الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طفلة باكستانية.. تنافس أوباما وهيلاري

طفلة باكستانية.. تنافس أوباما وهيلاري
24 ديسمبر 2012
ربما لم يدر بخلد أحد أن فتاة باكستانية لم تكمل بعد ربيعها الخامس عشر، وتعيش في مناطق قبلية شمال باكستان تسيطر عليها طالبان، ستنافس باراك أوباما وهيلاري كلينتون والعديد من مشاهير العالم على لقب "شخصية العام 2012". قصة الشهرة التي اكتسبتها الطفلة الصغيرة ملالا يوسف زاي، لاحت في الأفق عندما بدأت كتابة مذكراتها اليومية التي تسرد فيها صعوبات هائلة تعترضها هي وزميلاتها الفتيات الراغبات في التعليم بإقليم "سوات" القبلي الذي تسيطر عليه حركة "طالبان باكستان" المتشددة الرافضة لتعليم البنات. اشتهرت الصبية بنشاطها في الحث على حق البنات في التعليم من خلال المذكرات التي كانت ترسلها لقسم اللغة الأوردية بالإذاعة البريطانية "بي بي سي"، فعمت شهرتها -وهي في الحادية عشرة من عمرها- مناطق عديدة من باكستان. مذكرات التلميذة ملالا أثارت إعجاب الناس من مختلف الطبقات لشجاعتها في الحديث عن ظروف المعيشة في ظل حكم متشددي طالبان، وهو ما لم يعجب الحركة وأنصارها على ما يبدو، فأرادوا إسكات صوتها إلى الأبد وبطريقة وحشية لتكون "عبرة" لغيرها من المناضلات عن حقوق المرأة في تلك المناطق. سقطت ملالا في أكتوبر الماضي جريحةً برصاص مسلحين ملتحين، أوقفوا حافلة مدرسية تقل تلميذات في أعمار الزهور، وسألوا عن ملالا بالاسم، فعرفت عن نفسها بكل براءة، أو ربما بكل شجاعة، من يدري..؟ المتشددون أطلقوا النار على رأسها الصغير، وفروا من مكان الجريمة. مخطط اغتيال التلميذة المناضلة، يبدو أنه ربما سيوحي لها بكتابة فصل جديد من مذكراتها المثيرة، قد يكون أشد الفصول إثارة وأكثرها جذباً لتعاطف الناس. الرصاص الغادر أصاب التلميذة في الرأس والرقبة، فسقطت جريحة في حالة وصفها الأطباء بـ"بالحرجة"، لكن "إرادة الحياة" ظلت تلازم ملالا، فنقلت على وجه السرعة إلى مستشفى محلي قبل نقلها لاحقاً من باكستان إلى إنجلترا في طائرة طبية وفّرتها دولة الإمارات العربية المتحدة، لعلاجها في مستشفى متخصص في مدينة برمنجهام البريطانية. ورغم أن ملالا، رشحت لجائزة سلام دولية، عام 2009 إلا أن شهرتها ازدادت بريقاً هذا العالم بعد إصابتها برصاص "طالبان"، مما حدا بمجلة "تايم" الأسبوعية الأميركية إلى ترشيحها ضمن عدد من الساسة والمديرين والناشطين وبعض المشاهير للقب "شخصية العام 2012". وكانت مجلة "تايم" أصدرت الأسبوع الماضي القائمة النهائية لعدد من المرشحين الذين تم اختيارهم للظهور على غلافها قبل نهاية العام الجاري، حيث شملت كلاً من الرئيس الأميركي باراك أوباما، ومالالا يوسف زاي، الطفلة الباكستانية، وبيل وهيلاري كلينتون لنشاطهما العالمي في المجالين الإنساني والسياسي. ويوم الأربعاء الماضي كشفت المجلة عن اسم أوباما ليكون الشخصية التي وقع عليها اختيار فريق التحرير بالمجلة على أساس أنها الأكثر تأثيراً في الأحداث لعام 2012، لكن لم يكن أحد يتصور أن فتاة باكستانية تعيش فبي المناطقة القبلية ستكون من منافسي رئيس الدولة الأقوى في العالم. يذكر أن مجلة "تايم" تحافظ على إجراء "اختيار الشخصية المؤثرة خلال العام" منذ عام 1927، وهذا يعني التأثير إما بالسلب أو بالإيجاب. يذكر أن شخصية العام الماضي كانت كلمة "The Protester" أو "المحتج" كتكريم لنشطاء الربيع العربي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©