التطور الأبرز الذي سجل على صعيد المواجهات الجارية منذ قرابة الشهرين في مخيم نهر البارد في شمال لبنان بين الجيش اللبناني وتنظيم ''فتح الإسلام''، هو بدء إجلاء ما تبقى من المدنيين في المخيم بواسطة اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي والهلال الاحمر الفلسطيني ويتراوح عددهم ما بين 200 و400 شخص·
وترافقت هذه العملية مع ازدياد الحديث عن تحديد الجيش اللبناني ساعة الصفر لحسم عسكري مع مسلحي ''فتح الإسلام'' واستقدامه تعزيزات عسكرية كبيرة الى منطقة الشمال لهذه الغاية·
وسجل امس ارتفاع في وتيرة المواجهات العسكرية وقصفت مدفعية الجيش بشكل مركز التحصينات الاساسية للمسلحين على كافة المحاور داخل المخيم القديم وعند تخومه·
وتركز قصف الجيش بالمدفعية الثقيلة على الملاجئ الستة التي يتحصن فيها عناصر فتح الاسلام ويتخذونها مواقع لادارة معركتهم في مواجهة الجيش، وهي: ملجأ الشيخ ديب في محيط مسجد الحاووز، ملجأ الشيخ رضا في حارة سويدان الى الجهة الجنوبية لمبنى التعاونية، ملجأ سليم الخليل عند أطراف حي سعسع ، ملجأ الخفاوي عند طلعة الصاعقة في محيط مسجد التقوى في حي المغاربة، ملجأ عطا في جورة الغنايمة وسط المخيم وملجأ جبهة النضال في حي الدامون عند الجهة الشمالية الغربية للمخيم القديم·
وكان المخيم القديم قد شهد قصفا شبه متواصل ليشمل احياء الصفوري، المغاربي، سعسع، الغنيم، بدامون، الجاحولة، سويدان، حارة ابو التركي وحي الصمود·
وتعرضت مراكز الجيش والبلدات المحيطة الى قنص مركز مصدره عناصر فتح الاسلام من المخيم، ويلاحظ أن هذه العناصر تستخدم رشاشات من عيار 12,7 يبلغ مداها كلم خط نار·
ونعت قيادة الجيش العريف جنيد عثمان عبدالله الذي سقط خلال مواجهات مخيم نهر البارد، وهو من بلدة عكار العتيقة·
وأخضع الجيش اللبناني النازحين من مخيم نهر البارد الى إجراءات أمنية دقيقة تحسباً لانضمام بعض عناصر فتح الإسلام الى المدنيين، فيما قامت المنظمات الفلسطينية والهيئات الانسانية بتوفير اماكن لهم في مخيم البداوي اضافة الى المواد التموينية الضرورية·
ونقلت شاحنة للجيش 25 شخصاً خرجوا من المخيم سيراً على الاقدام الى ثكنة عرمان في عكار، للتحقيق معهم، على ان ينقلوا لاحقاً الى ثكنة القبة·
ومن أبرز القيادات التي خرجت من مخيم نهر البارد بلال أصلان أمين سر حركة فتح في الشمال وعدد من مسؤولي الحركة إضافة الى مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في الشمال سمير لوباني (أبو جابر)·
ولليوم الثالث على التوالي حلق الطيران الحربي الاسرائيلي على علو متوسط في اجواء عكار ومخيم نهر البارد والبحر·
سياسياً أكد ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عباس زكي بعد زيارته النائبة بهية الحريري أن تشكيل قوة فلسطينية للدخول الى مخيم نهر البارد لم يعد وارداً بسبب الخلافات الفلسطينية، آملاً إنهاء الازمة في اسرع وقت ممكن، ودعا عصابة العبسي الى تسليم نفسها للقضاء اللبناني·
وقال: ''أشهد لممثل حركة ''الجهاد الاسلامي'' أبو عماد الرفاعي أنه كان يريد وساطة حقيقية، لكن كثرة الذين يريدون الاعلام والظهور ويتحدثون عن الوساطات والمعارك وكأنهم ''رومل'' ضيعوا فرص الحل''·
عدد اليوم
