الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بوش والكونجرس ومعركة كسب الوقت في العراق

بوش والكونجرس ومعركة كسب الوقت في العراق
14 يوليو 2007 01:51
تعزى الاستراتيجية التي يتبناها بوش بخصوص العراق اليوم إلى سعيه إلى ربح الوقت لزيادة عدد القوات في العراق· فقد شدد بوش في المؤتمر الصحافي ليوم أول من أمس الخميس- مثلما فعل طيلة الحرب المستمرة منذ أربع سنوات- على أن خفض عدد الجنود يشكل الهدف الأسمى الذي يريد تحقيقه وهو مازال في السلطة· وبالمقابل، فإنه رفض نصيحة من دعوه إلى التلميح إلى جدول زمني للانسحاب على اعتبار أن من شأن مجرد الإيحاء بجدول زمني أن يقوي المتمردين ''الجمهوريين'' ويشجعهم على الانضمام إلى ''الديمقراطيين'' ووضع جدول ملموس لسحب القوات الأميركية من بغداد ومدن أخرى· الواقع أن بوش يبدو غير متأكد اليوم من نجاحه في حمل الكونجرس على الانتظار إلى الخامس عشر من سبتمبر، وهو موعد تقديم تقرير كامل حول التقدم السياسي والأمني في العراق· غير أن العديد من ''الجمهوريين'' أكدوا في الأسابيع القليلة الماضية علناً وسراً أن صبرهم مع استراتيجية الرئيس تنقضي بحلول هذا التاريخ· واستشرافا لهذه اللحظة، يعترف حتى بعض مساعدي بوش بأن زيادة عدد القوات الأميركية التي دافع عنها باستماتة يوم الخميس، تمر الآن بمراحلها الأخيرة· إذ ينصب التركيز اليوم في كواليس البيت الأبيض والبنتاجون والمقرات العسكرية في العراق على ما يلي ذلك - أي مهمة الجيش في مرحلة ''ما بعد الزيادة''· في هذه المهمة المحدودة، من المتوقع أن يركز الأميركيون على تدريب القوات العراقية، وتأمين وحدة العراق، وردع إيران ومنعها من السعي لتوسيع نفوذها في بلاد الرافدين، والحيلولة دون تحول العراق إلى ملاذ للإرهابيين· كما تقضي بسحب الجنود الأميركيين من الشوارع، وإبعادهم عن الخطر· ويقول مسؤولو البيت الأبيض، الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم، إنه من الواضح اليوم أن الرئيس يسير في هذا الاتجاه وإن العراقيين يرغبون في أن تذهب واشنطن في هذا الاتجاه أيضا· غير أن مسؤولي البيت الأبيض يرفضون الإفصاح عن سرعة هذا التوجه، وهو ما يؤجج مخاوف منتقدي بوش من أن يكون غرض الرئيس هو المماطلة وكسب الوقت في محاولة لكسب كل دقيقة يستطيع الحصول عليها على أمل أن تتوحد الحكومة العراقية على نحو ما· ومن اللاعبين الرئيسيين في النقاش الدائر حول الوقت الذي ينبغي انتظاره وزيرُ الدفاع روبرت جيتس - بمساعدة من وزيرة الخارجية كونداليزا رايس· وإذا كان لدى ''جيتس'' و''رايس'' أي تشكك بخصوص مخطط زيادة عدد القوات في العراق، فإنهما يحتفظان به سراً· ومما يذكر أن مهمة ''ما بعد الزيادة'' قد تستمر سنوات، وقد تتطلب حضوراً دائماً للقوات الأميركية، وإن كان بأعداد دون تلك الموجودة في الميدان اليوم· وقد ألمح ''جيتس'' إلى وجود رغبة في الإعلان على الأقل عن مخططات هذا العام لتقليص التزام القوات في العراق، وهو ما من شأنه أن ينعكس إيجاباً على معنويات الجنود وأقاربهم· ويبدو أن جهود أعضاء فريق الأمن القومي الرامية لإقناع بوش بتبني مهمة محدودة ومستويات منخفضة للجنود، عاجلاً وليس آجلاً، قد بُذلت في هدوء، على أمل أنه بتغيير موقف