الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غدا في وجهات نظر..الإرهاب لم يهبط من السماء

غدا في وجهات نظر..الإرهاب لم يهبط من السماء
28 مارس 2016 21:36
الإرهاب لم يهبط من السماء
يقول سالم سالمين النعيمي: «إخوان مسلمين» و«قاعدة» و«داعش» و«نصرة» و«حزب الله» وجماعات وتنظيمات أخرى ومفاهيم تنظيمية تتبناها الدول رسمياً كمفاهيم وأغلب الشعب جزء من ذلك التنظيم، بغض النظر عن المذهب في قائمة طويلة من التحزب الأعمى لفصيل معين أو مذهب معين، أو مشرب فكري ديني يصر على أنه على حق وصواب لا يقبل القسمة على اثنين، وبأن طريقته هي النور الذي يضيء ظلمات فكر الآخرين متى ما قبلوه واتبعوه، ومشكلتي مع التنظيمات ليس أنها تسلب حقي في التفكير والمراجعة والنقد والتأمل وتفرض على عقلي إطاراً معيناً لتجعل طرحها حتمية عقدية، ولكن المشكلة الأكبر أنها تكفر بصورة مباشرة أو ضمنية كل من يخرج عن ذلك المسار أو الإطار العام، وتسلب حرية الإنسان وحقه في العيش الآمن والاختيار والاختلاف.
وعندما تقول لهم إنك مسلم موحد ولا ترتكب الكبائر، وإنك تقوم بكامل واجباتك الدينية المنصوص عليها في القرآن تجاه ربك وتحترم وتحفظ حقوق أخيك الإنسان بغض النظر عن دينه وجنسه، فالمعاملة بالحسنى والبعد عن غلظة القلب هي منهجك في الحياة، يقولون لك إن ذلك لا يعنيه ما دام لا تتبع طريقة منظريهم في فهم وتفسير الدين، ويقول لك إسلامك ناقص وأنت على ضلالة ولا تعلم بذلك، ويشيرون لك بمراجع لا حصر لها، والأدلة التي يعتقدون بأنها حقائق مطلقة وعقولهم لا تقبل النسبية، وتريد أن تكون رؤيتهم هي الفاصل بين الحق والباطل.
إنه منطق المنظر التنظيمي، لكن في هذه الحالة، أي عندما يقول لك أحد هذا الكلام، فينبغي أن تقول له: أنت لست معيار مدى صحة ديني وقربي من الله من عدمه، وفهمك ليس ما سأحاسب عليه يوم القيامة، ولو كان الأمر كذلك، فأولى أن يأمر الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام بتدوين ما يعتبر اليوم التشكيك في بعضه أو الجرح والتعديل عليه خروجاً عن الملة، فهم يريدون إسلاماً قومياً يخص جنساً وثقافة، ونحن نريد خطاباً يخص الإنسانية ككل ويخاطبها بخطاب كوني.

سجون بلجيكا.. مراتع التطرف
يقول ستيفن موفسون إن تغيير الثقافة في السجون أمر صعب. الشباب يشعرون بالوحدة والضياع عند وصولهم المعتقل، فيحتويهم السجناء المسلمون المتطرفون الأكبر سناً، ويستقطبونهم. قضى «ستيفان ميدوت» عشر سنوات في السجون البلجيكية، بعد أن أدين بتنفيذ عمليات سطو مسلح على بنوك. وانتقل الرجل القصير الأصلع من زنزانة إلى أخرى، ومن سجن إلى آخر، حتى أتم فترة عقوبته. وهناك شاهد نظام السجون الذي أصبح تربة خصبة للمتطرفين الإسلاميين. وكثيرون من المتورطين في تفجيرات باريس وبروكسل قضوا فترة قصيرة في السجون، بسبب ارتكابهم جرائم صغيرة نسبياً. وفي هذه السجون التقى أولئك الشباب الصغار بدعاة متشددين زرعوا في داخلهم إحساساً جديداً وقاتلاً بـ«الهدف في الحياة»!

الفيدرالية الحائرة
يقول د. أحمد يوسف أحمد: ما أعجب حال العرب! رفض بعضهم الفيدرالية يوماً كصيغة للوحدة بين الدول العربية، والآن يهرول بعض آخر إليها للحفاظ على تماسك الدولة الوطنية. لا شيء يدل على الحالة التي وصلت إليها الأمور في الوطن العربي الآن أكثر من موقع الفيدرالية من التطورات الراهنة والجدل الدائر فيه، فقد أخذ بها العراق في نظام ما بعد الاحتلال الأميركي في ترتيب علاقته بأكراده، واقتُرحت في مؤتمر الحوار اليمني وتم تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم بالفعل، وظهرت في ليبيا كمطلب من البعض في أعقاب الإطاحة بنظام القذافي، وطرحها أكراد سوريا كنموذج أمثل لمستقبل سوريا. ما أبعد الليلة عن البارحة! فعندما طرحت الفيدرالية في سياق الجدل الدائر داخل المعسكر القومي العربي في سوريا قبل اتخاذ القرار بالتوجه إلى مصر طلباً للوحدة الفورية في 1958 نظرت الفصائل الناصرية إلى الطرح الفيدرالي لصيغة الوحدة باعتباره خيانة لدولة الوحدة! وتكرر الأمر في المناقشات التي سبقت قيام الوحدة اليمنية أواخر ثمانينيات القرن الماضي حيث نظر المتحمسون للوحدة الاندماجية إلى الطرح الفيدرالي لصيغة الوحدة كتمييع لا مبرر له للقضية مع أن تجربة الوحدة المصرية- السورية كانت قد أثبتت قبل أكثر من ربع قرن أن الصيغة الاندماجية ليست ملائمة للتمايزات الموجودة بين الأقطار العربية. وكما دفعت الوحدة المصرية- السورية ثمن الصيغة الاندماجية بتفككها فإن الوحدة اليمنية دفعت ثمناً باهظاً بحرب الانفصال في 1994، وعلى الرغم من انتصار الحكومة المركزية في تلك الحرب فإن نزيف الصيغة الاندماجية لازم الوحدة بنشأة الحراك الجنوبي تعبيراً عن رفض ممارسات حكومة صالح وتطوره لاحقاً إلى حركة انفصالية لم يُهَدئ منها إلا تكاتف القوى الوطنية اليمنية في مواجهة الانقلاب الحوثي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©