كوشنير المتفائل يحذر لبنان من تجدد الحرب الأهلية

حافظ وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير على تفاؤله بشأن إمكان نجاحه في إطلاق الحوار مجددا بين اللبنانيين لكن مع التحذير في الوقت نفسه من تجدد الحرب في حال الفشل· وقال بعد يوم ثان من الاجتماعات المكثفة امس في بيروت كان أبرزها اللقاء للمرة الثانية مع رئيس مجلس النواب نبيه بري احد قادة المعارضة ''الحوار بين اللبنانيين بامكانه ان يتقدم··اليوم يوم أفضل لكن ذلك لا يعني ان كل شيء قد تمت تسويته··ما زلنا بعيدين عن ذلك لكننا سنتابع··انا حاضر للمتابعة وفرنسا حاضرة للمتابعة والجهاد مع اصدقائها اللبنانيين''، لكنه اضاف ''اذا لم ينجح اللبنانيون في هذا الحوار للاسف ستكون الحرب مجددا''· ورأى كوشنير ان حل الازمة فى ايدى الزعماء اللبنانيين انفسهم والمطلوب ان يواصلوا التركيز على الحوار لإنهاء الصراع، وقال ''على اللبنانيين ان يدركوا انه ليست هناك حلول خارجية فالخارج موجود ولكن الطريقة الوحيدة للمعالجة هي الوحدة الوطنية والوفاق''· محذرا ممما وصفه بـ''العاب شبيهة بالبوكر'' في لبنان قائلا انها ألعاب قاتلة، كما حذر الصحافيين من صب الزيت على النار ومن اللهجة القاتلة في التخاطب مع السياسيين، وقال ''اذا لم ينجح اللبنانيون فللأسف ستكون هناك حرب في لبنان''· والتقى كوشنير ايضا رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة بحضور الوزراء· فيما لم تتوفر معلومات عن جدول لقاءاته بقيادات الصف الثاني الذين مثلوا احزابهم وقواهم السياسية في اللقاء التحاوري اللبناني الذي عقد في سان كلو، حيث قال مصدر حكومي ان كوشنير طرح على الذين التقاهم امكانية جمع قادة ممثلي سان كلو لكن لم تظهر حتى الان امكانية فعلية لتحقيق ذلك· واوضح المصدر الحكومي ان السنيورة ابلغ كوشنير انفتاحه والاكثرية وعدم تحفظه على اي فكرة تهدف الى الحوار او اللقاء والبحث وانه منفتح على كل الصيغ· فيما اكد مصدر مقرب من بري انه ابلغ الوزير الفرنسي عدم استعداده شخصيا والامين العام لـ''حزب الله'' حسن نصر الله ان يحضرا لأسباب امنية وانهما سيرسلان بدلا من ذلك ممثلين عنهما اذا وافق بقية القادة على اللقاء· ويغادر كوشنير بيروت اليوم الاحد متوجها الى القاهرة حيث سيجري محادثات مع نظيريه المصري احمد ابوالغيط والسعودي الامير سعود الفيصل والامين العام للجامعة العربية عمرو موسى الذي سبق وان اصطدمت مساعيه لحل الازمة اللبنانية بالنقطة التي اصطدمت بها ايضا مهمة كوشنير وهي وجود اولويتين متعارضتين الاكثرية التي تطالب بسلة متكاملة للحل تشمل ضمانات الاستحقاق الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية والمعارضة التي تطالب بحكومة وحدة وطنية بدون ربطها باي التزام مسبق لاتمام انتخاب رئيس جديد للجمهورية· واوضح النائب قاسم هاشم (المعارضة) ان كوشنير حاول تقريب وجهات النظر بين طرفي الازمة وجمع الافكار التي يطرحها الفرقاء تمهيداً لتحويلها الى ''نواة'' مبادرة تتكامل مع المبادرة العربية او تندمج معها ليأتي الحل فرنسيا-عربياً مشتركاً اذا ما صفت النيات· فيما رد وزير العدل شارل رزق (الاكثرية) ان الموضوع اللبناني يتجاوز الوضع الداخلي ويجب وضعه في الاطار الاقليمي كون كل السياسات الاقليمية تنعكس عليه بسبب طبيعة المجتمعين السياسي والمدني، ودعا الى تجاوز طرح الحكومة اولاً او الانتخابات الرئاسية اولاً والى الاتفاق على جدول اعمال للسنوات المقبلة· واعتبر رئيس الحكومة اللبنانية السابق نجيب ميقاتي من جانبه ان اختيار رئيس جديد للجمهورية سيكون مدخلا الى هدنة طويلة تمهد لتسوية حسب المعطيات والصورة الإقليمية والدولية، داعيا الى مجيء رئيس ينتخب من اكثرية برلمانية من كل الطوائف· لكنه حذر من انه وحسب المعطيات الظاهرة فإن لبنان ذاهب الى الخراب·