سيؤول (وكالات) - وعدت الرئيسة الكورية الجنوبية المنتخبة بارك جيون-هاي أمس بـ”عصر جديد” في سياسة سيؤول تجاه كورية الشمالية يقوم على “أمن قوي ودبلوماسية تعتمد على الثقة”.
وقالت غداة فوزها في الانتخابات الرئاسية أمام منافسها مرشح يسار الوسط مون جاي-اين إن “إطلاق كوريا الشمالية صاروخا بعيد المدى يدل على خطورة الوضع الأمني الذي نحن فيه”.
وأضافت “سأفي بالوعد الذي قطعته لكم بفتح عصر جديد في الأرخبيل الكوري يقوم على أمن قوي ودبلوماسية تعتمد على الثقة”. وجاء كلامها بعد زيارتها لقبر والدها الديكتاتور بارك شونج-هي (1968-1979). وقالت الرئيسة المنتخبة إن إطلاق كوريا الشمالية لصاروخ طويل المدى الأسبوع الماضي يظهر أن الأمن مصدر قلق رئيسي في شمال شرق آسيا وتعهدت بالعمل مع شركاء إقليميين من أجل تعزيز السلام.
واقترحت بارك حتى عقد لقاء مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونج-اون الذي خلف والده في بيونجيانج في ديسمبر 2011. ولكن الأخصائيين يعتبرون مع ذلك أن الصقور في عائلتها السياسية سيكبحون خطوتها بالإضافة إلى الولايات المتحدة وحلفائها الساعين إلى معاقبة كوريا الشمالية بعد إطلاقها الصاروخ في 12 ديسمبر.
وقالت بارك في مؤتمر صحفي أمس “إطلاق كوريا الشمالية لصاروخ طويل المدى يظهر مدى خطورة الواقع الأمني الذي نواجهه”.
وأطلقت كوريا الشمالية الأسبوع الماضي صاروخا قال منتقدون إنه كان اختبارا لتكنولوجيا قد تستخدم لتطوير صاروخ طويل المدى قد يحمل يوما ما رأسا حربيا نوويا.
وستتولى بارك السلطة رسميا في فبراير ولمحت إلى أنها ستواصل النهج المتشدد الذي انتهجه الرئيس المنتهية ولايته لي ميونج باك فيما يتعلق بمطالب اليابان بجزيرة كورية جنوبية.
وتضررت العلاقة بين البلدين، وهما أوثق حليفين للولايات المتحدة في المنطقة، بسبب النزاع على الجزيرة ومسألة اعتذار وتعويضات من اليابان عن الاستغلال الجنسي لنساء كوريات أثناء الحرب العالمية الثانية.
وتقول كوريا الجنوبية إن اليابان، المنخرطة في نزاعات مماثلة مع الصين، لم تقر بالمسؤولية عن حكمها القاسي لكوريا في الماضي. وتقول اليابان إنها دفعت تعويضات عن مسألة الاستغلال الجنسي للكوريات وإنها اعتذرت. وقالت بارك “سأحاول العمل من أجل تعزيز المصالحة والتعاون والسلام في شمال شرق آسيا على أساس إدراك صحيح للتاريخ” في إشارة فيما يبدو إلى الصراع الدائر تحت الرماد مع طوكيو.
في غضون ذلك عرض تلفزيون كوريا الشمالية الرسمي أمس لقطات وثائقية جديدة تتعلق باطلاق صاروخ فيما قال التلفزيون انه مشروع بقيادة زعيم البلاد كيم جونج اون. وتظهر اللقطات كيم وهو يزور موقع إطلاق الصاروخ في مقاطعة تشولسان باقليم شمال بيونجيانج لمراقبة الاستعدادات وإطلاق الصاروخ مع العلماء والعمال.
وهزت كوريا الشمالية العالم في 12 ديسمبر الجاري حين وضعت قمرا صناعيا في المدار باستخدام نوع من التكنولوجيا يظهر فيما يبدو أنها تستطيع تطوير صاروخ يمكن أن يضرب الولايات المتحدة.
وقال مسؤولون دفاعيون في كوريا الجنوبية واليابان إن الاطلاق كان أكثر نجاحا من صاروخ أُطلق في إبريل مكث في الجو لاقل من دقيقتين. وقال التلفزيون إن كيم زار الموقع مرة أُخرى لتهنئة العمال والعلماء المشاركين في المشروع. ومن المرجح أن تكون الخطوة التالية التي تتخذها بيونجيانج إجراء تجربة نووية وستكون الثالثة من نوعها.
عدد اليوم
