الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

داني تيرزا : الجـــدار مؤقت ونهدمــــــه بعد ··· ألف عام

داني تيرزا : الجـــدار مؤقت ونهدمــــــه بعد ··· ألف عام
16 يوليو 2007 00:37
فلسفة الكولونيل ''داني تيرزا'' الذي خطط لجدار الفصل في الضفة الغربية، وبأمر من صديقه ''ارييل شارون'': ''الحدّ الأقصى من الأرض والحدّ الأدنى من الناس''، فالفلسطينيون يجب أن يبقوا، دائماً، خارج الخط الأخضر الذي انتُهِك المرة تلو المرة على كل حال· ''تيرزا'' الايديولوجي العتيق الذي التقى ''كونداليزا رايس'' 3 مرات، سلاحه الورقة الأمنيّة، هو الذي يصف البندقية بـ''حاسّتي السادسة''، والذي سيتقاعد قريبا من مهمّته· فخور بأنه كاذب، وبأنه ربح في 126 ملف وخسر في اثنين فقط، يلقى التقرير التالي الضوء حول شخصه· مهندس الليالي الهادئة ''السيّد جدار جدار فعلاً· تصوّر أن تكون هناك عينان للجدار وينظر بهما إلى الأراضي الفلسطينية''· يقول هذا شاعر شعبي فلسطيني مغمور اتخذ لقباً له ''الأصمعي''، وهو يتحدّث عن الكولونيل في الاحتياط ''داني تيرزا'' الذي كان وراء اقتراح إقامة جدار الفصل، وبعدما كان رئيس الحكومة السابق ''ارييل شارون'' قد عهد إليه بوضع تصوّر على الأرض للحيلولة دون ''الإرهابيين'' الفلسطينيين والتسلل إلى إسرائيل· المتشدّدون الفخورون به يصفونه بـ''مهندس الليالي الهادئة''، وهو الذي زار واشنطن ثلاث مرات والتقى وزيرة الخارجية ''كونداليزا رايس'' لإقناعها بأن الجزء الذي تمّ بناؤه من الجدار حدّ من العمليّات الإرهابية على نحو كبير، يصرّح لاحدى الشاشات التلفزيونية الأميركية بأنّ أحداً لا يمكنه ''القبول بأن يدخل رجل من نافذة غرفة نومه وهو يحمل الساطور''· حاستي السادسة يقول الكولونيل ''تيرزا'': إنه مستعد للتخلي عن أنفه وليس مستعداً للتخلي عن بندقيته· فهي ''حاسّتي السادسة''، وهو يرى أن ''العرب أصبحوا أقل هشاشة· كثيرون منهم باتوا يفضّلون الموت على الفرار، هذا يعني أن علينا تغيير نظرتنا القديمة إليهم· لقد أصبحوا خطرين جداً، ويفترض أن نحتفظ بستراتنا الواقية''· في نظره، كما الفرد بحاجة إلى السترة الواقية، كذلك الدولة· هذا ما رمى إليه من خلال اقتراحه إنشاء الجدار على طول 730 كيلومتراً، ولكن ليشير، بنصف ابتسامة، انّ الجدار مؤقت· هل يُزال بعد الاتفاق على الحل النهائي؟ لا، لا، يكمل النصف الآخر من الابتسامة، فالعرب يحتفظون بذاكرة الفيلة· المسألة قد تحتاج إلى أكثر من ألف عام، أي بعدما يتأكد الإسرائيليون، وبصورة قاطعة، انّ العرب ''بدأوا يحبّوننا''· لكن الجدار الذي يتلوّى كالأفعى على كل تلك المسافة الهائلة إنما يقضم 9 في المائة من أراضي الضفة الغربية· يشقّ قرى إلى نصفين، ودون أي اعتبار إنساني أو أخلاقي، فيما ركز ''تيرزا'' على الاحتفاظ بأكبر عدد من التلال، حتى أن بعض القرويين يصفون الجدار بـ''الغول الذي يأكل التلال''· يعرف ''تيرزا'' كل شبر من الأرضي التي احتُلت في يونيو ،1967 ولانه ايديولوجي معتق يعتبر أنّ الضفة جزءاً لا يتجزأ من إسرائيل الكبرى· إذاً، لا يحق للعرب الاعتراض، سواء على الجدار، أو على المستوطنات التي التهمت مساحات كبيرة من ممتلكات الفلسطينيين، ودائماً بحجج عقائدية· فلسفته·· الكولونيل ''شاوول آرييللي''، وهو بدوره متقاعد ومكلف بالاهتمام بشؤون السكان في الضفة، يقول إن فلسفة ''تيرزا'' تقوم على هذه المعادلة: ''على أن الجدار يضمّ الحدّ الأقصى من الأراضي والحدّ الأدنى من الناس''، ودون أن يتورّع عن استخدام كلمات فظة في كلامه عن الفلسطينيين الذين ينبغي أن ''تتقيأهم'' الدولة العبرية· وفي إحدى الدعاوى التي أقامها سكان قرية بيدو الفلسطينية والتي اقتطع الجدار ثلثي أراضيها، جاء قرار المحكمة العليا لمصلحة أبناء القرية، مع أنه حاول المستحيل، واستنفر كل الجماعات الضاغطة مع محاولة اللعب بجغرافية القرية، لكن المسألة كانت واضحة تماماً، وهي إلغاء قرية بالكامل· تعليقه أن اليوم الذي صدر فيه القرار هو يوم أسود، وسيندم كثيراً أولئك الذين اتخذوه عندما يعلمون أي ضرر ألحقوه بـ''الوعد الإلهي''· نوعان من الحياة وكان على السلطات أن تنفذ قرار المحكمة وتهدم أجزاء من الحائط الذي تبلغ كلفة الكيلومتر الواحد منه عشرة ملايين شيكل، أي نحو 1,78 مليون دولار· وكانت المحكمة العليا قد أصدرت قراراً مماثلاً بالنسبة لقرية جيوس والتي كان ''تيرزا'' قد خطط لتوسيع أراضيها لتستوعب أي نمو ديموجرافي على مدى 40 عاماً! لا ريب أن هناك داخل إسرائيل مَن يفكر بطريقة أخرى· جماعات ضغطت ضدّ الجدار وتمكنت من خفض نسبة الأرض المقتطعة من 17 في المائة إلى 9 في المائة· النسبة تظل كارثية بالنسبة إلى الفلسطينيين الذين يحتاجون إلى كل ذرة تراب بسبب الكثافة السكانية، ومقتضيات الحياة· ولكن يفترض أن يدرك الفلسطينيون أن ثمّة نوعين من الحياة هنا· أولى لليهود وثانية للعرب· حتى الحياة تخضع للتصنيف· هذه هي قناعة ''داني تيرزا'': ''نحن الذين نمثل خلاص العالم''· كيف ولماذا؟ علامات الاستفهام لا تُطرح عادة أمام ذلك الرجل الذي يعتمر القلنسوة اليهودية، وفي داخل رأسه ''تلعب أشباح كثيرة''، كما يقول ''شاوول آرييللي'' أيضاً·· ''أورينت برس''
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©