كينيا تطالب بإشراك المحاكم في المصالحة الصومالية

أعلنت كينيا رفعا ''محدودا'' للحظر الذي فرضته على حركة الطيران من والى الصومال منذ 9 اشهر، في الوقت ذاته الذي أكدت فيه ان نجاح مؤتمر المصالحة الصومالية يعتمد بشكل مباشر على مشاركة كل الأطراف المتنازعة· وقال علي مواكويري وزير الخارجية الكيني في تصريحات خاصة لـ''الاتحاد'': إن بلاده مع دعمها غير المحدود لمؤتمر المصالحة المنعقد في مقديشو حالياً، تطالب حكومة الرئيس عبد الله يوسف بضرورة إشراك كل مكونات المجتمع الصومالي، القبلية والعقدية والسياسية في المؤتمر، وقال مواكويري إن الوضع في الصومال بعد إقصاء نظام المحاكم الصومالية من الحكم يعتبر اخطر وقابل للانفجار خاصة ان كينيا وجهات دولية أخرى رصدت تدفق كميات كبيرة من الأسلحة إلى يد المعارضين للوجود الاثيوبي في الصومال، والأخطر ان الأسلحة التي دخلت إلى الصومال تعتبر متطورة مقارنة بنوعية الأسلحة التي كانت منتشرة· وأكد المسؤل الكيني ان اقصاء قادة اتحاد المحاكم الإسلامية من مؤتمر المصالحة خاصة المعتدلين منهم سيكرس الانقسام في الصومال ويؤدي إلى تجدد القتال· وقال وزير الخارجية الكيني ان الوجود الاثيوبي في الصومال إذا طال أمده قد يؤدي إلى تعقيد الأوضاع الأمنية خاصة في ظل الحساسية التاريخية بين الشعبين الصومالي والاثيوبي مشيراً إلى ضرورة انتشار قوات أفريقية وبأعداد كبيرة حتى تتمكن من احتواء أي أزمة أمنية وتساعد أيضاً على تامين مؤتمر المصالحة· وعلى صعيد آخر كشف وزير الخارجية الكيني ان حكومة بلاده قررت البدء في رفع الحظر الجوي عن حركة الطيران بين البلدين في الأول من شهر أغسطس القادم مشيرا إلى أن بلاده تعتبر المنفذ الجوي الوحيد للصوماليين في الوقت الراهن، ولكن مواكويري قال إن هيئة الطيران المدني الكينية ستلزم الطائرات القادمة من الصومال بالهبوط في مطار ''واجير'' الكيني الواقع على الحدود المشتركة بين البلدين وإخضاعها لتفتيش دقيق قبل أن تتوجه إلى العاصمة نيروبي· وكانت كينيا قد حظرت حركة الطيران بين البلدين في شهر نوفمبر الماضي بعد أن أصدرت سفارة الولايات المتحدة الأميركية في نيروبي تحذيرا مفاده ان متشددين إسلاميين سينفذون هجمات إرهابية في دولتي كينيا واثيوبيا انتقاما من موقفهما المعارض لنظام المحاكم الإسلامية· من جهتها، نفت اريتريا امس اتهامات جماعة مراقبة تابعة للامم المتحدة لها بارسال كميات هائلة من الاسلحة الى مسلحين اسلاميين في الصومال· ويعد هذا التقرير الثاني في أقل من عام الذي يتهم اسمرا بانتهاك حظر فرض عام 1992 من خلال تزويد مسلحين يقاتلون الحكومة الصومالية التي تدعمها اثيوبيا· وقال وزير الاعلام الاريتري علي عبدو لـ''رويترز'': ''النية هي اختلاق ذريعة لغزو اثيوبي (لاريتريا) والتغطية على فشل الولايات المتحدة والامم المتحدة·'' واضاف ''من المعلوم من أي ركن تأتي هذه الحملة لتشويه السمعة''· وقال التقرير ان ''كميات هائلة من الاسلحة قدمت الى (منظمة) الشباب المؤمن المتطرفة الصومالية من اريتريا وعن طريقها'' مضيفا ان الاسلاميين ''لديهم عدد غير معروف من الصواريخ ارض جو واحزمة ناسفة للانتحاريين ومتفجرات مزودة بأجهزة توقيت وادوات تفجير''· من جهتهم، رفض اسلاميون صوماليون وسياسيون من المعارضة منفيون في اريتريا دعوات لحضور مؤتمر المصالحة الصومالية الذي يعقد حاليا في مقديشو· وقال المنظمون في وقت سابق إن المؤتمر الذي ارجئ مرتين لن يناقش تقاسم المناصب السياسية وإن الزعماء الاسلاميين مرحب بهم كممثلين عن عشائرهم فقط· وفي تصريحات لـ''رويترز'' في اسمرا قال الشيخ شريف أحمد، وهو احد زعماء ''المحاكم'' إن لجنة المصالحة لا تتمتع بأي صدقية وليس لديها برنامج واضح للسلام· وأضاف أن الدعوة لم تكن رسمية وكانت محاولة لتوصيل رسالة للمجمتع الدولي بأن اللجنة تحاول أن تكون أكثر شمولاً· وقال معارضو الحكومة الصومالية المقيمون في اريتريا في وقت سابق من الشهر الجاري إنهم سيعقدون مؤتمر مصالحة منافساً في سبتمبر المقبل لبحث كيفية ''تحرير الصومال'' ممن وصفوه بالاحتلال في اشارة إلى القوات الاثيوبية المتحالفة مع الحكومة الانتقالية· على صعيد الوضع الميداني، قال شهود عيان ومصدر رسمي صومالي امس ان ثمانية مدنيين بينهم موظف في البلدية قتلوا الليلة قبل الماضية في مقديشو بيد مهاجمين مجهولين مع استمرار هجمات المسلحين في المدينة·