الأمم المتحدة تتهم الجيش السوداني بعدم تحريك قواته من الجنوب

قالت الأمم المتحدة إن جيش شمال السودان فوت مهلة لنقل قواته الى الشمال في ظل اتفاق سلام ومازال يمول ميليشيات غير قانونية متمركزة في الجنوب· وأنهى اتفاق سلام بين الشمال والجنوب في يناير 2005 اطول حرب في افريقيا، وأدى الى اقامة حكومة جنوبية ذات حكم ذاتي وجيشين منفصلين لديهما وحدات مشتركة في البلدات الرئيسية ومناطق النفط· وقال بيان للامم المتحدة وقعه كل من القوات المسلحة السودانية الشمالية والجيش الشعبي لتحرير السودان ان 66,5 في المئة من نحو 46403 جنود شماليين في جنوب السودان انتقلوا الى الشمال· ويدعو الاتفاق الى اعادة الانتشار الكاملة بحلول التاسع من يوليو الجاري· وبينما فاتت مهلة امس بصورة سلمية، الا ان هناك مخاوف بشأن العنف المستقبلي الناجم عن الوجود المستمر للميليشيات والقوات في حقول النفط السودانية· وقال بيتر شومان رئيس بعثة الامم المتحدة في جنوب السودان لرويترز إن غالبية القوات المسلحة السودانية الشمالية المتبقية موجودة في المناطق التي تنتج نصف مليون برميل من النفط الخام يوميا· وقال شومان ''التركيز الاعلى لبقية القوات المسلحة السودانية الشمالية هو في منطقة إنتاج النفط''· ويقع أكبر حقلين لإنتاج النفط في السودان في الجنوب الذي لا يطل على أي منفذ بحري· ولكن المصافي وأنابيب النفط موجودة في الشمال· وأدى النفط الى جانب العرق والدين والايديولوجية لتعقيد ظروف الحرب الاهلية· وفي ظل الاتفاق يتعين ألا تحرس مناطق النفط سوى الوحدات المشتركة· واضاف شومان ان القوات الموالية للشمال مازالت في حقول النفط الجنوبية· وفيما يتعلق بالجيش الشعبي لتحرير السودان قالت الامم المتحدة انه لم يسحب قواته من المناطق الوسطى لجنوب النيل الازرق وجبال النوبة· ويذكر الاتفاق ان القوات المشتركة يجب ان تتولى الامور، غير ان هذه الوحدات المكونة من القوات الشمالية والجنوبية لم تبدأ العمل بعد· في العام الماضي فوت الجيش الشعبي لتحرير السودان مهلة للانسحاب من مواقعه في شرق السودان، مما أثار مواجهة، حيث اقتحمت القوات المسلحة الموقع لتتوقف على بعد بضعة أمتار من ثكنات الجيش الشعبي لتحرير السودان وتطالب بانسحابه في الحال· والجيشان على خلاف بشأن الوجود غير القانوني للميليشيات المتحالفة مع الشمال في جنوب السودان· وفي ظل الاتفاق يتعين ان تنضم كل الجماعات المسلحة الاخرى الى اي من الجيشين او تختار الحل· وقال بيان الامم المتحدة ''القوات المسلحة السودانية تعلن انها دمجت او نزعت اسلحة كل الجماعات المسلحة المتحالفة معها غير ان الجيش الشعبي لتحرير السودان يشكك في ذلك·'' وقال شومان ان القوات المسلحة السودانية مازالت تدفع لميلشيات في الجنوب ليست رسميا جزءا من الجيش· وقال ''ما زالوا يتلقون أموالا من القوات السودانية المسلحة؛ ولذا فالسؤال هو الى أي مدى يظلون جزءا من القوات المسلحة السودانية من عدمه''· في العام الماضي قتل 150 شخصا اثناء اشتباكات بين الجيش الجنوبي والشمالي في بلدة ملكال الجنوبية، وهو قتال أثارته ميليشيات متحالفة مع الشمال· الى ذلك، يواصل مبعوث الاتحاد الافريقي سالم احمد سالم اتصالاته مع فصائل المتمردين في دار فور في مساعٍ لدفع جهود إحلال السلام في الاقليم المضطرب غربي السودان، وفي هذا السياق، التقى امس الاول قرب الحدود التشادية خليل ابراهيم زعيم حركة العدل والمساواة·