مشرف: الاستسلام أو الموت

خيّر الرئيس الباكستاني برويز مشرف أمس المتشددين المتحصنين داخل المسجد الأحمر بين الاستسلام والقتل، فيما واصل زعيم المتشددين تحديه مؤكداً استعداده للصمود شهراً· ودخل الرئيس الباكستاني للمرة الأولى طرفاً في أزمة المسجد الأحمر مع دخولها يومها الخامس، بإعلانه للصحفيين قائلاً ''عليهم ألا يواصلوا تحركهم·· عليهم أن يسلموا أنفسهم ويسلموا سلاحهم وإلا فقد يقتلون''· ورد زعيم المتشددين عبد الرشيد غازي على تصريحات مشرف بقوله ''لدينا ما يكفي من المؤن والأسلحة والذخائر لنقاتل 25 إلى 30 يوماً إضافياً''، وجدد تفضيله للموت على الاستسلام، واتهم القوات الحكومية بقتل70 طالباً من بينهم 30 امرأة· وسيطرت الشرطة الباكستانية على مدرسة دينية تابعة للمسجد الأحمر، فيما تواصلت الاشتباكات بين الشرطة الباكستانية والمتشددين المتحصنين في المسجد، وتصاعدت ألسنة اللهب والدخان فوق المنطقة· في الوقت الذي بدأت فيه السلطات تحقيقاً حول العلاقة بين الهجوم على طائرة مشرف واشتباكات المسجد الأحمر· وداهمت الشرطة الباكستانية ''جمعية الفريضة''، واعتقلت 50 طالباً وتبعد هذه المدرسة 4 كيلومترات عن المسجد، وتعتبر ''مركز سلطة'' المسجد الأحمر· وبررت الشرطة عملية السيطرة على المدرسة بخشيتها من فتح جبهة ثالثة مع المتشددين، بالإضافة إلى المسجد الأحمر، والمدرسة الدينية للنساء التابعة له· وكان أكثر من 2500 طالب تركوا ''جمعية الفريضة'' بعد بدء الاشتباكات في المسجد الأحمر· وشهدت المنطقة المحيطة بالمسجد اشتباكات عنيفة بين الطلبة المتشددين والشرطة، وذكر مسؤول أمني أن الشرطة ردت على إطلاق نار من داخل المسجد، فيما قال مصدر من المتشددين ''إن طالباً قتل في تبادل إطلاق النار''· وأوضح مسؤول بالشرطة الباكستانية أن قوات الأمن تمارس ضبط النفس، وتسعى إلى تأمين الإفراج الآمن عن النساء والأطفال الذين يحتجزهم رجال الدين· وأضاف أن ''الطلبة المتشددين ألقوا قنابل يدوية وزجاجات (المولتوف) على قوى الأمن التي ردت بإطلاق النار المهاجمين''· وذكر طلاب داخل المسجد أنه تم قطع إمدادات المياه والغاز والكهرباء عنهم، وأن الطعام أصبح شحيحاً، ورائحة جثث الموتى تعبق المكان· وعلى صعيد جهود حل الأزمة، لم يتمكن أعضاء في أحزاب دينية باكستانية من عقد مباحثات مع عبد الرشيد غازي، لإقناعه بالاستسلام بلا شروط لتجنب إراقة الدماء بسبب إطلاق النار الكثيف· وذكرت راحيلا قاضي العضو في اتحاد المعارضة الباكستانية أن الاتحاد يحاول الضغط على الحكومة للسماح بإدخال المساعدات الإنسانية للمحاصرين· وقدر المسؤولون الباكستانيون عدد المتشددين داخل المسجد بنحو 50 إلى 60 طالباً يحتجزون المئات الآخرين، فيما أكد زعيم المتشددين أن عدد المتحصنين يبلغ 1200 طالب، وقدر شقيقه الأكبر المعتقل عبد العزيز عدد المتحصنين بنحو 850 شخصاً بينهم 600 امرأة·