بلير في إسرائيل لبدء مهمته المستحيلة

وصل توني بلير إلى اسرائيل بعد ظهر امس ،في اول زيارة له كمبعوث دولي على امل المساعدة في انهاء 60 عاما من الفشل في صناعة السلام منذ انتهاء الانتداب البريطاني لفلسطين واعلان قيام الدولة العبرية· و''المهمة المستحيلة'' هو ما اطلقه المتشككون على تفويض رئيس الوزراء البريطاني السابق ،كمبعوث للجنة الوساطة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط المشكلة من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة وروسيا· ولكن بلير (54 عاما) قال انه يأمل في المساعدة على حل مشكلة عالمية خطيرة· ووصف المتحدث باسمه الاجتماع في عمان امس مع وزير الخارجية الاردني عبد الإله الخطيب بانه ''ايجابي'' قبل ان يتوجه بلير الى تل ابيب لعقد اجتماعات في وقت لاحق في القدس· وأبلغ الأردن بلير ،موقفه الرسمي من عملية السلام بين العرب و''الإسرائيليين'' الداعي إلى ''إعادة حقوق الشعب الفلسطيني وتحقيق السلام الشامل بالانسحاب الكامل من الأراضي العربية (الجولان السوري وشبعا اللبنانية) والفلسطينية المحتلة''· ومن المقرر ان يزور وزيرا خارجية الأردن ومصر غدا (الأربعاء) الكيان الصهيوني للقاء عدد من المسؤولين هناك وبحث إمكانية تحريك العملية السلمية، وقال مصدر في الخارجية الأردنية ان الزيارة إلى اسرائيل ستستغرق ساعات فقط· ويقوم الخطيب ونظيره المصري خلال زيارتهما بمهمة للترويج لمبادرة السلام العربية· ومن غير المتوقع ان يصدر بلير سوى القليل من التصريحات العلنية· وقال متحدث باسم بلير إنه ''يحضر من اجل الاستماع''· وسيلتقي بلير وزيري الخارجية والحرب الاسرائيليين، كما سيجتمع مع دبلوماسي اميركي بارز في القدس المحتلة، ويجري اليوم محادثات مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهــــود اولمرت في القدس المــــحتلة ، ومـــع الرئـــيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله المحتلة· ورغم ان بلير تحدث هو نفسه الاسبوع الماضي عن اماله في تحقيق تقدم، الا ان احساسا يسود المجتمعين الاسرائيلي والفلسطيني، بان هذا الموقف تكرر من قبل ،والصحف الفلسطينية والاسرائيلية التي خصصت مكانا لزيارته لم تبد اي تفاؤل بشأنها· وقد طلبت اللجنة الرباعية من ممثلها بلير ،ان يقدم بحلول سبتمبر خطة مبدئية لبناء مؤسسات الحكم المطلوبة لاقامة دولة فلسطينية قادرة على البقاء الى جانب اسرائيل· ولكن دبلوماسيين قالوا ان هذا التفويض المحدود يمكن ان يتسع الى دور اكثر مباشرة في عملية السلام بين الاطراف المعنية· واوضحت ميري ايسين المتحدثة باسم اولمرت ان اسرائيل تنظر الى دور بلير على انه دور لدعم المؤسسات الفلسطينية· ويواجه بلير عقبات كبيرة للنجاح في دور قضى على جهود سلفه· والدولة الفلسطينية تبدو ابعد من اي وقت مضى مع انقسامات بين حركة ''حماس'' التي تسيطر على قطاع غزة ،وحركة ''فتح'' التي يتزعمها عباس وتسيطر على الضفة الغربية المحتلة· وحذرت ''حماس'' على لسان الدكتور محمود الزهار القيادى البارز فى الحركة، بلير من أى محاولة لتهميشها مؤكدة ان ذلك ''سيكلفه مصداقيته'' وقال الزهار ''إن الحركة غير مستعدة للجلوس مع شخص يدعوها للتخلي عن ثوابتها الوطنية وامال الشعب الفلسطينى''· مبينا ان حركته لن تغير سياستها لتوافق بلير· وقد تكون حكومة اسرائيل أضعف من أن تقدم تنازلات مثل الانسحاب من المستوطنات الاسرائيلية· والعديد من العرب يشعرون بالاستياء من دور بلير في غزو العراق ،واللجنة الرباعية منقسمة حول ما اذا كان يتعين منحه تفويضا اوسع بالتفاوض حيث تعارض واشنطن ذلك· وقد يكون في صالحه تطلع الزعماء على الجانبين الى رفع مكاسبهم في الداخل باظهار تقدم نحو السلام·