تونس (أ ف ب) - شهد معرض بيع المقتنيات الشخصية للرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي وعائلته، الذي بدأ الأحد ويستمر شهرا كاملا إقبالا لافتا سواء من الفضوليين أو الراغبين في الشراء. ويقام المعرض في مدينة قمرت الساحلية (شمال العاصمة) في قاعة “كليوبترا” التابعة لفندق كان ملك بلحسن الطرابلسي شقيق ليلى الطرابلسي زوجة بن علي. وقال مهدي (25 عاما) الذي يزور المعرض مع عمه المولع بالسيارات “جاء بنا الفضول، لرؤية بعض ما نهبه كبار اللصوص في تونس”. وأضاف “أشعر بألم وأنا أرى ما كانوا يتمتعون به من ثراء فاحش بينما كان الشعب يعيش في بؤس شديد”. وقف الزوار يتأملون أحذية وملابس الرئيس المخلوع وبعضهم يردد أنه “لم يكن يتخيل ولو في المنام أن يأتي يوم وتعرض فيه “أدباش” (أغراض) بن علي للبيع”.
وكانت وزارة المالية التونسية أعلنت الأربعاء الماضي طرح 300 قطعة مجوهرات، وممتلكات أخرى من بينها 39 سيارة فارهة. وقرر المنظمون عرض المجوهرات “على دفعات” والسيارات “على دفعتين”. وأعرب زائر قال إنه يعمل لحساب أمير سعودي عن استعداده لشراء “كل السيارات” المعروضة للبيع ومنها سيارة من نوع “مايباخ 62” هدية من العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، وقال الزائر “تقدمنا منذ فبراير 2012 بثلاثة طلبات لشراء السيارات كلها ولم نتلق إجابة، واضطررنا لانتظار هذا المعرض ونحن جاهزون” للشراء.
ومن بين التحف التي أثارت الاهتمام في المعرض تماثيل نمور وفيلة مصنوعة من الذهب الخالص وأخرى لخيول من الكريستال وشجرة زيتون من الفضة ارتفاعها نحو المتر. وعرضت أحذية وحقائب يد ليلى الطرابلسي للبيع بأسعار تراوحت بين 300 و1500 يورو، فيما يصل متوسط الدخل الشهري في تونس إلى 160 يورو. كما عرضت قلادة مرصعة بـ1000 ألماسة أكد خبراء مجوهرات أنها فريدة من نوعها في العالم صممت خصيصا لليلى بن علي، وقالت سيدة تونسية يعمل زوجها طبيبا في فرنسا “أراد زوجي شراء هذه القلادة الرائعة لكني شعرت بالاشمئزاز”.
وقررت وزارة المالية اعتماد المزاد العلني لبيع المعروضات التي يفوق ثمنها 10 آلاف دينار (5 آلاف يورو). وكان سليم بسباس وزير المالية بالنيابة قال في مؤتمر صحفي الأربعاء الماضي “تم في قصر سيدي الظريف وحده جرد 42 ألف غرض” من أغراض عائلة بن علي. وقدر الوزير “القيمة الدنيا” لهذه المعروضات بنحو 10 ملايين يورو. ويجب على زوار المعرض حجز تذكرة دخول، عبر موقع إلكتروني أطلقته وزارة المالية الأربعاء الماضي. ويبلغ سعر تذكرة الدخول 30 دينارا (15 يورو) وهي صالحة لزيارة واحدة في التاريخ الذي يختاره الزائر.
وكان من المقرر تنظيم المعرض في “قصر المعارض” بمدينة الكرم لكن تم نقله إلى قاعة أصغر بمدينة قمرت “لأسباب أمنية”. وتم تأمين الفضاء الداخلي والخارجي للمعرض والمسالك المؤدية إليه ونشر زوارق حربية في سواحل قمرت. وأبرمت الحكومة عقدا مع شركة تأمين تونسية لتأمين المنقولات المعروضة من كل المخاطر مثل السرقة أو الكسر.
عدد اليوم
