الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القضية الفلسطينية·· تسوية أم تصفية!؟

القضية الفلسطينية·· تسوية أم تصفية!؟
18 يوليو 2007 02:38
كان المحور الأساسي في القضية الفلسطينية من قبل هو الصراع العربي الإسرائيلي الذي لم يحسم حرباً ولا سلاماً، ومع استمرار هذا الصراع اشتبك معه محور آخر أشد تعقيداً، هو الصراع الفلسطيني الفلسطيني الذي أفضى حتى الآن إلى وجود كيانين متناقضين، هما فتح في الضفة الغربية وحماس في غزة، وهذا الصراع مرشح لمزيد من التصاعد في المرحلة القادمة مما يوسع الشرخ العربي ويبعد القضية برمتها عن طريق الحل· وفي ورشة عمل ''القضية الفلسطينية في ظل المتغيرات الحالية'' التي نظمها المركز الدولي للدراسات المستقبلية بالقاهرة، قال اللواء الدكتور عادل سليمان -مدير المركز- إن القضية الفلسطينية شهدت العديد من المتغيرات الحادة والتي انتهت بانقسام داخلي وسيطرة حركة ''حماس'' بالقوة العسكرية على قطاع غزة وتطورات في الضفة الغربية تمثلت في إعلان حالة الطوارئ وتشكيل حكومة طوارئ وأخيراً حكومة تسيير أعمال· وأوضح أن هذه اللحظة تتطلب الوقوف على حقيقة الأوضاع الفلسطينية الداخلية ودور الأطراف المختلفة والمواقف المتباينة من هذه المتغيرات والحلول المقترحة لإعادة الاستقرار الأمني والسياسي والعودة بالقضية إلى مسارها الطبيعي للتوصل إلى حل يقيم الدولة الفلسطينية ذات السيادة، مشيراً إلى وجود شرخ داخلي في البيت الفلسطيني حينما انشطرت فلسطين إلى ضفة عباس وغزة حماس بسبب امتلاك كل طرف للبندقية في محيطه، وهو ما يمثل فشلا جزئياً لمشروع السلطة الفلسطينية وقيام الدولة المستقلة· تصفية القضية وأوضح السفير حسن عيسى -مدير إدارة إسرائيل السابق بوزارة الخارجية المصرية- أن القضية الفلسطينية تمر بمفترق طرق في اللحظة الحالية، حيث يتنازعها خياران الأول، عدم عسكرة الانتفاضة والرهان على الوسيط الأميركي والتفاوض مع إسرائيل والذي يتبناه الرئيس أبومازن، أما الثاني الذي تطرحه حركة حماس هو المقاومة ورفض الاعتراف بإسرائيل، والخاسر الوحيد من تضارب الخيارين هو الشعب الفلسطيني· وأكد أن ما يقال عن الوفاق أو الحوار الوطني بين حماس وفتح كلام نظري لا يستند إلى حقائق موضوعية وأدلة واقعية، لأن الخلاف بين الفرقاء لا الشركاء ينصب حول المبادئ والمسالك السياسية، وأي تنازلات يقدم عليها أحدهما ينجم عنها ضياع مؤكد وخسائر فادحة لهما في الشارع الفلسطيني· وقال إن تطورات الأوضاع تشير إلى أن القضية الفلسطينية ستواجه خطر التصفية وليس التهدئة أو التسوية، ويتضح ذلك في الاتجاه الانفصالي بين الضفة الغربية وقطاع غزة وهناك اتجاه متصاعد بأن تلحق الضفة بإحدى دول الجوار مثل الأردن، أو يتم توطين بعض الفلسطينيين في سيناء، لاسيما أن أكثر الدول المؤهلة لاتخاذ موقف مجرد ونزيه دون استغلال الورقة الفلسطينية هي مصر· وقال حسن عصفور -وزير شؤون المفاوضات الفلسطيني السابق- إن المعركة الجارية الآن على الساحة الفلسطينية صارت تحرير معبر رفح بدلا من التحرير في اتجاه آخر، وهو ما يبلور تفكيراً جدياً في استدعاء قوات دولية، تعمل كوصاية على طريقة كوسوفو، سواء من فرنسا أو إيطاليا أو إسبانيا، أو اليونان أو قوات تابعة لحلف الناتو لبلورة شكل الكيان بين الضفة الغربية وغزة أو خلق حالة من الترابط السياسي مع دول الجوار مثل