ساركوزي يواجه خسارة محتملة في الانتخابات البلدية

بدأ الفرنسيون أمس التصويت في الدورة الثانية من الانتخابات البلدية التي يأمل اليمين الحاكم من خلالها الحد من الاضرار في مواجهة الحزب الاشتراكي الذي يؤهله موقعه لانتزاع عدة مدن كبرى· وأكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن نتائج هذه الانتخابات لن تحمله على تغيير اتجاه سياسته· وتجرى المنافسات الهامة في مدن باريس ومرسيليا وتولوز وستراسبورج، حيث أن الاشتراكيين في وضع يؤهلهم للفوز في المدن الاربع وبالتالي السيطرة في ثمان من أكبر 10 بلديات في فرنسا· وأظهرت استطلاعات الرأي أن الاشتراكيين سيحتفظون بالتأكيد بالسيطرة على مدينة باريس ويمكن توقع إطاحتهم بعمدة مدينة ستراسبورج الذي ينتمي لحزب ساركوزي· لكن المنافسات في مرسيليا وتولوز تعتبر متقاربة، وربما سيحمل ناخبو حزب الوسط (موديم) المؤيدين للمرشح الرئاسي السابق فرانسوا بايرو مفتاح النتائج· وطبقاً لمذكرة حزبية داخلية نشرتها صحيفة لو فيجارو فإن حزب ساركوزي ''الاتحاد من أجل حركة شعبية'' يخشى من فقدان السيطرة على 34 مدينة يبلغ عدد سكان كل منها أكثر من 20 ألف شخص· وبالاضافة إلى خسارة المحافظين لثماني مدن في الجولة الاولى يوم الاحد الماضي فإن هذا سيمثل خسارة كبيرة للحزب الحاكم وساركوزي، وبخاصة إذا ما تضمنت مرسيليا وتولوز· ويمكن أن تجبر هذه النتيجة الرئيس على إجراء تغيير في حكومته في القريب العاجل وبشكل أشمل مما هو يخطط له ويمكن أن يقلل من برنامجه الاصلاحي الطموح· وأفادت صحيفة لوموند اليومية أن الأداء الممتاز للاشتراكيين في الجولة الاولى من الانتخابات وهبوط ساركوزي فيها قد أدى بالفعل إلى تغيير في أسلوب تصرفات الرئيس نفسه· ففي رحلته الاخيرة لجنوب أفريقيا ظهر ساركوزي دون نظارات الشمس التي اعتاد التصوير بها، بالاضافة إلى عدم ظهوره العلني بساعة المعصم والاكسسوارات الذهبية غالية الثمن· وقال أحد مستشاريه لصحيفة لوموند ''لقد اضطر إلى التعديل''· وأقر رئيس الحكومة فرنسوا فيون بوجود ''خيبة أمل'' لدى الناخبين حول ما حققه ساركوزي والحكومة، ووعد بتسريع الاصلاحات · واستبق ساركوزي أي نكسة محتملة بتأكيده الثلاثاء انه سيأخذ ''بطبيعة الحال في الاعتبار'' نتائج الانتخابات البلدية·