الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

النتائج المالية تعزز قدرة أسواق الأسهم على تجاوز أزمة التصحيح

29 يوليو 2007 23:48
تسود حالة من التفاؤل الايجابي أوساط المحللين والمستثمرين في أسواق الأسهم المحلية حول أداء السوق خلال الأشهر المتبقية من العام الحالي، على الرغم من التراجع المتتالي الذي تشهده الأسواق في الفترة الأخيرة· وأكد محللون ومستثمرون أن السوق يسير في الاتجاه الصحيح نحو الحفاظ على معدلات النمو التي حققها خلال النصف الأول من العام والتي تراوحت بين 13 الى15%· وتوقع المحللون أن يحقق السوق خلال النصف الثاني من العام نموا بنسبة 10% ليصل متوسط النمو العام للسوق في العام الجاري الى 25%، كما توقعوا ارتفاع مؤشر سوق دبي إلى 5000 آلاف نقطة، في ظل توافر الظروف المواتية لتحقيق هذا النمو، خاصة فيما يتعلق بالأداء القوي للشركات والاقتصاد الوطني واستقرار الأجواء الجيوسياسية بالمنطقة· واستبعد عدد من صغار المستثمرين بالسوق، أن يشهد النصف الثاني من العام الحالي مفاجآت في أداء الأسواق المالية، وتوقع عدد منهم أن يستمر سوق أبوظبي في تحقيق أداء جيد مدعوما بالنتائج الايجابية للشركات، خصوصا في قطاع البناء، فيما توقعوا استمرار الوضع الحالي في سوق دبي مع بعض المضاربات في ظل النتائج الحالية للشركات القيادية· وأعرب حسين علي البزي، ''مستثمر''، عن استيائه من الوضع الحالي للسوق وقال: لا اعتقد أن السوق يبشر بالمستقبل، فما نراه يؤكد استمرار سيطرة (الهوامير) ومدراء المحافظ على الأسواق، حيث يقومون برفع الأسعار في بعض الأوقات وتسييل محافظهم في أوقات أخرى، ومن ثم أصبح السوق للكبار وليس للصغار· وأضاف: تحدث الكثيرون عن الارتفاع الذي سجلته الأسواق خلال النصف الأول من العام الجاري، لكنني لا اعتقد أنه ارتفاع حقيقي بالرغم من كل ما يقال عنه، فمع بداية الارتفاع أيقنت أنه مجرد فقاعة، ولن يكون ارتفاعا حقيقيا كما كان يروج له البعض، وبالفعل ما لبث أن عاد السوق للتراجع، وخصوصا سوق دبي، فبعد أن حققت مجموعة من الأسهم ارتفاعات جيدة عادت مجددا للهبوط، وهي اللعبة التي اعتادها المسيطرون على السوق ليجنوا من ورائها أرباحا طائلة على حساب صغار المستثمرين· وتابع: لا أعتقد أن التراجع الذي شهده السوق مؤخراً ناتج عن نتائج الشركات وفقط، فهناك أرباح جيدة تحققها أغلب الشركات بالرغم من التراجع في نسب النمو، إلا إنها تظل نتائج ايجابية وجيدة، وهذا يؤكد أن المشكلة ليست في النتائج المالية فقط، بل هناك من يستغل هذه النتائج لرفع أو خفض السوق حسب مصلحته، ولا أتصور أن الأسباب فنية وموضوعية في تراجع وانخفاض الأسواق· وأضاف حسين البزي: الحل الوحيد هو الصبر ومحاولة تغطية الخسائر من خلال عمليات مضاربة محدودة ومن ثم الخروج من السوق، فبالرغم من كل الحديث الذي سمعناه منذ بداية العام عن تحسن السوق مستقبلا، لا أتصور أن الارتفاع حقيقي، طالما كان هناك من يسيطر على الأسواق، وأصبح من الضروري وضع حد لسيطرة هؤلاء على توجهات الأسواق· وقال معاذ محمد أحمد الصغير، ''مستثمر في سوق الأسهم''، إن نتائج الشركات في الربع الثاني والنصف الأول من العام الحالي، وخصوصا الشركات القيادية، كانت أقل من التوقعات، فنتائج ''إعمار'' على سبيل المثال سجلت تباطؤا في نسب النمو التي كان ينتظرها المستثمرون، وهو الأمر الذي اثر بشكل كبير على السوق، بينما حققت شركات أخرى نتائج جيدة، وفي مقدمتها البنوك· وأضاف: بالرغم من أن أداء سوق أبوظبي كان أفضل من سوق دبي خلال النصف الأول من العام الجاري، إلا أن الشركات الصغيرة والمضاربين كانوا أكثر المستفيدين خلال الأشهر الماضية، حيث كان هناك تركيز على أسهم معينة، خصوصا