الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ركض الفنانين وراء تقديم البرامج نتيجة لتدهور السينما وانهيار سوق الكاسيت

ركض الفنانين وراء تقديم البرامج نتيجة لتدهور السينما وانهيار سوق الكاسيت
10 فبراير 2014 21:13
يبدو أن عدم الاستقرار الذي كانت تعاني منه مصر في الفترة الأخيرة في كل المجالات، وليس فقط في المجال السياسي، فبعد ظاهرة تقديم عدد كبير من المطربين لبرامج اكتشاف المواهب، بدت إضاءة كاميرات التليفزيون مغرية للعديد من نجوم الفن، الذين لم يكتفوا بالوقوف أمام كاميرات الاعلام بكل مجالاته، فراحوا يزاحمون أصحاب المهنة الأصلية ويقفون في أماكنهم داخل الاستديوهات، حيث شاهدنا خلال الفترة الماضية خوض عدد كبير من الفنانين مهنة جديدة عليهم، وهي تقديم البرامج. أحمد السماحي (القاهرة) - رأينا هشام سليم يقدم برنامجا بعنوان «حوار القاهرة» على سكاي نيوز، وفيفي عبده تقدم مع المطرب هشام عباس برنامج «100 مسا» على قناة «MBC مصر»، وأشرف عبدالباقي وبشرى يقدمان برنامج «مصر البيت الكبير» على قناة «الحياة»، وخلال الفترة المقبلة سيعاود أحمد آدم تقديم برنامجه «بني آدم شو» على «قناة الحياة» أيضا، وقريبا ستطل غادة عادل على جمهورها من خلال برنامج جديد على قناة «الحياة»، كما تستعد صابرين لبرنامج «نهر الحياة» الذي سيعرض على قناة «الحياة» أيضاً. لست في حاجة للمال وتقول سمية الخشاب عن برنامجها «سمية والستات» الذي عرض على «قناة القاهرة والناس» في رمضان الماضي: عندما عرض عليّ طارق نور صاحب قناة «القاهرة والناس» فكرة تقديم برنامج تحمست ووجدت في فكرته ما أبحث عنه من شروط، خاصة أن البرنامج ليس فنيا، فهي تجربة تضاف إلى رصيدي، ففكرة «سمية والستات»، كانت تتناول شؤون الموضة والمطبخ والمنزل والأسرة. ونفت أن يكون الغرض من تقديمها للبرنامج بحثا عن شهرة أو مال، وقالت: شهرتي عريضة على مستوى العالم العربي، ولست في حاجة للمال، لأن لي اسمي، ويهمني العمل الذي أقدمه، ولو كنت أريد مالاً لقبلت بما يعرض علي من أعمال فنية كثيرة، كما لا أقلد أحدا ولا أجري وراء موضة معينة، ورغم أنني أؤمن بأننا يجب ألا نقتحم مهنة أخرى، لكنني أؤمن أيضا بأنه من حقنا أن نخوض تجارب جديدة ومختلفة في مشوارنا المهني، وكل فنان قادر على اختيار الأعمال التي يجد نفسه فيها، ومن المؤكد أن الفضائيات وشركات الإنتاج لن تغامر بتقديم برامج للفنانين إلا إذا كانت تدرك جيداً قدرتهم على تحقيق نسبة مشاهدة عالية، لكن أغلب الفنانين الذين قدموا برامج كانوا يركزون على الجانب الفني واستضافة نجوم الفن، وأعتقد أنهم وقعوا في خطأ لأنهم لم يستغلوا التجربة بشكل صحيح. ملعب الفضائيات أما هشام سليم والذي يقدم برنامج «حوار القاهرة» على سكاي نيوز، فيؤكد أن قلة الأعمال الفنية المعروضة عليه، وسطحية الكثير منها، وصراحته ووضوحه مع المنتجين وغيرها كانت السبب الأهم وراء تقديم برنامجه الذي يحقق نجاحا كبيرا منذ بداية عرضه وحتى الآن، والسبب الأهم التفاهم الشديد الذي وجده مع إدارة القناة منذ أول يوم، وحتى الآن، فكل ما اتفقوا عليه نفذوه على الفور بلا مماطلة أو تعطيل، وهذه هي الطريقة التي يبحث عنها ويحب أن يتعامل بها في كل أعماله الفنية. ويوضح الإعلامي جمال الشاعر، أن هذه الظاهرة لم تقتصر على الفنانين فقط فقد سبقهم المطربون والرياضيون والصحفيون، وهذا يدل على أن الإعلاميين أصحاب الخبرة والعلم والثقافة تركوا الساحة لسبب مجهول، ويجب أن تسأل أصحاب القنوات الفضائية الذين يبحثون عن الإعلانات، وهذه الإعلانات تأتي لنجوم الغناء والفن أسهل وأكثر من أن تأتي للإعلامي العادي، وبالتالي أصبحت الفضائيات ملعباً لكل من