الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

قتيل ومئات الجرحى باشتباكات بين أنصار ومعارضي مبارك

قتيل ومئات الجرحى باشتباكات بين أنصار ومعارضي مبارك
3 فبراير 2011 00:46
تحول ميدان التحرير بقلب القاهرة إلى ساحة مواجهة مباشرة للمرة الأولى أمس، بين آلاف الموالين للرئيس المصري حسني مبارك والمحتجين، وذلك إثر اقتحام مؤيدي الحكومة للميدان، ما أوقع قتيلاً من القوات المسلحة و350 جريحاً بحسب إحصائية أعلنتها وزارة الصحة، في حين نقلت مصادر أخرى عن مصادر طبية أن الاشتباكات أوقعت “قتلى” و500 جريح على الأقل. وأعلن وزير الصحة المصري الدكتور أحمد سامح فريد وفاة أحد جنود القوات المسلحة أمس إثر سقوطه من أعلى كوبري قريب من ميدان التحرير بقلب القاهرة، قائلاً أن 133 مصاباً من المتظاهرين بميدان التحرير تم علاجهم في المستشفى الميداني بالميدان. وأعلن المتحدث باسم وزارة الصحة الدكتور عبدالرحمن شاهين أنه تم نقل 350 مصاباً حتى مساء أمس، ممن أصيبوا في الاشتباكات بين المتظاهرين والمؤيدين للرئيس مبارك وآخرين معارضين بميدان التحرير. وفيما أفادت تقارير أخرى أن عدد المصابين بالمواجهات بلغ 600، ذكرت مصادر طبية أن 500 جريح على الأقل، تم نقلهم إلى مستوصف ميداني في مسجد بالقرب من ميدان التحرير، مبينة أن أعداداً أخرى من الجرحى نقلوا إلى عدة مستشفيات. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة إنه تم الدفع بنحو 73 سيارة اسعاف تابعة للوزارة لنقاط تجمع حول ميدان التحرير حيث تم نقل المصابين إلى ثلاثة مستشفيات مجاورة هي مستشفيات المنيرة العام ومعهد ناصر ومستشفى الهلال وطلب تأمين طريق للاسعاف للدخول إلى الميدان لنقل مصابين آخرين. ونفى شاهين وجود إصابات ناتجة عن أعيرة نارية مطلقاً. وقال إن الإصابات كلها تتمثل في إصابات بالرأس نتيجة تبادل القاء الحجارة وبعض الكسور في الأطراف وكلها ليست إصابات خطيرة. وبدأت الاشتباكات مع تمكن مشاركين في تظاهرة حاشدة مؤيدة للرئيس مبارك ضمت أكثر من 20 ألفا، من الوصول إلى الميدان من جهة المتحف المصري قادمة من شارع الجامعة العربية في الجيزة. وقام المهاجمون، الذين أكد عدة شهود أنهم من رجال الأمن و”بلطجية” الحزب الحاكم وهجانة، بقذف المحتجين بالحجارة وقطع الحديد وذلك قبل وصول مجموعة ثانية من أنصار نظام الحكم تتقدمهم خيول وجمال وأخذوا يضربون المتظاهرين بأقفال حديدية قديمة وعصي وهراوات. وأفادت مصادر طبية أن 3 مستشفيات استقبلت الجرحى في القاهرة هي القصر العيني والهلال وأحمد ماهر. ومعظم هؤلاء الجرحى أصيبوا في الرأس والعيون. وتراشق الجانبان بالحجارة عن قرب واحتمى الكثير من المشتبكين من الأحجار بألواح خشبية ووسادات، كما تمترس بعضهم خلف أسياج حديدية وحاويات كبيرة. واعتبر المعارضون المطالبون برحيل النظام، أن التصعيد العنيف ضد المحتجين، دليلاً جديداً على “تصلب” قادة النظام وعدم جديتهم في الوفاء بوعودهم. واتهمت 3 مجموعات احتجاجية رجال شرطة يرتدون ملابس مدنية باقتحام الميدان “لترويع” المتظاهرين. لكن وزارة الداخلية نفت مشاركة أي من عناصرها في المواجهات. وقال التلفزيون الرسمي إن الرجال الذين كانوا فوق الجمال والخيول جاءوا من منطقة نزلة السمان بحي الهرم للإعراب عن تأييدهم للرئيس مبارك عقب البيان الذي ألقاه فجر أمس. وذكر أحد المتظاهرين أن “أحد البلطجية عثر معه على بطاقة تثبت أنه رجل أمن”. وتمكن المحتجون في وقت من الأوقات من إبعاد أنصار الرئيس المصري والاستيلاء على الخيول التي كانت معهم وقاموا بوضع سواتر على مدخل الساحة من جهة المتحف وبكسر حجارة الرصيف لاستخدامها في الدفاع عن أنفسهم وسط هتافات المناهضة للنظام. وشاهد مراسل لرويترز حصاناً في الميدان كتب عليه المحتجون “بلطجية الداخلية” كما