الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حاكم الشارقة شخصية العام الثقافية لجائزة الشيخ زايد للكتاب

حاكم الشارقة شخصية العام الثقافية لجائزة الشيخ زايد للكتاب
4 مارس 2010 01:23
تسلم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة مساء أمس جائزة شخصية العام الثقافية لجائزة الشيخ زايد للكتاب، في احتفالية ثقافية شهدتها العاصمة أبوظبي في قصر الإمارات لتكريم فائزي الدورة الرابعة للجائزة التي باتت حدثا سنويا عالميا ينتظره أدباء ومثقفو العالم العربي. وقام الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بتسليم صاحب السمو حاكم الشارقة جائزة شخصية العام الثقافية تقديرا لجهود سموه في الحركة العلمية والثقافية النهضوية التي انتهجها على مدى أكثر من ثلاثة عقود في إقامة المؤسسات العلمية والثقافية بإمارة الشارقة ودعم النشاطات ذاتها بدولة الإمارات العربية المتحدة وسائر دول العالم، بالإضافة لانتهاجه سياسة ثقافية واعية في شتى الحقول العلمية والمعرفية. وألقى صاحب السمو حاكم الشارقة كلمة عقب تسلم سموه الجائزة تحدث فيها عن المعاني السامية التي سعى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه لغرسها في نفوس أبنائه المواطنين والتي كانت طريق هداية لهم لبناء مجتمعهم ووطنهم. وروى سموه مراحل بناء الدولة الحديثة التي بناها فقيد الوطن الغالي الذي مافتئ يحث على العلم والتعلم والقراءة بهمة الرجال والقادة الذين يعرفون كيف ينيرون دروب أبنائهم بخطى واثقة وبهمة وعزيمة الرجال الذين يعرفون كيف تصنع الامم امجادها. وفيما يلي نص كلمة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الشخصية الثقافية للدورة الرابعة لجائزة الشيخ زايد للكتاب: “إخواني، لن أتحدث اليوم عن الجائزة وآفاقها، بل سأتحدث عن صاحب الجائزة. منذ أكثر من 40 سنة وصل الى هذه الارض وزير الخارجية البريطاني لحكومة حزب العمل آنذاك، وأكد للجميع أن بريطانيا لن تسحب قواعدها فيما وراء السويس، وبعد 6 أشهر وإذ بنفس الوزير لنفس الحكومة يأتي ليعلن الانسحاب المفاجئ”. وتابع سموه “وكانت صدمة للجميع، وأصبح الناس كالأغنام في الليلة الماطرة، وافترقت الفئات، وتنابزت بالألقاب، وتداعت علينا الامم” وأضاف سموه “وإذا بنجم يلوح بالأفق من هذه الارض، نجم لاح على صفحات الماء، كان ذلك زايد بن سلطان آل نهيان، وإذا بالرجل وبهمة الرجال يسرع الخطى ويجترح المسافات، يؤمن الخائف، ويعلم الجاهل، ويكّون أمة. أقول إنه صهو الأمة”. وزاد سمو حاكم الشارقة” وإذا به ينقل هذه الدولة الفتية، في مقدمة دول العالم، يرتقي بها يوماً بعد يوم، وتكتسب من خلال سياسته الحكيمة كل وفاء وكل محبة من جميع الدول”. وقال سموه “وفي يوم من أيام رمضان، وإذ بكلمات ترفضهما الأذان، ويرفض أن ينطقها اللسان، وإذ بها تمزق الوجدان مات زايد بن سلطان، وإذ الدموع تندفع من المحاجر والكلمات تغص بالحناجر، والسكون يعم المكان إلا من كلمات..... اللهم لا اعتراض، اللهم لا اعتراض، اللهم لا اعتراض”. وأضاف سموه “وتمر بنا الأيام، نحفظ كثيراً ونضيع كثيراً، ونحن من تربى على يد زايد، ونحن من شرب من مشارب زايد وكأننا ليس بأوفياء لزايد” واختتم سموه كلمته قائلاً “ومن على هذا المنبر أدعو جميع الحاضرين في هذه