مصر أو الأردن أو كليهما أو شكل من أشكال الترابط الاقتصادي والأمني مع إسرائيل وهو ما يهدد فكرة الدولة الفلسطينية· وأكد عصفور أن مصير القضية الفلسطينية صار مرتهناً بالعامل الدولي والعنصر المحلي لم يعد اللاعب المركزي، وثمة خيارات سيئة أهمها ''أسرلة'' الحل أي حل السلطة الفلسطينية وإعادة إسرائيل هيمنتها على الأوضاع الداخلية الفلسطينية، والتحكم في قطاع غزة بما لا يشير إلى أفق بشأن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة فوق الأراضي المحتلة عام 1967 وحل مشكلة اللاجئين وفقاً لقرار ،194 كما يرى أن السلطة الفلسطينية ارتكبت خطأ فادحاً حينما وصفت حركة ''حماس'' بأنها قاعدة للإرهاب وهذا التصنيف سوف يؤدي إلى تصفية جزء من الشعب الفلسطيني بيد الغير، داعياً إلى إعادة تنظيم حركة فتح لصفوفها ومنظمة التحرير الفلسطينية بجميع مستوياتها وهيئاتها ليستعيد البيت الفلسطيني قوته على أسس واضحة وببرنامج سياسي محدد· وقال د· محمد عبدالسلام -الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية - إنه رغم انتصار حماس فإنها ليست في وضع جيد، بل تواجه معضلة، فليس من الواضح حتى الآن من الذي اتخذ قرار استخدام القوة على نطاق واسع للسيطرة على غزة، لكن حماس تدرك أن سيطرتها عسكرياً على القطاع ليست نهاية المطاف، وهو ما دفع بعض قياداتها للإشارة إلى إمكانية نقل المعركة إلى الضفة الغربية فلم تعد هناك محددات تحيط بمسألة العنف أو خطوط حمراء على الساحة الفلسطينية· مؤكداً على أن قادة حماس يواجهون بآلة سياسية وأمنية ومالية عاتية تعمل على استهدافهم، وأنهم معرضون لأساليب الحصار والعقوبات، خاصة أنهم أثاروا مخاوف أطراف عديدة في المنطقة والعالم والداخل الفلسطيني ولا يتمتعون سوى بثلاث دول حليفة وعدة قوى إسلامية في المنطقة، وأنهم أصبحوا في مواجهة إسرائيل مباشرة ومصر بشكل غير مباشر ولديهم فقط البحر والإنفاق· وقال إن حماس سيكون عليها العمل على اتجاهين متناقضين طوال الوقت بين مهاجمة السلطة والاعتراف بشرعيتها وبين إدارة القطاع وتأمين نفسها، وبين تقديم إشارات تعاونية والاحتفاظ بمصداقيتها الأيديولوجية، وبين عدم استفزاز إسرائيل وعدم الاعتراف بها، وبين الاعتماد على القوة التنفيذية ومحاولة كبح جماحها، وبين إظهار الاستقلالية عن المحاور الإقليمية وحاجتها إلى تلك المحاور، كما سيكون عليها التفكير في كابوس أن أطرافا عديدة صارت تعتقد أنها حاصرت نفسها في مصيدة· السلطة والدولة ويرى د· عماد جاد -رئيس تحرير مجلة ''مختارات إسرائيلية''- أن الخلافات بين فتح وحماس من العمق بحيث يصعب تسويتها، ويتركز حديث كل منهما على خطايا وأخطاء الآخر الفلسطيني وارتباطاته الإقليمية والدولية، واتهامه بالتآمر على مصالح الشعب الفلسطيني، ويتهم أحدهما الطرف الآخر بأنه يعمل لمصلحة أجندة إسرائيل، ويرد الطرف المعني بأن خصمه يعمل لمصلحة أجندة إيرانية، مشيراً إلى أن كلا منهما لا يرى في الآخر شريكاً بقدر ما هو عدو أقرب أولى بالاستئصال· وأكد د· عماد جاد أن استمرار المعادلة القائمة لا يخدم سوى إسرائيل التي حصلت على ضالتها المنشودة بترديد مقولة ''غياب الشريك الفلسطيني''، والحديث عن دولتين فلسطينيتين تعيشان جنباً إلى جنب دولة لحماس في قطاع غزة وأخرى لفتح في الضفة الغربية·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©