السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

منظمات دولية تطالب بضغوط بريطانية على قطر لوقف انتهاك حقوق العمال

منظمات دولية تطالب بضغوط بريطانية على قطر لوقف انتهاك حقوق العمال
18 فبراير 2018 23:32
دينا محمود (لندن) لم يهدأ الجدل على الساحة السياسية والرياضية البريطانية منذ توقيع الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم نهاية الأسبوع الماضي مذكرتي تفاهم مع نظيره القطري واللجنة المُنظمة لبطولة كأس العالم التي يُفترض أن تقام في قطر نهاية عام 2022، وذلك على الرغم من السجل الأسود للدوحة على صعيد انتهاك حقوق العمالة الأجنبية. ودعا نشطاء معنيون بحقوق الإنسان المسؤولين البريطانيين فور توقيع المذكرتين قبل أيام، إلى ضرورة ممارسة ضغوط على مسؤولي النظام القطري لإجبارهم على القيام بجهودٍ حقيقية على صعيد وقف الانتهاكات الصارخة التي تعاني منها العمالة الوافدة، التي تشارك في تشييد البنية التحتية الخاصة بالمونديال، الذي يُفترض أن يُقام بعد أقل من خمس سنوات. وصدرت بعض الدعوات من جانب منظمة العفو الدولية التي أكد مسؤولوها أن توطيد أواصر التعاون بين الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم وقطر، يعني تحمل الاتحاد مسؤوليةً أكبر فيما يتعلق برفع الصوت والحديث بشأن المخاطر الجسيمة التي يواجهها العمال المهاجرون، ممن يعملون في مشروعاتٍ خاصة بالبطولة (مونديال 2022)، على صعيد حقوق الإنسان». وطالب هؤلاء بحسب صحيفة «دَيلي تليجراف»، الاتحاد الإنجليزي بالاضطلاع بدوره في ضمان أن تفي قطر بالتعهدات التي قطعتها على نفسها فيما يتعلق بإجراء إصلاحات على نظام العمل المتعسف القائم في أراضيها، وأشاروا إلى أنه في ضوء قضايا حقوق الإنسان الموثقة جيداً والمتعلقة بكأس العالم 2022، يتعين أن يكون الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم في موقعٍ يسمح له بأن يُظهر أي خطوات اتخذتها قطر أو تتخذها لتحديد الانتهاكات الحقوقية التي يمكن أن تكون مرتبطة بهذا الملف، ومعالجتها. وفي محاولة لتخفيف حملة الهجوم الضاري الذي يتعرض له مسؤولو الاتحاد الإنجليزي للكرة، سربت مصادر الاتحاد لوسائل الإعلام البريطانية أنباء عن شروع مسؤوليه بالفعل في إثارة ملف العمال المهاجرين والانتهاكات الخطيرة التي يتعرضون لها في قطر مع السلطات هناك، وشملت هذه الجهود - وفقاً لتقريرٍ «دَيلي تليجراف» اجتماعاً عقده جريج كلارك رئيس الاتحاد الإنجليزي في الدوحة مع أعضاء اللجنة العليا للمشاريع والإرث المُنظمة لمونديال 2022، وذلك لبحث ملف حقوق العمال المتخم بالانتهاكات، وللمطالبة بضرورة احترام معايير السلامة والأمن الخاصة بهم، في ظل تزايد عدد الوفيات المُسجلة بين هؤلاء العمال على مدى السنوات السبع الأخيرة. وفي مسعى لإبراز أهمية الاجتماع، أشارت التسريبات إلى أنه جرى بحضور السفير البريطاني لدى قطر أجاي شارما، وذلك لإضفاء صبغة أكثر رسمية عليه وتأكيد طابعه السياسي وليس الرياضي فحسب، لكن هذه التسريبات لم تبد مقنعة للأوساط البريطانية السياسية والإعلامية، التي واصلت خلال الساعات الماضية حملة انتقاداتها اللاذعة، لإقدام الاتحاد الإنجليزي على توقيع مذكرتي التفاهم والتعاون مع قطر التي تواجه اتهاماتٍ واسعة النطاق بتمويل الإرهاب وانتهاك حقوق العمال الأجانب. ورأت صحيفة «الإندبندنت» أن رحلة كلارك إلى قطر كانت «مشبوهة أخلاقياً» بشكلٍ ما، وشددت في تقريرٍ على أن هذه الرحلة أثارت «عاصفةً رملية من الانتقادات» في وجه الاتحاد الإنجليزي ورئيسه، نظراً لأنها جرت إلى دولة تواجه عزلة متزايدة من جيرانها في المنطقة، وانتقاداتٍ على خلفية تآكل حقوق العمال الموجودين على أراضيها والمعاملة السيئة التي تلقاها الأقليات فيها، وسخرت من عدم اكتراث كلارك بمصير مئات الآلاف من العمال الفقراء، الذين يعملون في ظل ظروفٍ شديدة القسوة في قطر، قائلةً إن رحلة هذا الرجل إلى هذه الدولة المعزولة عادت عليه بالنفع أكثر بكثير، مما حدث مع غالبية من توجهوا إلى هناك للمشاركة في مشروعات الإنشاءات العقارية الجارية على الأراضي القطرية، وذلك على حساب حقوق