الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تذكروا·· هذا الطفل القنبلة !

9 يوليو 2007 02:18
وصفة ''بالموهبة''·· ظلم له· ونعته ''بالمعجزة''·· لا يفيه حقه· قرأت وسمعت ورأيت كثيراً من العباقرة أوأصحاب المواهب الفذة أوالخارقة، لكن ما شاهدته أمس الأول على شاشة ''المحور،'' يتعدى كل إمكانات الوصف، أوالمعقول والممكن· سقط كوب الشاي من بين أصابعي من فرط الدهشة والاندماج عندما استمعت إلى ''أصغر رئيس تحرير في العالم''، عبدالفتاح أحمد حامد''·· وهو صبي مصري في الثالثة عشرة من العمر، طالب بالصف الثاني الإعدادي، لدى استضافته في برنامج ''90 دقيقة'' على شاشة ''المحور''، وهو يتحدث عن نفسه، وفلسفته، ورؤيته، وأفكاره، وطموحه· عبدالفتاح، يرأس تحرير عدة صحف ومجلات أسبوعية، أهمها صحيفة ''الحقوقية'' التي يصدر منها ألفا نسخة أسبوعياً، وشارك في مؤتمرات عالمية آخرها مؤتمر ''اللغة العربية والتواصل مع العصر'' في الدوحة، وأعد بحثين منشورين عن ''تحديات اللغة والاتصال'' و''مشاكل الاتصال عند الطفل التوحدي''، هذا إلى جانب رئاسته للجنة حقوق الإنسان في مصر الجديدة، وهي القضية المحورية التي تشغل تفكيره، ويكرس لها جهده· تسمرت مكاني وأنا أستمع إلى هذا الطفل ''القنبلة''، وهو يتحدث بلسان أستاذ جامعي متمكن، بلغة عربية فصيحة، وبلهجة واثقة إلى أبعد الحدود، يخوض في قضايا حقوق الإنسان، والديموقراطية، والإصلاح، والتاريخ، وإعلان حقوق الإنسان، والانتهاكات التي يشهدها العالم على هذا الصعيد، ويعرج إلى الديموقراطية في مصر والعالم العربي، وكيف يستوعب التاريخ ويستنبط من تاريخ الثورات فلسفاتها، ويُنظر ''بضم الياء'' لمفهوم الوطنية، والمسؤولية، وعلاقة الفرد بالدولة والمجتمع، والصحافة، والعمل الصحفي المهني، والكتابة، والإبداع، والتوزيع، ودوره نحو دعم الطفولة، وذوي القدرات الخاصة، وخاض في مجالات كثيرة بنفس السلاسة، والفصاحة، وترتيب الأفكار، وبنفس مستوى التمكن الثقافي واللغوي والمعرفي، دون أن يتخلى عن إبراز قناعته، ورأيه، وفلسفته، ورؤاه، بل يتبنى أفكاراً، ومشاريع عديدة، وفي مقدمتها مشروع ''الكتابة للجميع'' على غرار ''القراءة للجميع'' في أن تخصص كل جريدة صفحة يترك للأطفال تحريرها بأنفسهم تتناول مشاكلهم وقضاياهم، وغير ذلك من برامج تلفزيونية يعكف على الإعداد لها· مازلت غير قادر على استيعاب كيفية هذا التراكم المعرفي والثقافي لديه، فشخصيته ولغته وعقليته وثقافته ومنطقه، لا يمكن أن يكون أقل من أستاذ جامعي موسوعي فذ، فماذا سيكون عليه بعد عشر سنوات؟ طفل أقل ما يوصف به أنه ''قنبلة'' معرفية ومعلوماتية خارقة تستحق الكثير من التأمل والدراسة والرعاية· ولنتذكر اسمه جيداً·· وإن غداً لناظره قريب· خورشيد حرفوش khorshiedh@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©