شاهد عدداً من المهاجمين الذين “أسرهم” المحتجون وقاموا بتسليمهم للجيش. وقال شاهد لرويترز “أسر 3 من الشرطة السرية وجملاً و3 أحصنة أخرى”. وأكد صحفيو ومصورو وكالة فرانس برس أن الموالين لمبارك بدأوا بمهاجمة المتظاهرين بالحجارة والأقفال المعدنية القديمة قبل أن يستخدموا كتلاً حجرية كبيرة وزجاجات حارقة كما أطلقت في الميدان غازات مسيلة للدموع. كما تمكن بعض الموالين لمبارك من الصعود إلى سطح بناية مطلة على الميدان وأخذوا يلقون منه قطعا ضخمة من الحجارة على المتظاهرين. سمعت طلقات نارية تنطلق من شارع مؤدي إلى الميدان. ونفى الجيش الذي دعا صباح أمس، المتظاهرين بإنهاء احتجاجاتهم والعودة لمنازلهم، إطلاق أي رصاصات في الهواء بميدان التحرير. ورفع أنصار مبارك الذين تجمعوا في ميدان التحرير لافتات تتعهد” بتحرير” الميدان من المحتجين الذين وصفوا تعهد مبارك بعدم ترشيح نفسه مرة أخرى للرئاسة بأنها “أقل مما يطالبون به”. وأكد المحتجون إنهم باقون بالميدان وأنهم مصممون على دعوتهم إلى تظاهرات حاشدة غداً الجمعة، ويدرسون التوجه إلى قصر الرئاسة. وفي وقت لاحق سقطت قنبلتان حارقتان في حديقة المتحف المصري مساء أمس وتمكن رجال الإطفاء والجيش من إخماد النيران. وأكد شهود عيان أن عناصر من جماعة “الإخوان المسلمين” قامت بإلقاء كرات نار من أعلى أسطح البنايات المطلة على ميدان التحرير على المتظاهرين مما أسفر عن إصابة عدد غير معروف من المتظاهرين. وبالتوازي، نظم ألوف المؤيدين للرئيس مبارك مظاهرات أمس، في مختلف محافظات البلاد شملت السويس والاسكندرية والقليوبية والفيوم، مطالبين ببقائه رئيساً ورددوا هتافات مناوئة للمعارضين والدول الأجنبية التي حثت على انتقال فوري وسلمي للسلطة. ووقعت مطاردات ومناوشات بين مؤيدين لمبارك مسلحين بأسلحة بيضاء ونارية، ومعارضين له. لكن قياديين للاحتجاجات بمحافظات مختلفة أكدوا أمس، إنهم مشغولون بنظيم مسيرات “جمعة الرحيل”. قال شهود عيان في مدينة السويس إن مؤيدين لمبارك أشهروا أسلحة بيضاء وأسلحة نارية في وجوه محتجين عليه وطاردوهم في شوارع المدينة. وأضاف “تمت المطاردة أمام أعين رجال الشرطة وقوات الجيش”. وذكر منسق “الجمعية الوطنية للتغيير” في المدينة أحمد الكيلاني إن “بلطجية” جردوه من ملابسه وأوسعوه ضرباً ثم تركوه في الشارع بعد أن نهبوا سيارته. وقال لرويترز “شاهدت أعضاء من الحزب الوطني الحاكم) معهم”.في الاسكندرية تجمع ألوف المؤيدين لمبارك في ميدان قريب من مديرية الأمن وسط وجود ملموس للشرطة. وردد المتظاهرون هتافات من بينها “الشعب يريد مبارك رئيسا” و”يا مبارك يا طيار ما تسيبهاش تولع نار”.ورفعوا لافتات كتبت عليها عبارات منها “يا برادعي يا جبان يا عميل الأميركان”. وأكد شهود أن مناوشات وقعت بين المؤيدين لمبارك والمعارضين له الذين وقفوا على مسافة مئات الأمتار في الإسكندرية. وقال شاهد “تم احتواؤها.” وفي مدينة بنها عاصمة محافظة القليوبية التي تجاور القاهرة من الشمال هتف مئات المتظاهرين المؤيدين لمبارك قائلين “بالروح بالدم نفديك يا مبارك”. إلى ذلك، دعت عدة شخصيات عامة مصرية من بينها رجل الأعمال نجيب ساويرس وسفير مصر السابق لدى الأمم المتحدة نبيل العربي والكاتب سلامة أحمد سلامة “المؤسسة العسكرية المصرية إلى ضمان أمن وسلامة شباب مصر المتجمع للتظاهر السلمي في ميدان التحرير وغيره من شوارع وميادين المدن المصرية”. وأكد بيان وقعه كذلك الناشر إبراهيم المعلم والوزير السابق أحمد كمال أبو المجد وعدد من الباحثين بينهم عمرو حمزاوي وعمر الشبكي وجميل مطر، أن “العنف الذي تشهده بعض شوارع مصر الآن يؤدي إلى المزيد من الاحتقان السياسي وانسداد أي أفق لانفراج الأزمة الراهنة”.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©