في سوق أبوظبي، مما ادى إلى ارتفاعها بنسب جيدة· وقال معاذ: بالنسبة للنصف الثاني من العام الحالي، رغم ما نسمعه من أنه سيشهد عودة للنشاط في أسواق الأسهم، لا أعتقد أن نتائج الشركات خلاله ستكون مختلفة بشكل كبير عن النصف الأول من العام، ولا اتصور ان الشركات، وخصوصا القيادية منها، ستتمكن من تسجيل نسب نمو مرتفعة في الأرباح، وربما تسجل الشركات الصغيرة نسبا أعلى من الشركات القيادية· وتابع قائلا: أتوقع موجة ارتفاع أخرى في المؤشر خلال النصف الثاني من العام، إلا أنها لن تكون ارتفاعات بناء على النتائج المالية للشركات، بل نتيجة عمليات مضاربة على بعض الأسهم خصوصا في سوق دبي، أما في سوق أبوظبي، فقد تحقق بعض الشركات ارتفاعات جيدة استمرارا لما رأيناه في النصف الأول، وخصوصا الشركات العاملة في القطاعات العقارية والمجالات المرتبطة به والتي بدأت في تحقيق نتائج مالية جيدة· وتوقع أن تكون هناك فرصا أخرى للمستثمرين، تتمثل في الشركات الجديدة التي سيتم تداولها، حيث تم إدراج سهم العربية للطيران مؤخرا، وهو يعتبر فرصة جيدة للاستثمار طويل الأجل، كما ستكون شركة ''ديار'' فرصة جيدة خلال المرحلة المقبلة· الدباس: 25% نسبة النمو المتوقع للسوق أكد زياد الدباس، المستشار المالي في بنك أبوظبي الوطني، أنه بالرغم من ضبابية التوقعات الخاصة بمسار السوق خلال الأشهر المتبقية من العام الحالي، إلا أن المؤشرات في مجملها تقود إلى التفاؤل نحو استمرارية الأداء الجيد للأسواق وتحقيق نمو بنسبة 10% على الأقل خلال تلك الفترة، الأمر الذي سيرفع أداء السوق بشكل عام بنسبة 25% للعام بمجملة مقارنة بأداء العام الماضي· وأوضح الدباس أن تزايد العوامل الإيجابية الداعمة لنمو السوق خلال المرحلة المقبلة يقلل من فرص التراجع الحاد، متوقعاً أن يشهد الربع الأخير من العام الإعلان عن نتائج الربع الثالث لتكون مؤشراً لنتائج العام بأكمله، إذ يمكن للمحليين استنباط النتائج السنوية للشركات من خلال أداء الثلاث أرباع الأولى قياسا على الأعوام الماضية، معربا عن اعتقاده بأن نمو الشركات هذا العام سيكون ممتازا، الأمر الذي سينعكس إيجابيا على الربحية والتوزيعات وحجم الطلب· وأضاف ان استمرارية الأداء القوي للاقتصاد الوطني تشكل داعما قويا لنهوض السوق، قائلا: الدولة تشهد طفرة في كل القطاعات ومؤشرات الاقتصاد الكلي مستقرة ودخل النفط في تزايد نتيجة ثبات الأسعار عند مستوياتها المرتفعة، إلى جانب عدم وجود توقعات بتخفيض سعر الفائدة· واستبعد الدباس أن تؤثر محدودية نشاط سوق الإصدارات الأولية خلال الفترة المقبلة بالسلب على أسواق الأسهم، بل اعتبر ذلك أمرا إيجابيا يعطي السوق فرصة للاستقرار دون سحب سيولة كبيرة منه لتغطية الإصدارات حال وجودها· ومن الأسباب الأخرى التي تدعو للتفاؤل من وجهة نظر الدباس، تزايد نشاط الاستثمار الأجنبي بسبب التشريعات الجديدة التي تتيح الفرصة لجذب المزيد من المستثمرين الأجانب، مما يرفع مستوى نضج السوق بشكل عام، ويضاف إلى ذلك توقع تزايد نشاط المحافظ الاستثمارية خلال الربع الأخير من العام· وتوقع المستشار المالي في بنك أبوظبي الوطني أن يظل أداء السوق متذبذبا خلال الفترة المقبلة وحتى نهاية رمضان المبارك، قبل أن يعاود نشاطه الفعلي والقوي مرة أخرى خلال نوفمبر المقبل إلى نهاية العام، ومن الممكن أن يحقق السوق خلال تلك الفترة نموا بنسبة 10% على الأقل، لاسيما وأن ما يشهده السوق من ارتفاع في مستوى الثقة بعيدا عن منهجية المضاربين· واعتبر أن مرحلة التصحيح الصعبة التي مر بها السوق انتهت ولن تعود بشكلها الحاد، واصفا المشهد الحالي بأنه تصحيح محدود لا خوف منه·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©