15 يوليو 2007 09:51
لم يكن الفوز الذي حققه المنتحب الوطني العراقي مجرد ربح مباراة كرة القدم وانما كانت هناك دلالات كثيرة لهذا الفوز الذي جاء ليجيب عن كل تلك التساؤولات التي كانت تدور حول امكانيته وفقا للظروف التي تعيشها بلاده من ناحية ومن ناحية اخرى يجيب ايضا على ذلك الصمت من قبل المشككين بقدرات المنتخب العراقي والذين كانوا يتجاهلون العزم العراقي والمحاولات الجادة لفرض نفسه على الساحة الاسيوية برغم كل الجراحات التي يعاني منها· ولعل الفوز العراقي اجاب باللغة العربية الفصيحة من خلال الفوز الكبير على استراليا عندما عجزت كل المنتخبات العربية الخمسة التي رافقت المنتخب العراقي الى اجواء البطولة وبرهن وهو الذي حرم من ابسط انواع المعسكرات التدريبية وعدم توفر المباريات الكبيرة والقوية للتجريب على العكس من منتخبات العرب التي ذهبت الى البلدان الاسيوية الاربعة التي تقام فيها بطولة الامم الاسيوية الرابعة عشرة والتي توفر لها كل شيء من بنى تحتية للتدريب ومباريات قوية للتجريب ومعسكرات اوروبية للترتيب· والفوز العراقي نقرأه في عيون المذيعين العرب من خلال الفضائيات وكيف كانوا يذكرون بظروف العراق الصعبة بل اكثر مايسعد ان الجميع كان يتباهى بالفوز العراقي على انه اول فوز للعرب في البطولة الاسيوية التي عجزت فيها منتخبات العرب لمدة اسبوعين منذ انطلاق البطولة في السابع من الشهر الجاري من تسجل اي فوز ولو بهدف واحد حتى انبرى لها اسود الرافدين وقهروا التفاؤل الاسترالي الذي كان يعبر عنه مدرب المنتخب الاسترالي قبل اربع وعشرين ساعة من موعد المباراة· كان المدرب الاسترالي يتكلم باستهزاء واضح بقدرات اللاعبين العرب وتناسى انه في المجموعة التي يلعب فيها اثنان من المنتخبات العربية القوية ''عمان والعراق'' وهو الذي تعادل مع عمان بشق الانفس لكنه لم يتعض من ذلك التعادل حتى اسقطه العراق بالقاضية التي طرحته ارضا في موقعة لا ينساها الاستراليون مدة طويلة قد تفوق المدة التي كان الجمهور العراقي يتذكر فيها فوزهم على العراق في تصفيات كأس العالم عام 1973 في استراليا يوم فاز المنتخب الاسترالي بالنتيجة ذاتها التي فاز فيها العراق عليهم يوم الجمعة·ولم يكن المنتخب العراقي قد ثأر بعد 34 سنة من المنتخب الاسترالي ولن يلعب العراقيون نيابة عن العرب ولكـن العراق كان يلعب كرة قـــدم باللغة العربية التي اجهضت المنتخب الاسترالي القوي ورمته بعيدا عن مواقع المنافسة الجادة للبطولة الاسيوية مثلما اثبت للمنتخبات العربيــــة المرافقة له في البطولـــــة ان الظروف الصعبــــة التــــي يمر بها العراق لن تجــعـــــل الكــــرة العراقيـــة التي كانت متسيـــدة للكرة العربيــــة والاســــيوية مــدة طويلة بعيدة عن اجواء الفوز ولعل الفــــوز عـــلى اســـترالـــيا كان بمثابة جــرس التنبيه بان كـــرة العــراق لازالـــت في الواجهة عربيا واسيويا وهي كذلك·
عدد اليوم
