السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

واشنطن تلجأ إلى التدويل للخروج من مأزق العراق

واشنطن تلجأ إلى التدويل للخروج من مأزق العراق
22 يوليو 2007 13:40
صدرت الادارة الأميركية أزمتها في العراق الى الدول المجاورة لهذه البلاد المضطربة ودوليا الى مجلس الأمن باعلانها انها تريد ان تلعب الأمم المتحدة دورا موسعا في العراق كوسيط على الصعيد الداخلي ومع الدول المجاورة· وكشف السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة زالماي خليل زاد، عن قلق بلاده البالغ إزاء عدم تعاون دول عربية مجاورة للعراق بينها السعودية وتركيا وإيران وقال ان مواقفها ''حساسة ودقيقة جدا'' إزاء امكانية تحقيق الاستقرار الداخلي في العراق· جاء ذلك ردا على تساؤل من شبكة ''بي بي اس'' الأميركية حول الدول المجاورة التي وجهت اليها واشنطن انتقادات بعدم تعاونها في الأزمة العراقية· وأضاف ان دولا صديقة لأميركا بينها دول عربية سنية مجاورة للعراق لا تمد يدها للتعاون مع الحكومة أو الائتلاف الشيعي وتعزل حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي· واتجهت واشنطن الى تصدير أزمتها في العراق للأمم المتحدة بأمل ان يصدر مجلس الأمن تفويضا لمبعوث خاص بالعراق يقوم بدور داخلي بين الأفرقاء المتحاربين ودور خارجي مع دول الجوار· وقال زاد في لقاء مع الشبكة ''بدون تعاون دول الجوار لن يحدث توافق أو استقرار في العراق''· ورأى مراقبون ان التوجه الدبلوماسي الأميركي الجديد نحو الأمم المتحدة، يرتبط بالضغوط الداخلية المطالبة بوضع حد للمهمة العسكرية في العراق خاصة إذا ما أذعنت ادارة الرئيس بوش للضغوط وبدأت الانسحاب· وشدد زاد على انه إذا ما انسحبت القوات الأميركية من العراق بدون اتفاق مع الدول المجاورة وبدون اتفاق بين العراقيين أنفسهم فإن ذلك سيؤدي الى اتساع الانفجار الداخلي وسيؤثر على مستقبل المنطقة كلها· وأكد ان الوضع الداخلي العراقي ''مثير للقلق والخوف'' بشأن ما يمكن ان يحدث داخل العراق''· وفي سؤال حول لماذا الاستغاثة الآن بالدول العربية والأمم المتحدة قال'' مياه غزيرة تدفقت تحت الجسور منذ 2003 والمصلحة في وجود عراق مستقر أصبحت الآن مشتركة ليس لخدمة أميركا ولكن لمصالح الدول المجاورة للعراق''· وفي صفحة الرأي في ''نيويورك تايمز'' كتب زاد ان بامكان الأمم المتحدة ان ''تساعد في تدويل جهود اشاعة الاستقرار في العراق· وتأتي المقترحات الأميركية للأمم المتحدة في الوقت الذي دعا فيه بوش وجنرالاته الى منحهم مزيدا من الوقت للسماح للتعزيزات ان تؤدي الى استقرار العراق· وتعارض الأمم المتحدة بشدة العمل في العراق منذ ان قتل 23 من كبار موظفيها في انفجار قنبلة في مقرها ببغداد في أغسطس ·2003 بيد ان الأمين العام الجديد بان جي مون التقى مع بوش الاسبوع الماضي ووعد بمساعدة الأمم المتحدة في اعادة بناء العراق· وقال زاد ان واشنطن وافقت على دعوة بان لتوسيع دور الأمم المتحدة موضحا لمحطة التلفزيون العامة انه بدأ في التحدث مع أعضاء مجلس الأمن والذين عارض معظم اعضائه الغزو الأميركي للعراق· وأضاف ان ''الأمم المتحدة تملك مزايا نسبية معينة للاضلاع بجهود الوساطة الداخلية والاقليمية المعقدة''· وبشكل محدد قال خليل زاد في التلفزيون ان بامكان الأمم المتحدة معالجة الخلافات الداخلية بين العراقيين وجيران العراق بما في ذلك تركيا وسوريا وإيران بالاضافة الى السعودية· وأضاف انه سيتم تعيين مبعوث جديد من الأمم المتحدة للعـــــراق خلال الأسابيع المقبلة· على صعيد آخر أكدت مصادر نيابية مطلعة ان خلافات جديدة برزت داخل مكونات الائتلاف العراقي الشيعي بشأن أسماء الوزراء الذين من المقرر ان يعرضهم رئيس الوزراء نوري المالكي على البرلمان هذا الاسبوع· وطبقا لما أعلنه مصدر مقرب من حزب الدعوة ان المشاكل لا تزال قائمة وان المسألة تحتاج الى مزيد من الوقت للتقريب بين وجهات النظر المختلفة· إلى ذلك، وفيما ذكر نائب رئيس الوزراء العراقي برهم صالح أن الوقت قد حان لتحديد مستقبل وضع القوات الأميركية بشكل أكثر وضوحا في العراق، دعا نائب رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في العراق عمار الحكيم إلى الإسراع بتشكيل الأقاليم العراقية عند انتهاء المدة التي حددها مجلس النواب، معتبرا أنها تمثل فرصة حقيقية لمعالجة الكثير من الأزمات، وأضاف ''إن إقليم جنوب بغداد وإقليم بغداد وإقليم كردستان وأي إقليم آخر في منطقة أخرى من العراق هو الخيار الذي اعتمدناه وسنقف ونتبنى هذا الخيار ونعمل على تحقيق النظام الفيدرالي''· أمنيا، نسب الى قائد عسكري أميركي في الكوت قوله أمس إن القوات المتعددة تدرس إعلان كل من ميليشيا الصدر ومنظمة بدر التابعة للمجلس الإسلامي الأعلى ''منظمتين إرهابيتين''· فيما سقط 55 قتيلا وجريحا بينهم 23 قتيلا بقصف أميركي على بلدة حديثة وجندي أميركي ومسؤول في مكتب المرجع الديني علي السيستاني في النجف· كما اعتقلت القوات الأميركية 18 عراقيا من مقر ''علماء المسلمين'' غرب بغداد· وأظهرت إحصائية لـ''البنتاجون'' أن الهجمات في العراق وصلت في يونيو الماضي الى أعلى متوسط يومي منذ مايو 2003 بوقوع 5335 هجوما ضد التحالف والقوات العراقية والمدنيين والبنية الأساسية بمتوسط يومي بلغ 177,8 هجوم·
المصدر: واشنطن-بغداد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©