الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البنية التحتية للتعليم

23 يوليو 2007 04:12
تعتبر البنية التحتية لأي مشروع من عوامل النجاح الأولى والرئيسة، وبدونها يصبح المشروع هشاً معرضاً للانهيار والتلف، ففي الصناعة مثلاً تعتبر الوسائل التي يجب البدء في انشائها لإقامة المصنع كقنوات الصرف الصحي والطريق إلى المصنع وتوفير الماء والطاقة والكهرباء والهاتف ووسائل إطفاء الحرائق ومستودعات ومخازن·· قبل تركيب الآلات وتوفير العاملين والإداريين والمهندسين وغير ذلك، وكما في الصناعة فإن هناك بنية تحتية في التجارة وفي الصحة وفي التربية والتعليم· وفي التربية والتعليم كما في أي مشروع آخر توجد بنية تحتية يتم الاهتمام بها، ولكن يتم التباطؤ في أحد عناصر هذه البنية التحتية دون قصد، وإنما للثقة الزائدة التي تولى لهذا العنصر وهو المعلم، كما أنه، وعلى حين يتم الاهتمام بالأبنية ووسائل النقل والتجهيزات والأدوات والكتب والملاعب والمنهج، فإنه لا يلتفت وبشكل يكاد يكون كلياً إلى البيت·· البيت الذي خرج منه الطالب ممثلاً لأسرته ودرجة فهم وعلم وثقافة والديه، فكل ذلك بنية تحتية لتعليمه، إضافة إلى مجتمعه الذي هو جزء منه يؤثر فيه، وهو بالتالي جزء من البنية التحتية للتربية والتعليم، أما المعلم فهو العنصر الأكثر فعالية ومباشرة في التلميذ، فهو جزء من البنية التحتية الهامة والرئيسة التي ينبغي أن نوليها الاهتمام الكبير ودون إبطاء، فاختيار المعلم المناسب هو الخطوة الأولى لإصلاح التربية والتعليم، ولما كانت أسس اختيار المعلم تسير سيراً حسناً، جاء المعطلون وكثر البيروقراطيون ليدسوا أنوفهم ويتدخلوا في ذلك فأصبحت لديهم معاييرهم الخاصة وحتى الشخصية في اختيار المعلم، وهذا النمط وللأسف أسلوب مزدهر خاصة في قطاع التعليم الخاص، إذ نجد التدخل في الأمور الشخصية والحياتية وتطبيق المفاهيم الخاصة من أبرز عوامل انتخاب العنصر المناسب ''للشلة'' وذلك ليس في مصلحة الطالب ولا المجتمع ولا التطور المجتمعي، لا من قريب ولا من بعيد، ونظل ندور في حلقة مفرغة دون إعطاء الأمور ما تستحقه من اهتمام، خاصة وأن معلم القطاع الخاص في هذه الأيام يعاني من قتل الحرية والتفكير المستقل والإبداع·· فلقد آلمني منظر مدرسِّة فاضلة، زميلة لي عندما شاهدتها ''تهجم'' على يدي رئيس قسمنا البيروقراطي وتقبلهما ''بعنف'' لأنها أحست أنها قالت رأياً لم يعجبه، بالرغم من صحة كلامها وصواب حديثها، ذلك لأنها شعرت بسطوة هذا البيروقراطي وقدرته على الاستغناء عن المعلمين· محمد محمود أبوعواد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©