هب ودب، وحدث فيها انفلات إعلامي أرفضه بشدة، لهذا أرجو أن تكون هذه الظاهرة مجرد موضة سرعان ما تنتهي. المذيع المتخصص والفنان وتؤكد الإعلامية شافكي المنيري، أنها ليست ضد هذه الظاهرة فقد حقق بعض الفنانين نجاحا كبيرا مثل أشرف عبدالباقي فى برنامج «دارك» الذي كان يعرض على قناة «أبوظبي»، وكذلك أيمن زيدان في برنامجه الشهير «وزنك ذهب» الذي كان يعرض على قناة أبوظبي، لكن يجب التفريق بين المذيع المتخصص والفنان، فالأول لابد أن يقدم معلومة أو قضية من خلال برنامجه لأن الجمهور ينتظر منه هذا، كما حدث معي عندما قدمت برنامج «القصر» مثلا حيث كنت حريصة على مناقشة قضية أو تقديم معلومة جديدة عن الفنان الذي أستضيفه، لهذا كنا نحرص على استضافة كبار النجوم الذين لهم تاريخ فني حافل بالنجاحات أو العثرات، أما الفنان فالجمهور لا ينتظر منه معلومة أو مناقشة قضية مهمة ولكن ينتظر منه ومن ضيفه «شو» في البرنامج، وهذا في حد ذاته شيء جميل، لأنه مطلوب أن تكون الشاشة بها العديد من البرامج، وعلى الجمهور أن يختار البرنامج الذي يحب أن يتابعه، وهذا الشكل من البرامج موجود على مستوى العالم، لكن هذا ليس معناه أن أي ممثل أو مطرب ناجح لابد أن يكون بالتبعية مذيعا ناجحا، فالخلفية الثقافية التي يتمتع بها المذيع وطريقة التقديم تختلفان كثيرا عن الفنان، لكن هذا لا يمنع من وجود برامج لم يكن يصلح لها إلا فنان كما حدث مع برامج الموسيقار الراحل عمار الشريعي التى قدمها، فقد كانت ناجحة، لأنه استطاع من خلال مهنته الأصلية وهي التلحين أن يستخرج من ضيوفه المطربين معلومات وفقرات جديدة ومختلفة بالنسبة للجمهور. تدهور حال السينما وترجع الناقدة ماجدة موريس هذه الظاهرة إلى تدهور حال السينما وتقلص الإنتاج التليفزيوني، وقرصنة سوق الكاسيت في السنوات الأخيرة، مما جعل بعض الفنانين يفعلون أي شيء ليظلوا في دائرة الضوء، لأن الاعتياد على الشهرة شيء قاتل! لكن يجب الأخذ في الاعتبار أنه ليس كل شخص مشهور يصلح لتقديم البرامج، ويكون مذيعا ناجحا، فمهنة الإعلام لها ملامحها ومفرداتها التي لابد أن تكون موجودة في الفنان الذي يتصدى لها، فالشهرة وحدها ليست كافية لتكون مقدم برامج ناجحا، ويوجد أكثر من سبب يجعل الفنان يحترف مهنة ليست مهنته، منها بحثه عن التواجد بعدما اختفى من الساحة، لأسباب إنتاجية او غيرها وهناك البحث عن المال الإضافي الذي تغدقه القنوات الفضائية حاليا على الفنانين أو أن تكون لدى الفنان الموهبة التي تدفعه لهذه التجربة. وتؤكد الدكتورة سهام نصار، رئيس قسم الإعلام في جامعة حلوان، إن هذه الظاهرة أو الموضة ستنتهي ومصيرها إلى زوال، وهي ليست وليدة اللحظة بل موجودة منذ فترة، ولكن ما كان يميزها أنها لم تكن بهذا الكم من الانتشار، فكان من الممكن أن يتواجد الفنان خلال شهر رمضان في برنامج يستضيف فيه عددا من زملائه، أما الآن فالظاهرة أصبحت لافتة بشكل كبير، والسبب الأساسي فيها أموال الفضائيات، وزيادة عددها فكل قناة فضائية وليدة تحاول بشتى الطرق جذب الجمهور والمعلنين إليها من خلال نجوم محبوبين، بغض النظر عن صلاحية هؤلاء للتقديم من خلال الثقافة أو الخبرة أو الإعداد الإكاديمي. فوضى إعلامية يرى الدكتور حسين أمين، أستاذ قسم الصحافة والإعلام في الجامعة الأميركية بالقاهرة، أن السبب وراء انتشار وزيادة هذه الظاهرة إلى رغبة القنوات الفضائية في شغل ساعات البث لديها، ومنافسة القنوات الأخرى من دون النظر إلى الرسالة المقدمة، وما يحدث الآن ليس حرية إعلامية، بل فوضى إعلامية، فالحرية مسؤولية وعلى من يتقبل تحملها أن يكون جديراً بها أو يتركها لأصحابها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©