الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الجيش اليمني يهاجم «مخربين قبليين» تعرضوا لمنشآت حيوية في مأرب

24 ديسمبر 2012
عقيل الحـلالي، وكالات (صنعاء – عواصم)- اندلعت اشتباكات، أمس الأحد، بين قوات من الجيش اليمني وإحدى قبائل محافظة مأرب (شرق)، حيث تعرضت منشآت حكومية حيوية لهجمات مسلحة متكررة منذ اندلاع الاضطرابات في هذا البلد في يناير العام الماضي. وذكرت مصادر قبلية وأمنية محلية لـ«الاتحاد» إن قوات من الجيش مرابطة في بلدة «صرواح»، 45 كم غرب مدينة مأرب، «قصفت مواقع مفترضة لمسلحين من قبيلة آل سعيد»، المتهمة بالوقوف وراء تفجير أنبوب النفط الرئيسي مطلع الشهر الجاري. وجاء القصف غداة فشل وساطة قبيلة وحكومية بإقناع قبيلة «آل سعيد» بالسماح للفرق الفنية بإعادة إصلاح الأنبوب الرئيسي الذي ينقل النفط الخام من منشأة صافر في مأرب إلى ميناء «رأس عيسى» على البحر الأحمر غربي البلاد. وأوضحت المصادر أن القوات الحكومية تحاصر حاليا منطقة «حباب»، التي تبعد نحو عشرة كيلومترات عن «صرواح»، مشيرة إلى أن مروحية عسكرية ألقت منشورات، الأحد، على سكان منطقة «حباب»، التي تضم ثلاث قبائل هي «آل سعيد»، «آل دماج»، و»آل حنشل». وحثت المنشورات، وحملت عنوان «إنذار عاجل»، الأهالي على سرعة مغادرة المنطقة تحسبا لهجوم بري وجوي على المسلحين القبليين. ودعت إلى إجلاء «النساء والأطفال والعجزة وكل من ليس له يد في التخريب» من القرى المحيطة بأنبوب النفط «حفاظا على الأرواح البريئة من أي أخطار»، حسب مواقع إخبارية يمنية. وذكرت المنشورات أن «المخربين والإرهابيين تمادوا في التطاول على هيبة الدولة وتكررت أفعالهم الشنيعة والمنكرة في الاعتداء على أنبوب النفط»، مشيرة إلى أن الاعتداءات على أنبوب النفط وأبراج الكهرباء «أمر يرفضه أبناء مارب وكل شرفاء الوطن ويرفضه الشرع والدستور والقانون». وأوضحت أن السلطة المحلية وقيادة المنطقة العسكرية الوسطى عازمة «على وضع حد للأعمال التخريبية والإجرامية». وتكبد اليمن خسائر مالية قدرت بملايين الدولارات شهرياً بسبب توقف ضخ الخام وسط مخاوف من حدوث أزمة وقود محلية. من جهة ثانية، تعهدت الحكومة اليمنية، أمس الأحد، بتحرير فنلنديين اثنين ونمساوي اختطفوا، الجمعة، من وسط العاصمة صنعاء، على أيدي مسلحين يشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة، الذي لا يزال يحتجز، منذ مارس الماضي، معلمة سويسرية ودبلوماسياً سعودياً. واستقبل وزير الداخلية اليمني، اللواء عبدالقادر قحطان، الأحد، مبعوث الحكومة الفنلندية إلى صنعاء، وبحث معه بحضور السفير الألماني، هولغر غرين، ملابسات حادثة الاختطاف، حسبما أفادت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ». والمخطوفون الثلاثة هم النمساوي دومينيك نيوفاير، والفنلندي آتي كاليفا، وزوجته ليلى كاليفا. ويدرس الأول والثاني منذ شهرين في مركز لتعليم اللغة العربية في المدينة القديمة بصنعاء، فيما الأخيرة وصلت مؤخرا إلى اليمن لزيارة زوجها، حسبما ذكرت صحيفة «المصدر» اليمنية الأهلية أمس الأحد.وأبلغ اللواء قحطان المبعوث الفنلندي أن الأجهزة الأمنية «تقوم حالياً بعمليات بحث وتحرٍ واسعة لمعرفة مكان المختطفين»، متعهدا بأن تبذل أجهزة الأمن «كل ما بوسعها للحفاظ على سلامة المختطفين، وضمان إطلاق سراحهم في أقرب وقت ممكن». وكانت الخارجية الفنلندية أعلنت في بيان، السبت، إرسال مبعوث إلى اليمن، مذكرة بان «فنلندا ليس لديها تمثيل دائم» في هذا البلد المضطرب منذ قرابة عامين على وقع انتفاضة شعبية أطاحت بالرئيس السابق علي عبدالله صالح نهاية فبراير. وأضاف البيان أن «مجموعة غير محددة حتى الآن من رجال مسلحين اختطفت فنلنديين اثنين ونمساوي في وسط» صنعاء الجمعة، مشيرا الى ان المعلومات الواردة الى هلسنكي عن أوضاع المخطوفين شحيحة. وقالت الوزارة ان «الفنلندي الذي اختطف كان في اليمن للدراسة والمرأة اتت لزيارته»، مشيرة إلى أنها «تعمل بتعاون وثيق مع النمسا» التي أوضحت بدورها ان المواطن النمساوي المخطوف هو طالب في الـ26 من العمر. ورجحت مصادر أمنية يمنية انتماء الخاطفين إلى تنظيم القاعدة، الذي لا يزال يشكل تهديدا كبيرا للحكومة اليمنية بالرغم من نجاحها، منتصف العام الجاري، في القضاء على المعاقل الرئيسية لهذا التنظيم في جنوب البلاد. وقال مصدر أمني يمني لوكالة فرانس برس ان «السلطات الأمنية تشتبه بان القاعدة مسؤولة عن عملية الخطف»، كاشفا أن تنظيم القاعدة هدد قبل عشرة ايام بـ«خطف اجانب والسطو على مصارف اذا لم تفرج السلطات (اليمنية) عن افراد في التنظيم معتقلين». ولا يزال تنظيم القاعدة يحتجز نائب القنصل السعودي في عدن، عبدالله الخالدي، منذ اختطافه في ظروف غامضة في 28 مارس الماضي. كما يحتجز التنظيم السويسرية، سلفيا إبراهرت، التي كانت تعمل في مركز لتعليم اللغات في مدينة الحديدة (غرب) قبل أن يتم اختطافها من قبل مجهولين منتصف مارس. ويطالب تنظيم القاعدة بفدية مالية كبيرة مقابل إطلاق سراح الدبلوماسي السعودي والمعلمة السويسرية. وفي 12 أغسطس الماضي فشلت وساطة قبلية وحكومية في إطلاق سراح السعودي عبدالله الخالدي الذي ناشد أكثر من مرة حكومته التدخل وتحريره من خاطفيه الذين يشترطون أيضا الإفراج عن معتقلين في السجون اليمنية والسعودية. وغالبا ما يشهد اليمن عمليات خطف تطاول أجانب وتتبناها قبائل مسلحة تتوسل هذا الأمر لتحقيق مطالبها لدى السلطات التي نجحت في تحرير مئات الأشخاص، خلال الأعوام الـ15 الماضية، بعد إبرام اتفاقات مع رجال القبائل. وفي 4 أبريل الفائت، تمكن الأمن اليمني من تحرير ثلاثة بحارة فلبينيين بعد قرابة أسبوعين من تعرضهم للخطف من قبل مسلحين في محافظة مأرب القبلية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©