كاو تاو سلحفاة ذهبية في هوا هين

''كاو تاو'' أو السلحفاة الذهبية، تحفة فنية تقع على طرف معبد ''تاو كاو تاو'' الشاهق في مدينة ''هوا هين'' التي تعني حرفيا باللغة التايلاندية ''قرية النقطة الحجرية''· وتعتبر السلحفاة أحد الرموز المقدسة لدى التايلانديين الذين يتفاءلون بها اعتقادا منهم بأنها تجلب الحظ السعيد· لم يكن مقدرا لي أن أطلع على هذه التحفة النحتية الفريدة، لولا اقتراح عابر من مرشدة سياحية محلية تعمل في شركة ''تيوريسمو آسيا'' في العاصمة بانكوك بالخروج لهذه المدينة البحرية الهادئة الجميلة في خليج تايلاند· قبلت بالاقتراح وانطلقت مع دليل سياحي يدعى ''باراياد''، ويمتلك سيارة تعمل بالدفع الرباعي يشغلها لحسابه الخاص بالتنسيق مع إحدى الشركات السياحية المحلية، نحو هذه البقعة المنعزلة التي لا تبعد عن زحام بانكوك سوى ثلاث ساعات بالسيارة· في الطريق أكد مرافقي أن ''هوا هين'' تتميز بامتداد عريض من السواحل الرائعة المنفصلة من طرف واحد عن قرية صيد الأسماك العريقة التي لا تزال ناشطة حتى اليوم على مدى ثلاثة كيلومترات من سلاسل المنحنيات المتعرجة، حيث توجد المعابد البوذية الملتصقة بالمنحدرات الصخرية التي تضم وراءها ساحلا رمليا منعزلا، كان من أجمل ما رأته عيني من طبيعة بكر· وتشتهر ''هوا هين'' بأنها أقدم منتجع ساحلي في تايلاند، وقد أخذت صيتها منذ العام 1920م كملاذ لنخبة مجتمع بانكوك، وتعززت مكانتها عندما اختارها الملك راما السابع موقعا لقصره الصيفي الذي اسماه ''كلاي كانفووت'' أي ''بعيداً عن المزعجات''!· وعلى الرغم من انتقال ''هوا هين'' مع الزمن نحو الحداثة لتوفير جميع أسباب الراحة للسياح، فقد حافظت على شخصيتها التايلاندية المتميزة لتمنح إحساسا دافئا بالمكان، ولهذا فهي مثالية للعطلات العائلية، حيث تتسم منتجعاتها العديدة بالسلام والاسترخاء على السواحل الرملية التي تتميز بشمسها الاستوائية المتسالمة مع الروح والجسد، إضافة إلى الخيارات العديدة التي توفرها المدينة من الرياضات المائية والنزهات على ظهور الأفيال، والرحلات البحرية ورحلات الغابات التي لا تنسى لا سيما مع وجود شلالات ''بالايو الخلابة'' المتحدرة من جبال المتنزه الوطني· ويمكن الوصول إلى ''هوا هين'' عن طريق باصات الدرجة الأولى والثانية أو السيارة عبر الطريق السريع أو القطار حيث تستغرق الرحلة قرابة أربع ساعات، كما تتوفر أربع رحلات يومية بالطائرة من مطار بانكوك لمطار ''هوا هين''·