الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الفتيات يرفضن فتح "صندوق الماضي" من أجل الزواج

الفتيات يرفضن فتح "صندوق الماضي" من أجل الزواج
6 فبراير 2012
"الأفضل أن تكون بلا ماض".. شعار يرفعه الكثير من الشباب عند اتخاذهم خطوة الزواج، حيث يبحثن عن زوجة ليس لها أي ماضي عاطفي، وهو ما يثير الكثير من التساؤلات أبرزها: هل من حق الزوج النبش في "صندوق الماضي" حلوه ومره. وهل في هذه الحالة تخبر الزوجة زوجها بكل تفاصيل حياتها السابقة.. وهل إخفاء الماضي يعتبر نوعاً من التدليس والكذب.. ولماذا يفضل الشاب الزواج من شابة بلا ماض في حين يبيح لنفسه كل شيء قبل الزواج؟. ترى (ناريمان كامل، 28 عاماً)، أن الرجل الشرقي يفعل كل ما يروق له قبل الزواج، لكنه عند اتخاذ قرار الزواج يصر على أن تكون زوجته "صفحة بيضاء".. حيث يشترط ألا يكون لها أي علاقة، حتى ولو علاقة حب طاهر قبل الارتباط به، بل ويرى أن الأمر يتعلق بالشرف والكرامة. وتضيف (ناريمان)، متزوجة منذ عامين، أنها قد مرت بقصة حب مع شاب خلال سنوات الدراسة، وأن هذه العلاقة باءت بالفشل، ورغم كون القصة، أصبحت من الماضي في حياتها، إلا أنها رفضت البوح بتفاصيلها لزوجها. وقالت إن الزوج مهما بدا متفتحاً فإنه لا يقبل ماضي زوجته مهما كان. وحول كون ما فعلته يُعد كذباً أم لا؟، تقول: "لا أحد يحب أن يثير المشاكل في حياته الهادئة، وأنا على يقين أن تفاصيل قصتي السابقة لا تضر ولا تنفع لكنها ستثير غيرة زوجي الذي أعرف طريقة تفكيره جيداً". في المقابل، يتساءل (شريف عبد الستار، 33 عاماً) "هل من المعقول ونحن في 2012 أن هناك فتاة لم تمر بقصة حب؟". ويجيب شريف أرى أن إجابة بعض الفتيات بلا هي إجابة غير منطقية، فقط لمجرد استرضاء الزوج الذي يرى في هذه الإجابة، رغم عدم منطقيتها، أرضاء لغروره وكبريائه. ويضيف شريف: "إخفاء مثل هذه التفاصيل عن الزوج هي فقط للتجمل". ولا يمانع (شريف) وهو مهندس)، أن تكون زوجة المستقبل قد مرت بعلاقات حب قبل الارتباط، لكن الفيصل هنا هو إلى اين انتهت هذه العلاقة؟. ويقول إنه من حق كل فتاة، تماماً مثل الرجل، أن تبحث عن شريك حياتها بنفسها لكن هذا الأمر يختلف تماماً في حال إذا كانت الفتاة مستهترة وتتعرف على شباب بغرض التسلية ومضيعة الوقت. وترفض (أم كريم، 42 عاماً)، أن تصارح الزوجة زوجها بتفاصيل علاقاتها قبل الزواج لأن طريقة تفكير الرجل الشرقي تجعله لا يقبل أن يكون لزوجته حب سابق. ولا ترى أم كريم في هذا الأمر نوعاً من التضليل أو الكذب لأن من وجهة نظره أن الماضي هو ملك لكل طرف، لكن المستقبل يمتلكه الطرفين معاً، ومن ثم ما يخص الزوج هو مستقبل زوجته منذ أن اقترن أسمها باسمه. وتضيف أم كريم، متزوجة منذ 13 عاماً، أن الزوجة تتغاضى عن الكثير من تصرفات الزوج حتى بعد الزواج من أجل انجاح حياتها الزوجية.. فلماذا تدمرها بالنبش في ماضي قديم قد يفتح جراحاً جديدة تهدم البيت. وكان الداعية الإسلامي يوسف القرضاوي، قد أصدر فتوى قبل سنوات بشأن ماضي الزوجة العاطفي أثارت جدلاً واسعاً، أكد فيها أنه من حق الزوجة أن تخفي عن شريك حياتها ماضيها مهما بلغ من سوء لأنها، وفقاً للفتوى، قد تدمر حياتها الزوجية باسم الصدق. ووصف القرضاوي من يطلب ذلك بأنه مخطئ ينبش ماضياً لا علاقة له به وقد لا يكون من صالحه نبشه واستثارة دفائنه. ويشير (د. أيمن عبد الفتاح)، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس واستشاري العلاقات الزوجية، إلى أن قضية ماضي الزوجة رغم كونها قديمة تثار حولها الكثير من الآراء وأحياناً الفتاوى، إلا أنها تجدد مع إقبال الكثير من الفتيات على الزواج ويتردد على لسانهن السؤال ذاته: هل أصارح زوجي بعلاقاتي قبل الزواج أم أكذب عليه؟. ويرى (عبد الفتاح) أن الماضي هو ملك لكل طرف، وليس من حق الأخر استجوابه بشأنه. ويقول: "بالتأكيد لدى كل منا في حياته ما لا يود الخوض فيه، ولكن إذا اتفق الزوجان على البوح بأسرار الماضي فهنا وضع مختلف حيث يرضى الطرفين باستحضار صورة الماضي ولكل منهما في هذه الحالة كامل الحق في استمرار الحياة بينهما من عدمه". ويضيف أن القضية بالأساس هي رغبة شخصية من كل طرف للبوح بتفاصيل علاقات سابقة وليست من منطلق الاجبار. وحول إذا ما كانت هناك تفاصيل مخجلة في حياة الزوجة قبل الزواج، يؤكد عبد الفتاح أن الاحتفاظ بـ"صندوق الماضي" مغلقاً قد يكون هو الحل الأمثل بالنسبة للفتاة لأن الزوج الشرقي لن يرضى أن يقترن اسمه بزوجة كان لها علاقات سابقة، لكن على أساس أن يكون الماضي صفحة وطويت للأبد، وأن تراع الزوجة الله في زوجها وأبنائها وبيتها. ويضيف أن الله غفور رحيم، لكن الكثير من الرجال الشرقيون يهمهم الماضي أكثر من المستقبل.. فيكون الحل الأمثل للكثير من الفتيات هو عدم الخوض في أي تفاصيل قد تحطم حياتها الزوجية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©