الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

البوم العماني ينتصر للماضي أمام غول الاقتصاد الحديث

البوم العماني ينتصر للماضي أمام غول الاقتصاد الحديث
10 يوليو 2007 02:59
استضافت قاعة''الموقار'' بالجزائر العاصمة فيلماً سينمائياً عمانياً بعنوان'' البوم'' وذلك ضمن فعاليا الجزائر عاصمة الثقافة العربية· الفيلم من إخراج خالد عبد الرحيم الزدجالي رئيس''الجمعية العمانية للسينما'' بالتعاون مع السيناريست المصري الدكتور محمد كامل القليوبي بطولة صالح زعل وسعود الدرمكي، وقد شدَّ الفيلم انتباه الجمهور والمتتبعين الجزائريين للفن السابع الذين تابعوه لمعرفة المزيد عن السينما الخليجية بعد أن سبق وتابعوا افلاما قصيرة من الإمارات· قصة الفيلم وتروي قصة الفيلم على مدار ساعة ونصف ساعة من الزمن، حكاية قرية ساحلية ورث أبناؤها مهنة صيد السمك عن أبائهم بإعتبارها المورد الأساس إن لم يكن الوحيد لرزقهم، لكن سكان القرية البسطاء يتعرضون لضغوط هائلة من ''الحاج إبراهيم أبو السلاسل'' الذي يبدو كرأسمالي كبير يريد إلتهام كل شيء والإستحواذ على كل الخيرات لوحده فيعرض على الصيادين أن يبيعوا له سفنهم القديمة التي أضحت غير قادرة على الخدمة وتحتاج إلى إصلاح يعجز عنه الصيادون لتكلفته المالية العالية، كما يوعز إلى أعوانه بأن ينشروا إشاعة مغرضة وسط الصيادين عن وجود''جنّي'' أو ''وحش بحري'' يلتهم الكثير من السمك ولا يترك لهم إلا الفتات، محاولاً إيهامهم بأن هذا هو السبب الحقيقي لتراجع الثروة السمكية بشواطئهم·وقاوم الصيادون وبخاصة كبار السن منهم إغراءات ''أبو السلاسل'' ورفضوا بيع سفنهم وقواربهم له، إلا أن الكثير من الشبان لم يستسيغوا شحَّ البحر فلم يُبدوا كبير إكتراث بالحفاظ على مهنة الآباء والأجداد فهاجروا إلى العاصمة مسقط حيث الشركات الكبرى والمكاتب والمداخيل الشهرية الثابتة بعيدا عن أخطار البحر وتقلباته، وينجح بعضهم في بناء حياته هناك بينما يفشل آخرون ويعودون إلى القرية مجددا ليدعموا فكرة تطوير صيد السمك· تواطؤٌ مع الأجنبي وتشتد ضغوط ''أبو السلاسل'' فينفجر أحد القوارب قرب الشاطئ بشكل مفاجئ وأمام الجميع في منظر بشع قتل فيه ''العم راشد'' الذي رفض من قبل بيع قاربه القديم لأبي السلاسل، كما يحاول هذا الأخير شراء ذمة''أفلح'' الشاب الطموح الذي يحاول التصدي لسطوة أبي السلاسل وكسر نزعته الإحتكارية ببذل مساع للحصول على قرض بنكي لبناء مصنع للقوارب، ويحاول أبو السلاسل إغراءه بالعمل لديه وبراتب عال جدا لدفعه إلى نسيان أمر القرض والمصنع، لكنه يفشل في ذلك، فتشتد نزعته الإنتقامية من السكان ويقوم بإشعال النار في إحدى السفن الكبيرة ليلا ويعجز السكان عن إطفائها، وينجح أخيرا في دفع الصيادين إلى بيع سفنهم وقواربهم له تباعا،إلا أن''سالماً'' الذي أحرقت سفينته يمتطي قاربا صغيرا إلى عرض البحر وهناك يقوم بإدخال سفينة عملاقة خلسة ويتمكن من إستراق السمع ويعرف أن ''أبا السلاسل'' متواطئ مع أحد الهنود على صيد السمك قرب شواطىء القرية بسفينته العملاقة المجهزة بأحدث تقنيات الصيد البحري، فعرف ''سالم'' آنذاك السر في تراجع الثروة السمكية بقريتهم وأن ''الجني'' أو ''الوحش البحري'' الذي تحدث عنه أبو السلاسل لم يكن إلا هذه السفينة الأجنبية العملاقة التي تقوم ب''مسح'' سمك القرية بطريقة غير شرعية وقد تواطأ أبو السلاسل مع أصحابها لتفقير الصيادين ودفعهم إلى ترك المهنة له ليتسنى له إحتكارها· وبالرغم من إكتشاف أمر سالم وطعنه، إلا أنه يتمكن من إيصال السر إلى بعض شبان القرية وهم في عرض البحر قبل موته بلحظات، فقاموا بتبليغ الأمن الذي ألقى القبض على أبي السلاسل وفتح تحقيقا في الجريمة وعادت بعده الحياة إلى القرية وتكسرت نهائيا محاولات الإحتكار ليفتح المجال لإزدهار صيد السمك على أيدي شبان القرية،وانتهى الفيلم بمنظر إحتفالي بديع لسباق قوارب الشبان في إشارة إلى إنتصار الإرادة على الظلم والطغيان والنزعات الإحتكارية الإقصائية، وإعادة الإعتبار للمهن التراثية التي تحاول الحياة الاقتصادية العصرية القضاء عليها· الفيلم جيد من ناحية السيناريو والإخراج،أماكن التصوير أختيرت بعناية وتم توظيف مختلف المناظر الطبيعية بشكل جذاب، الموسيقى التصويرية متنوعة وثرية ومتفاعلة مع مختلف تطورات القصة، والحوار متنوع ولم يثقل على المستمعين كما وظف المخرج أيضا أشعارا شعبية عمانية ورقصات فلكلورية وأهازيج غنائية محلية بنجاح بعد عودة البحار''سالم'' سالماً معافى من ليلة عاصفة ممطرة في عرض البحر، وقد استعان المخرج بالفنان المصري المعروف سعيد صالح لأداء بعض الأدوار وإكساب الفيلم ثقلاً خاصاًّ، كما استعان بفنان آخر من تونس· دلالات الفيلم واضحة وهي دعوة الشباب المنبهر بحياة العصر إلى عدم التخلي عن الموروث المحلي والإنسياق الأجوف وراء المدنية الحديثة التي لا تصنع الرخاء والإستقرار وحدها وبالضرورة بل قد تصنعه أيضا الإرادة الصادقة في تطوير الموروث المحلي، وهو ما تجسد في فيلم''البوم'' الذي يعد تجربة رائدة وحديثة في السينما العمانية·
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©