العمالة الوافدة في أغلبها من دولٍ آسيوية فقيرة مثل نيبال وبنجلاديش. وألمح تقرير «الإندبندنت» إلى أن الإعلان عن التعاون المفاجئ بين الاتحادين الإنجليزي والقطري والذي تزامن مع زيارةٍ قام بها عدد من النواب البريطانيين إلى الدوحة يأتي وسط محاولات المملكة المتحدة لتعويض الخسائر التي تخشى أن تُمنى بها مع خروجها المقرر خلال سنواتٍ من الاتحاد الأوروبي، كما ينبع من معاناة كلٍ من البلدين من انفضاض الأصدقاء والحلفاء من حولهما، وقال في هذا الشأن «إن المغازلة بين الجانبين تبدو في أوجهٍ عدة أشبه بإبرام طفلين عديمي الأصدقاء تحالفاً غير متوقع في الحافلة التي تقلهما من المدرسة وإليها». وحرص التقرير على أن يُذَكَرّ كلارك بما قاله سلفه جريج دايك بشأن قطر ونظامها الحاكم وملفها الذي حصل على حق تنظيم كأس العالم 2022 في ملابسات تفوح منها رائحة الفساد، ووصف دايك بأنه قاد حملة مناهضة قطر بُعيد فوزها بحق تنظيم كأس العالم، ودعا إلى سحب البطولة منها». كما أشار إلى أن الرئيس السابق للاتحاد الإنجليزي لكرة القدم لم يتردد عام 2015 في أن يصف منح النظام القطري شرف استضافة المونديال بأنه «اللحظة الأسوأ في تاريخ الاتحاد الدولي لكرة القدم»، وتوقع وقتذاك أن يؤدي هذا القرار المشبوه إلى تَبِعاتٍ سيشعر بها العالم على مدار «سنواتٍ سبع أخرى على الأقل». وانتقد تقرير «الإندبندنت» الغموض الذي يكتنف بعض بنود اتفاقيتي التعاون اللتين أُبرمتا في الدوحة بين اتحادي الكرة القطري والإنجليزي، وكذلك مضي المسؤولين البريطانيين على درب تعاونٍ من هذا القبيل في وقتٍ «لا يزال فيه فوز قطر بحق تنظيم كأس العالم موضع تحقيق جنائي في الولايات المتحدة وسويسرا، وما زال فيه العمال الذين يعملون بالسخرة (في الأراضي القطرية) يواجهون الموت في مواقع البناء، وفي ظل رغبة إنجلترا لاستضافة مونديال عام 2030» (في إشارة إلى أن دعم لندن للدوحة قد يضر كثيراً بفرصها في الحصول على تنظيم هذه البطولة). وربط مراقبون بين مذكرتي التعاون الأخيرتين بين الاتحادين الإنجليزي والقطري للكرة، والزيارة التي قام بها حسن الذوادي الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث المُنظمة لمونديال 2022 أواخر العام الماضي إلى بريطانيا مهد كرة القدم، في مسعى لإقناع الأوساط الكروية هناك بأن بلاده لا تزال تستحق أن تكون دولة مُضيفة للبطولة رغم كل الانتقادات الموجهة إليها على مختلف الصعد، وهي الزيارة التي كان الملمح الأبرز فيها إقرار الذوادي بأن بلاده لجأت إلى الخطتين الاحتياطيتين «ب» و»ج»، لمواجهة التأثيرات التي تُخلفها العزلة الخليجية والعربية، على استعداداتها لاستضافة البطولة الكروية الأشهر على مستوى العالم. وعلى مدى الأيام الماضية، حفلت وسائل الإعلام البريطانية بتقارير تبرز المحنة التي يقاسيها أكثر من مليوني عامل مهاجر في قطر، لا سيما في ظل تكتم السلطات الحاكمة هناك على العدد الفعلي الذي يعمل منهم في تشييد الملاعب الرياضية، والذي يُعتقد بحسب مصادر إعلامية في لندن أنه يناهز 36 ألف عامل. ويُضاف إلى هؤلاء عشرات الآلاف من العمال الآخرين الذين يعملون في مشروعاتٍ للبنية التحتية تتعلق بالمونديال كذلك، ومن بينها مد طرق سريعة وبناء محطاتٍ للصرف الصحي وتشييد فنادق وغير ذلك من المشروعات الإنشائية ومن بينها مدينة «لوسيل» التي يُنتظر أن تستضيف مباراتي الافتتاح والختام لكأس العالم، وهي المدينة التي سبق أن وصفتها كاتبة أميركية بأنها «مدينة العبودية الحديثة». وتطالب منظمات حقوقية دولية، مثل «هيومان رايتس ووتش»، النظام القطري بتغيير القوانين المعمول بها في البلاد، وذلك لإسباغ الحماية على العمال الأجانب، الذين يعملون في قطاع الإنشاءات، أولئك الذين يبلغ عددهم نحو 800 ألف من إجمالي أكثر من مليونيْ عامل مهاجر موجودين في قطر، وبحسب المعلومات المتوافرة، يعتمد المقاولون - الذين تتولى شركاتهم عمليات التشييد الجارية في الملاعب الرياضية في قطر والمخصصة لكأس العالم على العمال المهاجرين القادمين من دولٍ مثل بنجلاديش والهند ونيبال.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©