السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التوطين (1)

16 مارس 2008 03:46
التوطين·· هذه الكلمة الرنانة التي يتسابق الجميع لتحقيقها والتغني بمفرداتها لتحقيق مكتسبات ما قد تكون مكتسبات شخصية وقد تكون مكتسبات هدفها الأخير لا يبعد كثيراً عن السابق·!! وإذا ما أردنا الخوض بنوع من التفصيل في هذه المفردة فإننا سنكتشف أنها تحققت لدى البعض لاعتبارات كثيرة تعتمد على حبهم الحقيقي لهذا البلد وحرصهم على مصلحة أبنائه وسعيهم الدؤوب لتحقيق ذلك عملاً لا قولاً·! انطلاقاً من قاعدة تقول: إن بناء هذا الوطن سيكون أكثر قوة بسواعد أبنائه وعطائهم، ومن هذا المنطلق تحققت لهذه الفئة ذلك الهدف فارتفعت لديهم نسب التوطين والتوطين السليم· الصنف الآخر وهو ما أعنيه في مقال اليوم، هو الصنف الذي اعتمد مفهوم التوطين ولكن لتحقيق مآرب شخصية·!! تعتمد في مضمونها على الشكليات إما لضغوطات من جهات مسؤولة تطالبه بين فينة وأخرى بنسب معينة يجب عليه أن يحققها·! أو محافظة على ''كرسيه''·!! وهنا تكون الطامة أكبر عندما يخلط مثل هؤلاء بين المصالح الشخصية ومصلحة الوطن·!! وما نلاحظه اليوم للأسف أن مفهوم التوطين أخذ البعض يتاجر به ويلعب من خلاله على مفاهيم مثل: ''الحس الوطني، الحرص على مصلحة الوطن وغيرها من المفردات التي هو بعيد عنها بُعد السماء عن الأرض·!! فنراه يسعى لتوطين بعض الوظائف في مؤسسته ولكن أي وظائف؟ الوظائف الهامشية، الوظائف التي لا تعتمد في تفاصيلها على أي فرصة لصنع قرار أو التأثير في قرار أو إظهار للقدرات الحقيقية للشخص، أو حتى مجال للإبداع ويبقى شاغلو مثل هذه الوظائف محصورون في وظائف مثل ''البدّالة، الاستقبال وهنا يكثر تعيينهم نظراً لأن ''الداخل والطالع يشوفْهم'' وبالتالي هي فرصة جميلة للتفاخر بأنه ''يوطّن'' الوظائف!!· وبالتأكيد رواتب وامتيازات هذه الوظائف تتناسب تماماً مع رغبات هؤلاء المسؤولين، أما الوظائف العليا فحديثنا معها سيكون الأسبوع القادم· إبراهيم الأحمد Ibrahim_alahmed@emi.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©