الرهبان البوذيون يرفعون راية العصيان في التبت

أعلنت السلطات الصينية أمس أن الهدوء عاد إلى إقليم التبت الصيني، وسط أنباء عن مقتل 100 شخص في التظاهرات التي قادها الرهبان البوذيون في قلب العاصمة التاريخية لاسا أمس الأول، وفقا لـ''حكومة التبت'' في المنفى· وأعطت السلطات الصينية مهلة للمتظاهرين لتسليم أنفسهم تنتهي غداً الاثنين، عقب المواجهات الأعنف في إقليم التبت الصيني منذ 1989 والمستمرة منذ الاثنين الماضي· وأعلنت حكومة التبت في المنفى أن لديها معلومات غير مؤكدة تشير إلى مقتل 100 شخص وتطبيق القانون العرفي في لاسا· وعبرت ''حكومة التبت'' عن قلقها الشديد إزاء معلومات تتحدث عن مقتل أشخاص بطريقة عشوائية واعتقال الآلاف من سكان التبت الذين كانوا يتظاهرون سلميا ضد السياسة الصينية· وجاءت التظاهرات التي اندلعت منذ الاثنين الماضي بقيادة رهبان بوذيين في الذكرى التاسعة والأربعين للتمرد الشعبي في لاسا احتجاجا على ضم التبت إلى الصين منذ 1951 وانتهى بإبعاد الدلاي لاما· من جانبها، أكدت وكالة أنباء الصين الجديدة ''شينخوا'' أن عدد القتلى في التظاهرات في لاسا لا يزيد عن 10 قتلى· ونفت الوكالة الرسمية فتح الشرطة النار على المتظاهرين، ونفى فرض حالة الطوارئ في المدينة· وذكرت الوكالة أن من بين القتلى اثنين من موظفي الفنادق واثنين من أصحاب المتاجر التي تعرضت لهجمات المتظاهرين· وأضافت الوكالة أن الشرطة الصينية تمكنت من إنقاذ 580 شخصاً من بينهم ثلاثة سائحين يابانيين من مصارف ومراكز تجارية ومستشفيات اندلعت فيها النيران· وأوضحت الوكالة أن الشرطة سجلت 160 حريقاً في لاسا من بينها 40 حريقاً كبيراً· وذكرت الوكالة نقلاً عن مسؤولين صينيين قولهم إن أعمال العنف شهدت إحراق مسجد· يذكر أن جالية مسلمة صغيرة تعيش في التبت جل أفرادها من الكشميريين ومن سكان آسيا الوسطى· ووفقا لشهود عيان فإن المواجهات شهدت أيضاً هجمات ضد أفراد من الاثنية الصينية ''الهان'' في التبت· وانتشرت الدبابات والآليات العسكرية الصينية في شوارع وطرقات لاسا· وقال شاهد عيان في المدينة لوكالة الأنباء الفرنسية ''إن هناك عددا كبيرا من رجال الشرطة المسلحين والجنود في الشوارع وشاهدت دبابات وآليات عسكرية تقوم بدوريات''· وأوضح شاهد آخر أن ''قوات الأمن تغلق الشوارع وتدقق في العربات''· وأكد رئيس حكومة إقليم التبت تشيانجبا بونكوج أن ''مؤامرة الانفصاليين ستفشل، وسنقاتلهم بحزم وبحسب القانون''· وجدد اتهام بكين إلى الزعيم البوذي الدلاي لاما بالتحريض على العصيان· ونفى متحدث باسم الدلاي لاما أن يكون وراء التظاهرات· ودعت ''حكومة التبت'' في المنفى بشمال الهند الأمم المتحدة إلى إرسال ممثلين فوراً والتدخل للتحقيق فيما وصفته بـ''انتهاكات حقوق الإنسان''· وطالبت السلطات الأمنية في التبت المتظاهرين بوقف أعمال العنف، ووعدت بالرأفة بمسببي أعمال الشغب إذا استسلموا قبل منتصف ليل الاثنين، محذرة من معاقبة ''الجانحين'' بقسوة· وتضامناً مع المتظاهرين في لاسا، تظاهرت مجموعة يقودها رهبان بوذيون في مدينة لابرانج بإقليم جانسو شمال غرب الصين التي تضم أكبر عدد من البوذيين في الصين خارج إقليم التبت· وتأتي أعمال العنف في إقليم التبت قبل خمسة أشهر من دورة الألعاب الأولمبية في بكين، وسط ضغوط متصاعدة على الحكومة الصينية بشان ملف حقوق الإنسان· ويشير محللون إلى أن تظاهرات الرهبان البوذيين جاءت لإحراج الحكومة الصينية استغلالاً لبدء فعاليات الدورة· وعلى صعيد ردود الأفعال خارج الصين، تظاهر مئات من التبت في نيودلهي خلال محاولاتهم الاقتراب من السفارة الصينية في العاصمة الهندية· كما واصل الرهبان البوذيون تظاهراتهم قرب دارامشالا في الهند حيث يقيم الدلاي لاما منذ ·1959 وفي نيويورك، تظاهر مئات من التبتيين أمام مقر الأمم المتحدة احتجاجاً على أعمال العنف في لاسا· وحمل المتظاهرون شموعاً واتهموا الصين ''بالإبادة'' وبانتهاك حقوق الإنسان· وعبر الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عن قلقهما إزاء الوضع في التبت، وطالبا بكين بـ''ضبط النفس''· وأدانت تايوان ما وصفته بـ''حمام الدم'' الصيني في التبت·