السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«ضحكة فلسطينية» ... النقد بوجهٍ ضاحك!

4 يناير 2014 23:12
«عشان ما في محسوبية وواسطة من عشرين سنة، لازم نضحك» و«عشان الجدار وسط الدار، لازم نضحك» و«عشان ممكن تروح على المستشفى مشان الزائدة ويستأصلون لك القدم لازم نضحك»... هذه العبارات وغيرها حملتها مجموعة من الشباب الفلسطينيين، ووقفوا على جنبات الطرق وسط مدينة رام الله للتعبير عن همومهم اليومية بطريقة تهكمية. ويقول الشاب آزاد شمس (22 عاما) منسق النشاط الذي أطلق عليه اسم «ضحكة فلسطينية» لوكالة فرانس برس: «إن الفكرة من هذا المشروع هي تسليط الضوء على هموم الشعب الحياتية التي يعيشها كل يوم». ويضيف: «معاناتنا ليست فقط من الاحتلال الإسرائيلي، هناك معاناة وهموم نعيشها يومياً، ولا أحد يلتفت إليها، ونحن نحاول إرسال هذه الرسالة اليوم من خلال هذا النشاط الساخر نوعاً ما، إلى الشعب الفلسطيني وإلى المسؤولين». ويتناول الإعلام الفلسطيني المحلي العديد من القضايا الحياتية التي يعانيها الفلسطينيون، غير أن رسالة هؤلاء الشبان الذين لا تتجاوز أعمارهم الـ 25 سنة، تنتقد طريقة طرح القضايا اليومية حتى من خلال وسائل الإعلام. ويقول شمس: «نعم حينما تكون هناك مشكلة يومية يخرج المسؤولون على التلفزيون ويبحثون القضية، يستنكرون ويدينون بشدة، لكن بعد ذلك لا يحدث أي تغيير». وإضافة إلى اللافتات التي حملها الشبان الذين قارب عددهم الثلاثين شاباً وشابة على جنبات الطريق والزوايا، وضع كل منهم على وجهه كرتونة دائرية صفراء، رسم عليها وجهاً مبتسماً. ووقفت إحدى الفتيات على زاوية بجانب الطريق، وهي تحمل لافتة كتب عليها: «عشان ما في تحرش في البلد لازم نضحك»، وحملت فتاة ثانية لافتة كتب عليها: «عشان لدينا حكومتان لازم نضحك» في إشارة إلى حكومة حماس في غزة والحكومة الفلسطينية في الضفة الغربية. وحمل شاب لافتة أخرى كتب عليها: «عشان كلنا أخوة وما في انقسام لازم نضحك»، وحمل شاب آخر لافتة وقف فيها عند زاوية بعيدة، كتب عليها: «عشان بنقدر نروح عالقدس بدون تصريح لازم نضحك»، حيث إن الفلسطينيين لا يستطيعون الوصول إلى مدينة القدس إلا بعد الحصول على تصريح إسرائيلي خاص. من جهتها، قالت الشابة راما يوسف (21 عاما)، وهي واحدة من منظمي هذا النشاط: «الهم الفلسطيني موجود على وجوه الفلسطينيين وكلنا نعيش الهم بشكل يومي لكن لا نعبر عنه، وقد يطلب البعض منا الضحك رغم هذه الأمور». وأضافت: «على هذا الأساس التقينا مجموعة من الشبان والشابات، أصدقاء وصديقات للتعبير عن انتقادنا للوضع القائم، وإنما بطريقة ساخرة». وحظي الشبان بانتباه المارة في طرقات مدينة رام الله في الضفة الغربية، خصوصاً وأن الوقت الذي اختاروه تزامن مع موعد انتهاء العمل في المؤسسات واكتظت الطرقات بالناس. ووقف محمد عبدالله الذي بدا في الستين من عمره، يحاول قراءة العبارات التي رفعها الشبان والشابات. وقال: «من زمن طويل كان لازم التحرك والتهكم على هذا الوضع القائم بهذه الطريقة». وأضاف: «يعني منذ قدوم السلطة الفلسطينية في العام 1994، كان يجب أن نرفع لافتة ونكتب عليها لازم نضحك، لأن السلطة أصلاً لم تقم على أسس ومرتكزات قوية». وتابع قائلاً: «القضية أكبر من هذه الحركة التي يقوم بها هؤلاء الشبان، رغم أهميتها». ويقول القيمون على فكرة «ضحكة فلسطينية» بأنهم سيكررون هذا النشاط في المدن الفلسطينية كلها، للبحث عن إمكانية التغيير والتركيز على الهموم الحياتية للشعب الفلسطيني. وبعد،،، يقول المثل الفلسطيني الشائع «إذا كبر همّك.. اضحكْ عليه»... يبدو أن الفلسطينيين لم يجدوا علاجاً لهمومهم الكبيرة سوى... الضحك!.
المصدر: رام الله
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©