الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مذيع ساخر.. تلاحقه القنوات المتشددة

مذيع ساخر.. تلاحقه القنوات المتشددة
26 ديسمبر 2012
يتعرض مقدم برنامج "البرنامج" السياسي الساخر المصري باسم يوسف، الذي تعرضه قناة "سي بي سي الفضائية، لهجوم شرس من قبل اسلاميين متشددين يقدمون برامج على فضائيات دينية، على خلفية انتقاداته الحادة واللاذعة لتيارات الاسلام السياسي في مصر. وفي هذا السياق، دعا أبو إسلام أحمد عبدالله في برنامجه "حزب الله" على قناة "الامة" باسم يوسف لأن "يغطي وجهه ويلبس نقابا وفقا للشرع لانه "واد حليوة" (شاب جميل)، وان يضع صورته الى جانب الممثلة ليلى علوي، او الهام شاهين كي نرى من هو الأجمل" في تعليق ساخر يحاول مجاراة التعليقات الساخرة للمذيع المصري الذي تلقى أفكاره وتعليقاته اللاذعة رواجا لا سيما بين جيل الشباب. وبعدما تعرض عدد من "الدعاة" المتشددين لباسم يوسف، على غرار خالد عبد الله الذي اطلق عليه شتائم، سخر المذيع المصري الشاب من هذا الكلام وقال: "مثل هؤلاء المشايخ لا يمثلون الإسلام الذي عرفناه فهم يعملون على تكفيرنا ونحن مسلمون، فإذا كانوا كذلك فهم لا مشايخ ولا علماء ولا نقبل اسلاما كهذا يدعون اليه، فنحن الذين نعرف الاسلام ونحن مسلمون". وأثارت هذه الأفكار المتشددة انتقادات حتى في أوساط رجال الدين انفسهم، إذ انتقد عدد منهم "الدعاة الذين يتباكون ويصرخون رغم انهم من فلول أمن الدولة". وصل الحد برجل دين البارز علي الجفري الى القول ان ما يقوله بعض "الدعاة" المتشددين مثل ابو اسلام عبد الله يشكل "اهانة للشريعة الاسلامية وتحريفا لها" يستوجب التعزير (العقوبة القضائية) في الشريعة الاسلامية". وأضاف على حسابه تويتر الاثنين "هؤلاء ليسوا بمشايخ ولا علماء"، منددا بهجوم ابو اسلام عبد الله على باسم يوسف، ومعبرا عن استيائه "من أن تكون هذه لغة واساليب المشايخ والعلماء". واعاد يوسف في برنامجه التذكير بمواقف العديد من هؤلاء من الثورة المصرية، ومواقفهم المؤيدة للرئيس السابق حسني مبارك، واعاد بث مقطع يظهر فيه خالد عبد الله وهو يؤيد فيه، قبل الثورة، توريث السلطة من حسني مبارك الى نجله جمال. ولم يوفر باسم يوسف المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين محمد بديع من انتقاداته وكذلك الرئيس محمد مرسي. وقد تبادل المشاركون على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر فيديو هذه الحلقة من برنامج باسم يوسف على نطاق واسع. واعتبر الاعلامي يوسف الحسيني المذيع على قناة اون تي في، ان حلقة باسم يوسف عن الشيخ خالد عبد الله كانت "انصافا للاعلاميين الذين يتعرض لهم خالد عبد الله بالشتيمة ونحوها". وراى الناقد طارق الشناوي ان "نجاح برنامج باسم يوسف (..) بعد مشاركته في ثورة يناير جراحا في اسعاف المصابين (..) جعله هدفا استراتيجيا لكل القنوات الدينية" المتشددة. وبحسب الشناوي، فان اخطر ما ينطوي عليه خطاب باسم يوسف هو تفكيك الخطاب المتشدد وهو "أمضى سلاح الآن من أجل اسقاط حكم الاخوان". وأضاف إلى جانب ذلك فإن "باسم يفضح ايضا مشايخ الفضائيات الذين لاعلاقة لهم بفكر الاسلام نقلا او عقلا، بل هم مدعون فيما ينتقونه من ايات قرانية او احاديث نبوية ويسيئون الى الدين الاسلامي"، معتبرا ان معركة الخطاب الاسلامي بين الوسطية والتشدد "من اهم نقاط الصراع الدائرة على الساحة المصرية الان". واكد الشناوي أن "برنامج (البرنامج) نجح حتى الان في تشكيل نقطة بداية في معركة فكرية قد يطول امدها في اتجاه ترسيخ الرؤية المستقبلية لمصر، اذ استطاع باسم ان يتعامل معهم بمنطقهم، ويسقطهم من خلال تناقضاتهم (..) لاسيما تعاملهم على ان الاسلام دخل الى مصر مع وصولهم الى السلطة وليس قبل 1400 عام".
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©