بوش على موعد مع الحقيقة في سبتمبر !

تمرد أعضاء بارزون في الكونجرس ينتمون إلى لحزب الجمهوري على استراتيجية الرئيس جورج بوش للحرب في العراق التي ضاق بها ذرعاً الشعب الأميركي، لكن بوش أعلن صراحة أنه لن يذعن إلى دعوات الانسحاب·· ليس في الوقت الحالي على الأقل· وسواء أكان إصراراً أو عناداً، فإن بوش ربما أعطى نفسه مهلة شهرين آخرين لمواصلة استراتيجيته تجاه الحرب، ومهما كان تمسكه بعدم التراجع يقول محللون إنه ربما يضطر لذلك في سبتمبرالمقبل· ومن المقرر أن يصدر في منتصف سبتمبر تقرير نهائي شامل لتقييم نتيجة التعزيزات العسكرية التي أمر بها بوش في يناير الماضي· وقبل أسابيع قليلة هوّن البيت الأبيض من شأن التقرير بوصفه مجرد عرض لما أحرز من تقدم مرحلي غير أن الرئيس أشار في وقت لاحق لإدراكه لأهميته· وقال روس بيكر أستاذ العلوم السياسية بجامعة روتجرز ''يبدو أن سبتمبر سيكون تاريخاً حاسماً''· وبالرغم من تخلي جمهوريون بارزون مثل السناتور ريتشارد لوجار عن بوش فيما يخص سياسته في العراق لم يتوصل الديمقراطيون المعارضون للحزب والجمهوريون المتشككون لاتفاق بشأن مقترحات تشريعية لمحاولة تغيير استراتيجية الحرب· ولكن ربما يتغير ذلك في سبتمبر· وفي الأسبوع الماضي رد بوش على انتقادات أعضاء الكونجرس الجمهوريين قائلاً إنه يسعده الاستماع إليهم، لكن إدارة الحرب ليست مهمتهم· وقال بوش في مؤتمر صحفي ''للكونجرس كل الحق فيما يخص التمويل· تلك مشاركتهم الرئيسية في هذه الحرب وهو تمويل القوات''· وبالرغم من ذلك كلف ستيفن هادلي مستشار الأمن القومي وروبرت جيتس وزير الدفاع بزيارة أعضاء الكونجرس والاتصال بهم هاتفياً لمحاولة قمع التمرد· وأعطى تقرير مؤقت بعض الجمهوريين أسباباً جديدة للقلق بعدما كشف عن إحراز تقدم في 8فقط من الأهداف السياسية والأمنية في العراق وعددها ·18 وقال بوش إن من السابق لأوانه تقييم فعالية زيادة حجم القوات وقوامها 28 ألف جندي لأن التعزيزات لم تستكمل إلا في يونيو الماضي· لكنه أضاف أنه ربما يقبل ''باتخاذ قرار آخر'' بشأن استراتيجيته في العراق حين يصدر تقرير شهر سبتمبر في حالة عدم إحراز تقدم حتى ذلك الحين· وما زال الجمهوريون متألمين من سيطرة الديمقراطيين على الكونجرس عقب انتخابات التجديد النصفي في العام الماضي ويخشون من صفعة أشد في الانتخابات التي تجري في العام المقبل في حالة استمرار وجود ضخم للقوات الأميركية في العراق· واظهر استطلاع للرأي لصحيفة ''يو·اس توداي'' ومعهد جالوب أن أكثر من 7 من بين كل 10 أميركيين يفضلون سحب جميع القوات تقريباً بحلول أبريل ·2008 ونقل مراسل ''واشنطن بوست'' بوب وودوارد في كتابه ''حالة انكار'' عن بوش تعهده بالتمسك بسياسته في العراق حتى وإن لم يتبق له من مؤيدين سوى زوجته لورا وكلبه بارني·