الصالة والذين يشاهدوننا من خلال التلفاز.... أيتها الأم... أيها الأب.. امسك القلم واجعل أبناءك حولك، وسطّر... هذا ما كان يحبه زايد، وهذا ما كان لا يحبه زايد، ونجمع تلك الأوراق، ونضعها في الصدور، ونضعها في مقدمة الدستور، وبهذا الوفاء نكون قد أوفينا زايد حقه”. وشهد حفل تكريم الفائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للثقافة والتراث ومعالي محمد بن ظاعن الهاملي وزير الطاقة ومعالي عبدالرحمن محمد العويس وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع ومعالي مغير خميس الخييلي مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم ومحمد خلف المزروعي مدير عام هيئة ابوظبي للثقافة والتراث. كما حضر الحفل عدد من الشيوخ وسفراء الدول العربية والأجنبية المعتمدين لدى الدولة ونخبة من الفعاليات الثقافية والكتاب والادباء وممثلي وسائل الإعلام. وشاهد الحضور عرضاً تعريفياً لأهداف ونشاطات جائزة الشيخ زايد للكتاب العالمية التي أصبحت منارة لدعم الثقافة والمثقفين. وألقى راشد العريمي الأمين العام للجائزة كلمة ترحيبية بأصحاب السمو الشيوخ والحضور الكريم باسم الجائزة، مثمّناً دور فائزي هذا العام وفي مقدّمتهم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في إحياء الثقافة العربية وإثراء الأدب العربي، تماشياً مع نهج الجائزة وما رسّخه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه التي تحمل الجائزة اسمه وتستقي من رؤيته. وأكد راشد العريمي الأمين العام للجائزة أن أبوظبي تسعى دوماً إلى احتضان كلّ مبدع متميز، وكل فكر مشرق صاف، إدراكاً منها أن النهضة الحقّة لم ولن تتحقق لهذه الأمة إلا عبر الاحتفاء بالفكر النيّر وأصحابه، وتشجيع المبدعين أيّا كان مجال إبداعهم ورقيهم. ووصف العريمي تكريم المبدعين بانه عرس ثقافي سنوي، يكرم كوكبة من صفوة أبناء الأمة، قدموا لها خلاصة جهدهم، وعصارة فكرهم، وثمرة سعيهم وراء المعرفة. وتابع العريمي قائلا: “نجتمع اليوم لنقول لهم باسم كل الحريصين على مستقبل هذه الأمة، والمؤمنين بحقها في التقدم والرقي: طبتم أرواحاً وعقولاً وأقلاماً، وصح منكم العزم والجهد، وقدّمتم أثمن وأرقى ما يقدم إنسان لأمته وأهله”. واضاف: “نجتمع اليوم، في دولة عربية فتية نابضة بالطموح والأمل، تدرك تمام الإدراك أن نهضة أمتها في ما مضي من عصور إنما قامت على العلم، وتسعى إلى استعادة روح المعرفة التي صنعت من قبل عزة الأمة ومَنعَتها، ومنحتْها صفحاتٍ ناصعة في تاريخ الحضارة الإنسانية التي اشترك البشر جميعا في كتابة سِفْرها الناصع”. وقال العريمي إننانحتفل بجائزة تحمل اسم الراحل النبيل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي تعلمنا منه أن نبحث عن الإنجاز والتميز في أي موقع كان، ونحتفي به، ونتعهده بالعناية والرعاية، ونوفر له المناخ الملائم لتواصل العطاء واستمراره. وثمن أمين عام الجائزة الرعاية الكريمة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، الذي اختار للعاصمة الزاهرة الثقافة عنواناً وهوية، فتفتحت لياليها شعراً، وانسابت أمسياتها موسيقى، وأزهرت أرضها متاحف ومعارض، وأثمر الصباح فيها فناً وفكراً وإبداعاً، لتكتمل للمدينة التي تعانق الخليج شخصيتها الفريدة. وقال إن تقدم أبوظبي