ حقيبة كبيرة من القمامة في غرفة المعيشة؟'' إن الهدف من هذا السؤال هو الآتي: إذا كنت لا تسمح لأحد أن يفرغ القمامة في غرفة معيشتك، فلماذا إذن تدع الآخرين يملأون عقلك بالنفايات؟'' ، وخلاصة القصة أن المرء قادر على حجب الكثير من الأشياء السلبية، فيمكننا تغيير القنوات التلفزيونية والإذاعية غير المرغوب فيها، وتجنب كذلك الأشخاص الذين يحبطوننا بعباراتهم السلبية، فطريقتنا في تنظيم حياتنا وطبيعة النشاطات التي نقوم بها تنعكس على نفسيتنا، والإنسان يملك سيطرة أكبر بكثير مما يتصور· وهذا يجرنا للحديث عن الإيجابية ونحكي هنا قصة '' ايردن دبليو شارب'' والذي يقول فيها: قبل خمس سنوات كنت قلقاً محبطاً مريضاً، شخص الأطباء مرضي بقرحة المعدة ووضعوا لي نظاماً غذائياً مملاً يتضمن شرب اللبن وأكل البيض، ولم تتحسن حالتي وأصبت بالذعر والتهاب قرحة المعدة عندما قرأت مقالاً عن السرطان، ثم جاءت الضربة القاضية عندما استغنى الجيش عن خدماتي لعدم لياقتي الصحية وأنا ما أزال في الرابعة والعشرين لم أكن أرى أمامي بصيص أمل، وفي خضم اليأس حاولت أن احلل الأسباب التي أوصلتني إلى هذه الحالة الرهيبة وشيئاً فشيئا أشرقت في ذهني الحقيقة، فقبل سنتين فقط كنت سعيداً في عملي وناجحاً كمندوب مبيعات، لكن أعراض الكساد التي ظهرت أجبرتني على ترك البيع والعمل في وظيفة في احد المصانع، اشمأزت نفسي من عمل المصنع وقد زاد هذا الشعور مشاركتي في العمل لمجموعة من ذوي الأفكار السلبية الذين كانوا يصبون الشتائم على العمل والرئيس وكل شيء وبالتأكيد فقد تشربت - من دون أن أدري- منهاجهم السلبي· ومع الوقت بدأت اتأكد أن قرحة معدتي قد حدثت بسبب ما أكابد من أفكار سلبية عندها قررت العودة إلى عملي الذي أحببت، وهو البيع، وقررت أن أشارك أناساً ذوي أفكار ايجابية وبناءة، وربما يكون هذا القرار قد أنقذ حياتي· وبمجرد أن استطعت تغير عواطفي تغيرت صحتي نحو الأحسن بغضون فترة قصيرة، نسيت أنني مصاب بالقرحة، وسرعان ما اكتشفت أن بإمكاني اقتناص الصحة والسعادة والنجاح من الآخرين وهذا هو أهم درس تعلمته· هذا هو تأثير الكلمات الخطير والعميق على حياتنا فمن الضروري جدا أن تحيط نفسك بأشخاص إيجابيين في حياتك لأن هؤلاء الأشخاص سيوفرون لك الدعم الذي قد تحتاجه في الأوقات العصيبة· وتجنب الأشخاص المتذمرين الذين لا يكفون عن الكلام عن مشاكلهم ويحاولون دوما إقحامك في مشاكلهم· هؤلاء الأشخاص سيثبطون من عزائمك ويبثون مشاعر اليأس والإحباط في نفسك بحيث تشعر بالضيق بعد فترة إلا أن هذا لا يلغي بتاتاً من جمالية الاستماع إلى مشاكل من حولنا حتى وإن لم يكن بمقدورنا تقديم المساعدة الفعلية لهم حيث يكفي الاستماع، وكل ذلك يتم بطريقة منسقة مدروسة· ولنبحث عن متعة جديدة كل يوم حتى وإن كان الأمر الاهتمام بالأمور البسيطة وملاحظة الأشياء الصغيرة فأثره عظيم في تخفيف إيقاع الحياة ولو لدقائق معدودة كل صباح، كالاستيقاظ من دون النظر إلى التلفاز أو سماع الإذاعة أو حتى قراءة الصحف اليومية حيث إن جميع هذه الأشياء تعرض أخباراً سيئة والانصراف إلى ممارسة أمر محبب·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©