الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

التعلّم بالتمثيل

2 فبراير 2015 23:29
اعتمدت أساليب التعليم الحديثة على ألعاب الأطفال، وعملت على توظيفها لخدمة العملية التعليمية، حتى يُقبل الطفل على التعليم كما يقبل على ألعابه. ويرجع الاهتمام باستخدام التمثيل في التعليم إلى كونه مرحلة مهمة من مراحل نمو ألعاب الأطفال التلقائية. وهو يبدأ في شكل اللعب الإيهامي الذي يبدأ في سن الثانية، ويستمر إلى السادسة أو بعدها بقليل. فإذا أمكن توظيف هذا النوع من اللعب التمثيلي لخدمة نمو الأطفال وارتقائهم في شكل لا يُفقده الطابع التلقائي الذي يمتاز به، فإن الأطفال يُقبلون عليه بحماس واهتمام في جميع مراحل نموهم. لكن استخدام التمثيل لخدمة العملية التعليمية ينبغي أن يتحقق بعد أن يجد التمثيل الخلاق حقه في الوجود. فكما أننا لا نستطيع استخدام الرقم المجرد في حل المشكلات المهمة حتى نتعامل معه ونمتلك القدرة على استخدامه، فإننا كذلك لا نستطيع استخدام التمثيل في فهم التاريخ أو تذوقه أو في فهم القصص الدينية والآداب إلا بعد أن نتمكّن من إتقان التعامل مع بعض جوانب التمثيل والتحكم فيها. ولذلك فإن التمثيل يمكن أن يكون أداة جيدة للعملية التعليمية بشرط أن نتقن أولاً استخدام هذه الأداة. وما يعرف اليوم بـ»مسرحة المناهج»، فأرى أنه لا يحقق الغرض من استخدام التمثيل في إثراء العملية التعليمية، لأنه يعتمد على تحويل الدرس إلى شكل آخر يتضمن حواراً بين الشخصيات، يقوم التلميذ بحفظه وتأديته بنفس الطريقة إلى أن يحفظ بها دروسه، ويكون مصير المعلومات التي قدمت من خلاله هو الخزن في الذاكرة إلى جانب كم ّالمعلومات الأخرى التي حصّلها بطريقة التلقين. إن ممارسة الدراما الإبداعية في شكل خبرات مسلية حيّة، تمكّن الأطفال من الاستفادة من هذه الخبرات وتساعدهم على تمثيل المادة التعليمية المقدمة لهم إذا ما حاول المدرس أن يذهب بالطلبة إلى ما وراء الدرس. ففي درس التاريخ مثلاً يمكن لفت نظر الطلبة إلى عادات الشعوب وأزيائها وأعيادها القومية، كما يمكن أن يستغل درس الجغرافيا في حفز الطلبة على المقارنة بين إيقاعات وأعمال سكان السهول والصحارى والجبال، ويمكن في درس اللغة أن يتم التطرق إلى حياة الأديب أو الكاتب وأسلوب حياته وطريقة لبسه. حسن سطوف معلم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©