السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أثواب منى المنصوري رسائل ثقافية

أثواب منى المنصوري رسائل ثقافية
16 مارس 2008 03:43
بعد مشاركتها في أسبوع الموضة بروما العام الماضي، كتبت عنها الصحف الايطالية: ''مصممة عربية خطفت بحشمتها الأضواء من المصممين الإيطاليين، وبرهنت بأزيائها أن جمال المرأة وأنوثتها ليس عرضاً للجسد''· إنها مصممة الأزياء الإماراتية منى المنصوري التي حولت القماش إلى ''رسائل'' مغايرة، ووسيلة اتصال تعبر عن أفكارها المبدعة· فشكلت بذلك، ومن خلال أزيائها الاستثنائية المملوءة بالحمولات الرمزية، علامة فارقة في عالم الموضة· لم تكتف المنصوري بالنجاح الذي حققته في أزياء ''الهوت كوتور'' على مدى 17 عاماً، بل سعت إلى ''تقويل'' الأزياء ما ينبغي لها أن تقوله، وتحميلها من الدلالات الإنسانية والاجتماعية والفكرية والسياسية ما يرفعها فوق كونها مجرد ''تصاميم جميلة'' تتباهى بها الحسان، ويجعلها ''رسائل اتصال حقيقية'' بين الشعوب والبشر والحضارات، وعندما أصبح الثوب ''رسالة'' صار بإمكان المصممة أن تقدم من خلاله ما يعنّ لها من أفكار خلاقة: مرة قدمت ثوباً لرثاء المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ومرة للسلام والحوار بين الحضارات، وثالثة للحفاظ على البيئة، ورابعة لتجسيد البعد الإنساني في حملة ''دبي العطاء''، وأخيراً، لعاصمتنا الجميلة، أبوظبي، بوصفها عاصمة للثقافة العالمية والذي قدمته مؤخراً في أسبوع الموضة وحمل رسالة ''أبوظبي عاصمة الثقافة''· كانت تلك لقطة من مسيرة طويلة قطعتها المنصوري في حقل الأزياء، وباحت لنا بتفاصيلها ومراحلها المختلفة في هذا الحوار: في بداية حديثها لـ ''دنيا الاتحاد'' سألنا منى المنصوري عن ''مشروع وطني'' عرفنا أنها تعد له وسوف يرى النور قريباً، فأجابت: ''قررت جمع الأثواب الخمسة التي قدمتها حتى اليوم، وحملت كل منها رسالة عالمية، وتقديمها هدية إلى ''هيئة أبوظبي للثقافة والتراث'' لتكون عربون وفاء وتقدير لمسيرة الإبداع في البلاد· وتضيف: ''لم أجد أغلى من هذه الأثواب لأهديها لبلادي، فهي أغلى شيء على قلبي لأنها توجت نجاحاتي المهنية، وفيها وضعت نسيج أفكاري ومشاعري، كما أنني صممتها أولاً وآخراً كرمى لعين الإمارات، وليس أفضل من ''هيئة أبوظبي للثقافة والتراث'' لتحفظها لديها، مع كامل تقديري لمدير عام الهيئة محمد خلف المزروعي الذي لم يوفر جهداً لدعمي في عرضي الأخير''· ثوب للثقافة المنصوري التي ستطير في يوليو المقبل إلى ميلانو لتشارك في أسبوع الموضة العالمي في إيطاليا، ستعرض تصاميمها وأثوابها أمام عيون العالم، وعلى أحدث هذه الأثواب ستظهر عبارة ''أبوظبي عاصمة الثقافة'' محفورة على الأكمام، والذي صممته المنصوري احتفاء بالنهضة الثقافية التي لم تشهد لها المنطقة مثيلاً من قبل· ويرمز الثوب الأزرق ذو التموجات إلى البحر الذي يلف أبوظبي والتي تحتل بدورها مكان القلب على الثوب· ويكلل الزي تاج صمم على شكل خريطة الإمارات وبألوان العلم· وتتحدث المنصوري عن هذا الثوب قائلة: ''لا يمكن أن نواكب كل هذا التطور الحضاري الذي تشهده أبوظبي مع افتتاح المتاحف والمسارح والمهرجانات الثقافية، من دون أن يعبر كل منا عن مشاعره بطريقته· وبالنسبة لي صممت هذا الزي لأبارك لبلادي هذه الإنجازات العظيمة وعلى رأسها مشروع متحف الهوية والتراث وبرنامج شاعر المليون الذي رفع أسهمنا الثقافية عالياً''· وتحرص منى المنصوري على متابعة كل التفاصيل في مهنتها، ولا تخرج قطعة موقعة باسمها إلا بعد أن تدقق فيها من الألف إلى الياء· وبالإضافة إلى مجموعتي الأزياء اللتين تقدم فيهما جديدها كل سنة، فهي تصر على تقديم تشكيلة مختلفة في كل مرة تدعى فيها إلى تقديم عرض سواء داخل الدولة أو خارجها· ''وهذا ما يمليه علي حبي لعملي واحترامي للجمهور الذي يتابع ويلاحظ كل شيء ويقارن بين المصممين''· ومثل غيرها من المصممين المميزين تعاني المنصوري من كثيرين يقلدون تصاميمها، وتنتقد كل ما ينسخ تصاميمها أو تصاميم غيرها بقولها:''إن الإبداع في الابتكار وليس في التقليد''· من البترول إلى الأزياء في مسيرتها المهنية جمعت المنصوري بين النقيضين، فقد دخلت مجال التصميم من باب هندسة البترول التي عملت فيها على مدى 6 أعوام· ولظروف عائلية لها علاقة بالإنجاب، تركت هذا المجال وانتظرت حتى كبر أبناؤها الثلاثة· عندها لمعت في بالها فكرة الانطلاق من جديد لكن هذه المرة بالهواية التي لطالما أحبتها، تقول: ''لكن تصميم الأزياء بالنسبة لابنة الإمارات في بداية التسعينات لم يكن شائعاً على الإطلاق، وقد لقيت وقتها رفضاً من أهلي وتحطيماً ممن حولي· إذ لم يكن المجتمع يتقبل كلمة مصممة ويخلط بينها وبين الخياطة· ومع ذلك افتتحت مشغلاً صغيراً ولم أكترث للأقاويل، بل ثابرت على عملي وخلال 4 أعوام توسعت أشغالي وأصبح لديَّ اسمي في السوق''· ولشدة رغبتها في النجاح، خضعت لعدة دورات تدريبية مكنتها من تعلم تقنيات مهنة تصميم الأزياء التي لم تدرسها وإنما اكتسبتها بالموهبة والخبرة وكثرة الأسفار ومواكبة أهم العروض العالمية· من هنا تنصح المنصوري المرأة العربية عموماً ونساء الخليج خصوصاً، ألا يسمحن لأحد بأن يحبطهن· وتحثهن على المثابرة والمحاولة مراراً للوصول إلى الهدف الذي ينشدنه في سبيل تحقيق الذات· وهي تحضر حالياً لمجموعتها التي ستطلقها في أسبوع الموضة العالمي بميلانو ''وهذا بحد ذاته إنجاز أفتخر به كوني ابنة الإمارات التي وصلت بمجهودها إلى ما يشرف أسرتها وبلادها''·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©