الرئيس بعض الشيء، فإنهم سيسحبون البساط من تحت قدمي الكونجرس ويخففون من حدة المشكلة قبل الانتخابات الرئاسية· إلا أنه من غير الواضح ما إن كانت هذه الاستراتيجية ستنجح· وفي المقابل، كان واضحاً من تصريحات بوش يوم الخميس أنه لا توجد لديه رغبة في الجهر بوجود تفكير بخصوص أي خفض محتمل لعدد القوات ومهمة محدودة، حتى وإن كان خفض القوات هناك لا محيد عنه· والواقع أنه كذلك بالفعل؛ إذ سيتعين على بوش في أبريل المقبل -يقول كبار المسؤولين العسكريين- إما أن يسحب لواء من العراق لشهر، أو يمدد مرة أخرى فترات خدمة الجنود في الميدان· ويرى مسؤولو الإدارة الأميركية أنه لو تحدث بوش الآن عن سحب القوات في نهاية هذا العام أو الربيع المقبل، فإن ذلك لن يعمل سوى على تقوية موقف ''الديمقراطيين'' وعدد متزايد من ''الجمهوريين'' ممن يدفعون باتجاه سن تشريعات اليوم لتحديد جداول زمنية لسحب نحو 150000 جندي· وحسب أحد مسؤولي الإدارة الحالية، فقد كان الجدل داخل البيت الأبيض الأسبوع الماضي مركزاً على تحديد جوانب الاستراتيجية التي يمكن الكشف عنها· غير أن ''كارل روف''، المستشار السياسي للرئيس، كان من بين الذين جادلوا بضرورة عدم الكشف عن الكثير؛ وانطلاقاً من تصريحات بوش يوم الخميس، يمكن القول إن ''روف'' قد نجح في إقناع الرئيس· فاقتناعاً منه بوجاهة هذه النصيحة على ما يبدو، عمد بوش إلى وصف مهمة المتابعة في العراق وصفاً فضفاضاً فقط· ولعل أحد أسباب ذلك يتمثل في أن من شأن مقاربة تدعو لتقليص عدد القوات أن تكون شبيهة جداً بالمهمة المحدودة التي أوصت بها ''مجموعة دراسة العراق'' في ديسمبر الماضي ورفضها بوش على اعتبار أنها سابقة لأوانها خلال إعلانه في يناير الماضي عن زيادة مهمة في عدد القوات الأميركية بالعراق· إلى ذلك، يرغب الرئيس الأميركي في منح حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي فرصة ''فسح المجال أمام الزعماء السياسيين في العراق لتحقيق تقدم على صعيد العملية الصعبة المتمثلة في المصالحة الوطنية'' بين الشيعة والسنة· غير أن مشكلة بوش تكمن في أن العراقيين لم يُظهروا تقدماً كبيراً أو لم يظهروا أي تقدم في اغتنام هذا الوقت والمجال، كما أخبر ''مجلس الاستخبارات القومي'' الكونجرس الأربعاء المنصرم· فقليلون جداً من يعتقدون في البيت الأبيض أن الوضع سيكون مختلفاً جداً في سبتمبر المقبل، وهو ما سيثير من جديد السؤالين الأكثر صعوبة اللذين يواجهان الإدارة الحالية: ما الذي حققته الزيادة في عدد القوات الأميركية في العراق؟ وبأي ثمن؟ الأكيد أن بوش وقادته العسكريين في العراق سيجادلون بأن جهوداً لبدء تقليص المهمة الأميركية ما كانت لتنجح قي أواخر العام الماضي، عندما أوصت بها ''مجموعة دراسة العراق'' وأيدها بعض المسؤولين في العراق والبنتاجون· غير أن كل شيء يتوقف في النهاية، يقول مسؤولو البيت الأبيض، على قدرة حكومة المالكي على التوحد وحل المشاكل الأساسية التي تُقسم السنة والشيعة قبل أن تدق ساعة الانسحاب الأميركي· وبخصوص هذا الموضوع، تسود واشنطن هذه الأيام أجواءٌ متشككة أكثر منها متفائلة - ماعدا بالنسبة بوش· محررا الشؤون الخارجية في نيويورك تايمز ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©