عبدالله القواسمة (أبوظبي)
يختتم منتخبنا الوطني تحضيراته اليوم، للمواجهة المرتقبة مع السعودية غداً، على ستاد محمد بن زايد بنادي الجزيرة، ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى «مونديال روسيا 2018»، ويضع المهندس مهدي علي المدير الفني، في المران الأخير، اللمسات الأخيرة على الخطة والتشكيلة الأساسية المنتظر أن تخوض لقاء «الأخضر»، والتي يعول عليها الكثير لتحقيق الفوز دون سواه، لضمان الصعود إلى الدور الثالث والحاسم لتصفيات «القارة الصفراء».
وقرر مهدي علي إغلاق تدريبات المنتخب الوطني أمام وسائل الإعلام اعتباراً من أمس الأول، حفاظاً على سرية التحضيرات، إلى جانب زيادة تركيز اللاعبين على الصعيدين الفني والذهني، الأمر الذي يزيد من عدم وضوح التوقعات الخاصة بالتشكيلة التي تخوض لقاء الغد، خاصة بعدما شهدت الأيام الأخيرة عودة المهاجم علي مبخوت والمخضرم إسماعيل مطر إلى التدريبات الجماعية، مما أسهم في رفع الروح المعنوية لللاعبين الذين يتطلعون إلى تحقيق آمال الجماهير، بالتأهل إلى الدور المقبل.
وتعزز عودة مبخوت إلى التدريبات الجماعية الجانب الهجومي في تشكيلة المنتخب الوطني، الذي أصبح يضم أيضاً أحمد خليل وأحمد علي اللذين شاركا في مواجهة الجولة الماضية أمام فلسطين، في حين يصعب التنبؤ إذا ما كان مبخوت سوف يشارك في التشكيلة الأساسية أمام السعودية أو الدفع به بديلاً في الشوط الثاني، رغم أن إصابات التمزق العضلي عادة ما تتطلب الحذر في التعامل معها، لذلك فإن المؤشرات تدل على أن اللاعب ربما يوجد في قائمة البدلاء، إلا إذا كان للجهاز الطبي رأي آخر في هذا الأمر، بتأكيد قدرة مبخوت على البدء أساسياً، والحال ينطبق على إسماعيل مطر الذي عانى طيلة الفترة الماضية من الشد العضلي، والذي أبعده عن مواجهة فلسطين، علماً أن مطر تم استدعاؤه إلى التجمع الحالي، نظراً للقيمة الفنية الفريدة التي يتمتع بها بحكم خبرته الطويلة، حيث يسهم وجوده في رفع معنويات اللاعبين وكفاءتهم الفنية والبدنية أيضاً.
وأدى أحمد برمان وداود علي التدريبات مع المنتخب الوطني بكفاءة، منذ استدعائهما الجمعة الماضي، حيث قطعا شوطاً كبيراً للوصول إلى التجانس المثالي مع اللاعبين، ويعول عليهما الكثير لتعويض غياب الثلاثي ماجد حسن وحبيب الفردان وإسماعيل الحمادي لظروف الإيقاف.
ويحرص مهدي علي المدير الفني لـ«الأبيض» قبل كل تدريب على الاجتماع بلاعبي المنتخب الوطني والتأكيد على أهمية مباراة الغد التي تعتبر بمثابة المنعطف الأهم في مشوار التصفيات، بعد مباراة فلسطين التي شكلت اختباراً حقيقياً للقدرات الهجومية للمنتخب الوطني، نظراً للدفاع القوي الذي يمتاز به فلسطين وشراسته التي أظهرها في التعامل مع مفاتيح لعب «الأبيض».
على الطرف الآخر، يخوض المنتخب السعودي اليوم مرانه الرسمي والأخير تأهباً لمواجهة المنتخب الوطني، بعدما وصلت بعثته مطار أبوظبي في ساعة متأخرة من مساء أمس على متن طائرة خاصة، رغم أن الترتيبات السابقة تقضي بأن تصل البعثة في وقت مبكر، بناء على المراسلات التي طالب فيها الاتحاد السعودي بتحديد الملعب الفرعي لاستاد مدينة زايد الرياضية لإجراء أول تدريبات، لكن الهولندي فان مارفيك سرعان ما أجرى تعديلاً على موعد السفر، والذي جاء في وقت متأخر، ليكتفي بالمران الرئيس الذي يجريه على ملعب المباراة مساء اليوم، حيث تتاح لوسائل الإعلام فرصة متابعة ربع الساعة الأولى منه، قبل أن يتم إغلاقه.
ورغم حسم المنتخب السعودي التأهل إلى الدور الحاسم للتصفيات، إثر تغلبه على نظيره الماليزي بهدفين في الجولة الماضية، فإنه ينظر إلى مباراة «الأبيض» غداً باهتمام بالغ، إذ يراها فان مارفيك بمثابة المنعطف المهم، ليس لتأكيد جدارة «الأخضر» باعتلاء صدارة المجموعة الأولى، بل لتأكيد كفاءته التدريبية، وقدرته على الاستمرار في منصبه، حيث من المقرر أن ينتهي عقد مارفيك مع الاتحاد السعودي في أغسطس المقبل، مما يعني أن مباراة «الأبيض» تعتبر آخر مباراة رسمية له مع «الأخضر»، وفي ظل تضارب الأنباء التي تشير إلى احتمالات التجديد له.
ووصف علي حمد مدير عام اتحاد الكرة مباراة السعودية بالحاسمة، ولا تقبل أنصاف الحلول وتحتاج إلى تكاتف جهود الجميع في سبيل تحقيق النتيجة المأمولة، وهي الفوز الذي يمضي بـ«الأبيض» إلى الدور الحاسم لتصفيات كأس العالم.
وأكد علي حمد ثقة الجميع في الجيل الحالي من لاعبي «الأبيض» الذي يتمتعون بقدرات فريدة، واعتادوا على تحدي الصعاب وتحقيق الإنجازات على الصعد الإقليمية والقارية والدولية، ومن هنا فإن المطلوب منهم مواصلة مسلسل التفوق في تصفيات كأس العالم، والتي تعد الاستحقاق الأبرز على الصعيد القاري في الوقت الراهن.
وشدد علي حمد على أن جماهير المنتخب الوطني تدرك جيداً الدور المطلوب منها بالوقوف خلف اللاعبين في مباراة السعودية، وهي ليست بحاجة إلى الدعوة للوجود بكثافة في المدرجات، لأن «الأبيض» اعتاد على الوقفة الجماهيرية الكبيرة في التحديات الصعبة، وهو الأمر المتوقع منها، مثلما حدث في مباراة فلسطين بالجولة الماضية التي تابعها عدد كبير من المشجعين.
وأنهى علي حمد حديثه بالتأكيد على أن الغيابات التي يعاني منها المنتخب الوطني في الوقت الراهن ليست مقلقة، لأن كرة القدم الإماراتية زاخرة باللاعبين القادرين على تلبية تطلعات الجهاز الفني وسد الفراغات الناجمة عن الإصابات أو الإنذارات، مؤكداً أن «الأبيض» يستطيع تحقيق النتيجة المطلوبة، وكذلك العرض الفني الجيد الذي يعكس القدرات التي يقوم بها.
عدد اليوم