بفضل قيادتها الحكيمة لا يقتصر على مظاهر التطور المادي، أو الرخاء الاقتصادي، بل تسري فيه الثقافة روحاً تحقق للنفس توازنها، وتضمن لها طمأنينتها وسكينتها التي تصبو إليها. إنه التوازن الذي تنشده الإنسانية، والوسطية التي نستمدها من تعاليم ديننا الحنيف وقيمه. وقال العريمي انه في الوقت الذي ينتابنا القلق مما تشير إليه التقارير التي ترصد واقع المعرفة والثقافة في عالمنا العربي، ومما تورده من أرقام وحقائق تؤكد أننا مازلنا نعاني فجوة معرفية ومعلوماتية، نرى أن خير ما نقدمه لأمتنا هو إضاءة الشموع التي تبدد ظلمة هذا الواقع، والأخذ بيد كل محب وغيور على هذه الأمة التي قدمّت للعالم أرقى الحضارات وأبهاها، وهي قادرة على أن تستعيد دورها ومكانتها إذا ما امتلكت الرغبة والعزيمة، وتهيّأ لها من يرعى العلم والعلماء فيها. وأكد أن الجائزة في عامها الرابع، تفخر بأنها قد أرست قيماً للنزاهة والتجرُّد، ورسخت مفاهيم الشفافية والدقة واعتمدت أعلى معايير الجودة في اختيار الأعمال الفائزة، وقد انعكست هذه القيم في مكانة مرموقة نفخر بها، ونسعى للحفاظ عليها وتعزيزها. وما كان لذلك النجاح أن يتحقق، لولا الدعم غير المحدود، والرعاية الرشيدة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، ومتابعة دؤوبة من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وإنا لنعاهدهما على أن نكون على قدر الثقة التي شرفونا بها، وأن يكون أداؤنا دائماً على المستوى الذي يليق ببلدنا العظيم. وفي نهاية الحفل قام سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان بتوزيع الجوائز على الفائزين وهم كل من الدكتور عمار علي حسن الفائز بفرع التنمية وبناء الدولة عن كتابه “التنشئة السياسية للطرق الصوفية في مصر”، والدكتور محمد الملاخ الفائز بفرع المؤلف الشاب عن كتابه “الزمن في اللغة العربية: بنياته التركيبية والدلالية”، والدكتور ألبير حبيب مطلق الفائز بفرع الترجمة عن “موسوعة الحيوانات الشاملة”، والدكتور إياد حسين عبدالله الفائز بجائزة الفنون عن كتابه “فن التصميم”، والدكتور حفناوي بعلي الفائز بجائزة فرع الآداب وقيس صدقي الفائز بفرع أدب الطفل، وأما جائزة النشر والتوزيع فكانت من نصيب دار نهضة مصر ممثّلة بالأستاذ محمد ابراهيم مؤسس الدار. الفائزون بفروع جائزة الشيخ زايد للكتاب «التنمية وبناء الدولة» : عمار علي حسن أبوظبي (الاتحاد) - منحت اللجنة الاستشارية لجائزة الشيخ زايد للكتاب جائزة فرع “التنمية وبناء الدولة” للدكتور عمار علي حسن من جمهورية مصر العربية عن كتابه “التنشئة السياسية للطرق الصوفية في مصر”، والذي يعالج فيه موضوع الإحياء الصوفي القوي بمصر بموضوعية وعلمية وبحثية مهمة. ويتميز الكتاب بالمنهج البحثي والتحليلي والدلالي فهو يقدم إثباتاً للاستنتاجات التي توصل إليها بدراسة حالتين لطريقتين صوفيتين بارزتين تضيفان الكثير إلى معرفتنا بالطرق الصوفية ومناهج البحث فيها. ويقدم الكتاب الذي صدر عن دار العين للنشر في عام 2009 إضافة مهمة وضرورية إلى واقع الثقافة العربية عبر تقديم هذا العمل لخريطة معرفية للحركات الإسلامية، فيما يتناول دور الطرق الصوفية في تشكيل الثقافة السياسية المصرية تصوراً وممارسة وتنظيماً، ومن ثم دورها في التنشئة السياسية وفي “تغيير” الثقافة السياسية. وقد تطلب ذلك فحص القيم والمعارف والمسلكيات التي تغرسها التربية الصوفية في نفوس وعقول أتباعها،. ويشار إلى أن الدكتور عمار علي حسن حاصل على درجة الماجستير في العلوم السياسية بتقدير امتياز ودرجة الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى. وعمل باحثاً بمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية بأبوظبي، ومركز دراسات التنمية السياسية والدولية. «الترجمة»: البير مطلق أبوظبي (الاتحاد)- منحت جائزة الشيخ زايد للكتاب في فرع الترجمة للدكتور ألبير حبيب مطلق من لبنان عن كتابه “موسوعة الحيوانات الشاملة”، والذي تكمن أهميته في نشر معرفة علمية مبسطة ودقيقة عن عالم الحيوان، بحيث يمكن وصولها إلى فئات واسعة من القراء العرب الشباب والكبار. وتعتبر موسوعة الحيوانات الشاملة التي صدرت عن (دار نشر مكتبة لبنان ناشرون 2009- الطبعة العربية وشركة دورلينغ كينرسلي لندن ـ الطبعة الإنجليزية) مرجعاً شاملاً لتصنيف الحيوانات وسلوكها وتمويهها وتكيفها وهجرتها وتكاثرها وتواصلها ودفاعاتها ومواطنها الطبيعية وحمايتها من الانقراض. كما تشتمل على ما يزيد على 2000 نوع من أنواع الحيوانات مرتبة ترتيباً ألفبائياً لتسهيل الوصول إلى المعلومات المطلوبة. وتشتمل أيضاً على صور لسائر الحيوانات الوارد ذكرها، وهي صور موضحة تكشف أدق التفاصيل، وقد التقطت في مواطنها الطبيعية. كما أن في كل موضوع إحالات إلى المداخل والموضوعات ذات العلاقة. وبدأ الدكتور ألبير حبيب مطلق حياته الأكاديمية مدرساً في الجامعة الأميركية في بيروت لمدة ست سنوات، ثم درس في جامعة جورجتاون في واشنطن لمدة سنتين برتبة أستاذ مساعد زائر، ثم في الجامعة اللبنانية برتبة أستاذ، وتخللت ذلك سنتان من التدريس في جامعة تورنتو في كندا برتبة أستاذ زائر . «الآداب»: حفناوي بعلي أبوظبي (الاتحاد) - منحت جائزة الشيخ زايد للكتاب في فرع الآداب للدكتور حفناوي بعلي من الجزائر عن كتابه “مدخل في نظرية النقد الثقافي المقارن”، والذي يمثل إضافة معرفية نقدية للتيارات والمثاقفة في تجلياتها المحدثة في عصر الصورة ووسائل الاتصال المختلفة. ويتمتع الكتاب الصادر عن “الدار العربية للعلوم، ناشرون، لبنان” في عام 2007 بمزايا نوعية على مستوى النظر والتطبيق والأسلوب اللغوي وشكل التوجه إلى القارئ. فعلى صعيد البحث النظري والاستقصاء المعرفي، استعان الباحث بالنصوص الأساسية التي عالجت موضوعه، عربية كانت أو غير عربية، محاذراً التزيّد والتكلّف، ولهذا قارب موضوعه بأدوات نظرية واضحة، تتملّك موضوعها وتشرح مفاهيمه بلا صعوبة أو تعقيد، موائمة بين المعرفي والتربوي في آن. حاذر د. حفناوي بعلي “ الخطاب التبسيطي المباشر”، الذي يحوّل النقد الثقافي من مفهوم نظري دقيق إلى عمومية إنشائية. و حفناوي بعلي هو كاتب وصحفي وباحث جامعي يشغل منصب أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة عنابة بالجزائر، وهو حاصل على دكتوراه دولة في الآداب والعلوم الإنسانية، الدراسات المقارنة والثقافية. حصل على جائزة المدينة والإبداع النقدية عام 2002 والجائزة الأولى الدولية في الدراسات النقدية والمسرحية. وهو أمين عام جمعية الأدب المقارن الجزائرية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©