الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

جمعة الحلاوي: الفعاليات المسرحية مجرد عرس للموتى

جمعة الحلاوي: الفعاليات المسرحية مجرد عرس للموتى
29 يوليو 2007 03:49
مع بواكير المسرح في أبوظبي ظهر اسم ''جمعة الحلاوي'' وهو الآن رائد من رواده، عاصر بدايات التأسيس فشغف بالمسرح وقدم أجمل العروض '' الله يا دنيا ''عام1973 ثم اعقبه بـ ''مصيرك في الشبك '' وتوالت عروضه المسرحية، ولم يكتف بما يقدم فارتحل الى مصر ليتعلم قوانين هذا الفن على يدي كبار الرواد وبالاخص المخرج الرائد '' سعد اردش'' ومايزال الحلاوي يعشق هذا الفن بنفس تلك الروح التي ابتدأ بها منذ 36 عاما، لم يتغير طيلة ثلاثة عقود· حول كل ذلك التاريخ من حياته مع المسرح ورؤيته الحالية لوقع المسرح المحلي التقته ''الاتحاد'' وكان معه الحوار التالي: ؟كونك من الجيل الأول الذي أسس المسرح في أبوظبي، كيف اتجهت إليه ومن أثر بك؟ ؟؟الفن عامة مؤثر في الشخص أو الفنان سواء كان شعراً أو مسرحاً دون أن يعلم ما هو هذا الشيء الذي يدور في احساسه وكيانه، فيحس أن هناك طاقة ساكنة في أعماقه أو في نفسه ولكن في النهاية تتبلورهذه الطاقة وتوجهه ذاتياً إما للشعر، أو للغناء، أو للرسم، أو للكتابة، أو للمسرح بكافة عناصره تأليفاً أو تمثيلاً· وقد مررت في الغناء والتلحين وإلقاء المنولوجات غير انني رأيت أن الفن أو احساسي به يوجهني دون أن أدري إلى المسرح لذا وجدت نفسي على خشبة المسرح أحاول أن أجمع فرقة في أبوظبي وأبحث عن الشباب في منازلهم حتى أنني كنت أصرف مالي الشخصي رغم قلة المال آنذاك· المكونات الأولى ؟ هل كان هناك من المسرحيين من سبقك إلى الانتباه إلى ضرورة إيجاد مكونات أولى للمسرح في أبوظبي؟ ؟؟ لا أعتقد أنه كان قبلي من بدأ في طرق فكرة ايجاد مسرح في أبوظبي كأفراد، ولكن كان الفنان واثق السامرائي من العراق هو من بدأ معي في مسرحية اسمها ''المطوع خميس''، وهي من تأليفي وبطولتي ومن إخراج السامرائي· وكان هذا في نهاية الستينيات أي ربما في ·1968 ؟ تلك الفترة بدأت تتكون علاقات مسرحية عربية هل استفدتم منها؟ ؟؟ أنا أول من عرض فكرة على المسؤولين في وزارة الإعلام وبالأخص وزير الدولة لشؤون الإعلام آنذاك بأن نستفيد من خبرات زكي طليمات حين انتهى تعاقده مع المسرح الكويتي وذهبت شخصياً إلى مصر وعرضت هذه الفكرة في منزل زكي طليمات وقد رحب بها، ولكن لم تنفذ فيما بعد· ؟ ولكن بدأتم تشكلون فرقاً وتعرضون أعمالكم؟ ؟؟ نعم بدأنا بتشكيل فرقة مسرحية انطلقت من (نادي الشرطة) في أبوظبي وكانت الشرطة هي الممول الوحيد لهذه الفرقة، كون أغلب عناصرها من هذا القطاع الشرطي وجميع عروضنا كانت في أماكن متفرقة منها ''نادي الشرطة'' و''مسرح الإذاعة والتلفزيون'' ومسارح الأندية، ثم ذهبت إلى القاهرة لدراسة المسرح والاستفادة من رواد الفن المسرحي العربي، من الناحية الفنية والاخراجية والتأليف ومن الجانب الإداري ايضا، وبعد ذلك رجعت فأسست ''مسرح الاتحاد'' بشكل رسمي بناء على قرار وزاري وكان المسرح الوحيد الذي صدر له قرار رسمي كمسرح معترف به في السبعينات· الفن الجديد ؟ كيف يمكن أن تصف لنا استجابة المجتمع في البدايات لهذا الفن الجديد عليه؟ ؟؟ الحقيقة أن البشر إينما كانوا في دولة الإمارات أو في أي دولة بالعالم· فان المسرح يخاطبهم ويخاطب مشاعرهم بلغة هو يفهمها ويترجم أحاسيسهم ومشاعرهم ويعالج قضاياهم وهذا النوع من الأعمال المسرحية اتجهت إليه لأطرح من خلاله المشاكل الاجتماعية، فلابد أن تستجيب - حينذاك - كافة شرائح المجتمع لهذه الأعمال رغم قلة الدعم المادي، ولكننا كنا نقدم أعمالاً متكاملة الأركان، بما في ذلك إبداع الممثلين في توصيل الكلمة والاحساس بها إلى قلوب المشاهدين وهذا يتم من خلال تدريبهم المضني، حيث لا يوجد من الممثلين آنذاك من يمتلك الدراية حول الالقاء والحركة في المسرح· إذاً فلابد بهذا التصور أن يكون لدينا جمهور من المجتمع بكافة شرائحه لأننا جعلنا المسرح منه واليه ليرى مشاكله من خلال مرآة المسرح· حينذاك كان الجمهور النسائي أكثر من الرجال بينما الآن العكس ما يحصل فلن تجد نساءً من المجتمع الإماراتي يحضرن إلى المسرح سوى القليل لأن المسرح قد ابتعد عن رسالته الحقه لمناقشة قضايا مجتمعه· ؟ هل أنت راض عن المسرح الآن؟ ؟؟ لقد أثرت جروحي· إني أتعمد النوم وأغمض عيني وأجمد مشاعري حتى لا أتذكر المسرح وماذا يحصل به·عندما يكون هناك مسرح حقاً· ولكن في اعتقادي لا يوجد هناك مسرح البتة· أما ما يعرض الآن من خلال المهرجانات والندوات فهو مجرد عرس للأموات ـ وهذا من وجهة نظري الخاصة ـ أي حين تقدم الفعاليات المسرحية تحتشد فيها كل الطاقات المحلية والعربية من حيث العروض والندوات وتتفضل الصحافة بنقل بعض هذه الحوارات واتمنى أن تكون هذه التغطيات الصحفية بالصورة التي تعرض المشهد أمام جميع المسؤولين ممن يهمهم المسرح، وجميع الأعمال وبدون استثناء التي تقدم في هذه الفعاليات لا تعني شرائح المجتمع الإماراتي لا من بعيد ولا من قريب، فلذلك لا تجد الحضور إلا من المتخصصين والممثلين أنفسهم وقلة من الحاضرين لهذه الفعاليات بفعل الرغبة· تفعيل النشاط المسرحي ؟ تعني أن المسرح في تراجع· ما هي المسببات· وكيف نبحث عن السبل لتفعيل النشاط المسرحي في أبوظبي تحديداً؟ ؟؟ كيف نقول إن المسرح في تراجع وهو غير موجود أصلاً، والمسببات عديدة منها غياب المحطات التلفزيونية كافة عن ربط المسرح بالجمهور، الناحية الثانية على الكثيرين من خلال مسارحهم أو فرقهم اختيار نوع النصوص المسرحية التي تطرح القضايا الاجتماعية بصورة سلسة يتفهمها ويتعايش معها المجتمع، وكل ما يقدم اليوم من أعمال يطلق عليها بالرمزية أو التجريدية ولكن في اعتقادي أن من يتعامل مع هذه المدارس الفنية لا يعي ما هذه المدارس وماذا تقصد وفي أي زمان كانت وفي أي مكان ولماذا وجدت· ويمكن أن نقول إن هناك عنصرين بالتحديد كانا سبب تراجع النشاط المسرحي وهي اخلاص ومصداقية الفرق إذا كانت هناك فرق مسرحية في أبوظبي وقدرتها على ايجاد النصوص التي تخدم المجتمع بشكل مباشر وكذلك تواجد أو ايجاد العنصر البشري وهو الممثل والفني بكافة اشكاله والمخرج المتخصص الذي لديه رؤية فنية ويعي ماذا يعمل وكيفية ترجمته لأي نص يقع بين يديه· الجانب الآخر عدم اهتمام المسؤولين المتخصصين وبشكل فعلي بهذا القطاع وقد عرض عليّ سعادة بلال البدور وكيل وزارة الإعلام إعادة بلورة مسرح الاتحاد وتأهيله من جديد لعودته إلى الساحة الفنية بشكل يتماشى مع المستجدات الحضارية ليكون متواجداً بشكل فعلي بين المسارح أو الفرق في الدولة· ؟ ما هو نشاطكم الجديد في المستقبل؟ ؟؟ نحن لا يقف نشاطنا طيلة هذه الفترة إلى حد الآن ولدينا عمل جديد وعلى مستوى الوطن العربي، وقد أنهيناه وهو جاهز للعرض وبمجهود ذاتي وشخصي ولم يسند من أي جهة· ؟ ما نوع العمل؟ ؟؟ سنتركه مفاجأة للجمهور·· والحقيقة أنني تفاجأت وحزنت على تلاميذي الذين أعطيتهم الحب وحملتهم أمانة بأن يواصلوا المسيرة في مسرح الاتحاد وعندما تركت ''مسرح الاتحاد'' في أواسط الثمانينات تفاجأت بأنهم قد غيروا مسمى مسرح الاتحاد إلى ''مسرح أبوظبي'' علماً بأن مسيرة ''مسرح الاتحاد'' لا تقل عن ثلاثة عقود وهو موثق في كافة وسائل دور الثقافة في الدولة والخليج والوطن العربي والجامعة العربية ·· وهذا تاريخ لا يمكن طمسه إضافة إلى أن ''مسرح الاتحاد'' أثرى الساحة الظبيانية وكذلك الدولة بشكل عام بأعمال مسرحية متكاملة الأركان وجميعها صورت تلفزيونياً وربما متواجدة في المكتبات ولديّ منها نسخ أصلية وسوف أحاول عرضها في التلفزيون·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©