الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

تشغيل أول منصة لقياس تأثير الزلازل بجامعة الإمارات

تشغيل أول منصة لقياس تأثير الزلازل بجامعة الإمارات
31 ديسمبر 2013 00:38
محسن البوشي (العين) - استكملت جامعة الإمارات، مرحلة التشغيل التجريبي لأول منصة هيدروليكية متطورة تستخدم في محاكاة وقياس تأثير الزلازل على المنشآت، والتي أثبتت قدرة كبيرة على مقاومة الهزات الأرضية التي قد تتعرض لها الدولة وقياس قوتها وسبل تلاشي وتقليل الخسائر البشرية والمادية. ولفت الدكتور رياض المهيدب نائب مدير الجامعة لشؤون البحث العلمي والدراسات العليا إلى أن المنصة تعد إحدى الوسائل المعملية المتطورة المستخدمة في الجامعات العالمية لإجراء بحوث ودراسات قياس مقاومة المنشآت للزلازل، وهي عبارة عن طاولة فولاذية كبيرة قادرة على الاهتزاز والانزلاق بحرية لتمثيل الحركة الأرضية عند حدوث الزلازل. وتبلغ أبعاد المنصة المتحركة ثلاثة أمتار للطول ومثلها للعرض، وتستطيع أن تختبر نماذج لهياكل إنشائية يصل وزنها إلى عشرة أطنان، طبقا لأحدث الأساليب العلمية بمعامل قسم الهندسة المدنية والبيئية في الكلية، وتقدر تكلفتها الكلية بحوالي خمسة ملايين درهم. وأضاف المهيدب، أن المنصة التي تعد نواة لمركز بحوث قياس تأثير الزلازل على المنشآت في الجامعة، تأتي ضمن جهودها لترسيخ مكانتها كجامعة بحثية رائدة بالمنطقة، من خلال تجهيز مختبرات قسم الهندسة المدنية والبيئية بهذه المنصة الهيدروليكية، وبالعديد من الأجهزة المعملية المتطورة الأخرى لتطوير وتفعيل جهود التعليم والبحث العلمي في مجال مقاومة المنشآت للزلازل بالدولة. واشتملت عملية تركيب المنصة على العديد من المراحل، تضمنت إنشاء قاعدة قوية من الخرسانة المسلحة بعمق 1.8 متر وبأبعاد 12 مترا، و4 أمتار مرتكزة على أساسات عميقة كتلك التي تستخدم بالمباني المرتفعة، ويبلغ الوزن الإجمالي للقاعدة حوالي 250 طناً، كما اشتملت مراحل التركيب على توريد جهاز لتبريد المحركات الهيدروليكية بالمياه، وإمداد تلك المحركات بالطاقة الكهربائية اللازمة لتشغيل المحركات القوية التي تتحكم في المنصة. من جهته، أوضح الدكتور عمرو الديب عميد كلية الهندسة بجامعة الإمارات بالإنابة، أن عمل المنصة يرتكز على تحريكها بواسطة مجموعة من المحركات الهيدروليكية القوية وأجهزة حاسوب وبرامج متطورة تقوم بالتحكم الآلي بالمنصة. وتتضمن آليات عمل المنصة اختبار نماذج مختلفة للمنشآت والمباني تحت تأثير مجموعة من الزلازل، وفق خصائصها الطبيعية المسجلة بمحطات الرصد، أو تلك المبرمجة على الحاسوب، حيث يتم تثبيت نموذج الهيكل الإنشائي المراد اختباره على المنصة والبدء بتحريكه بواسطة الحاسب الآلي والمحركات. وأضاف عميد كلية الهندسة بالإنابة، أن آليات عمل المنصة تعتمد على زيادة شدة الزلزال للمحاكاة تدريجياً، والتعرف بدقة على مواضع الضعف في المنشآت ومدى التلف الذي قد يلحق بها نتيجة الحركة الديناميكية للزلزال والتي قد تؤدي في النهاية لانهيار المبنى. ويعكف الباحثون بمركز بحوث الزلازل في الجامعة على دراسة السلوك الديناميكي للمنشآت المختلفة، عن طريق النتائج المسجلة للتشكلات والإجهادات ومقارنتها بمدى تحمل تلك المنشآت، ما ينعكس إيجابيا على تنشيط جهود البحث العلمي في مجال مقاومة المنشآت للزلازل بكلية الهندسة بالجامعة، وتطوير أساليب تصميم فعالة لمقاومة الزلازل، والتخطيط لتفادى آثارها الضارة بالدولة، كما هو متبع بالدول المتقدمة كالولايات المتحدة واليابان وكندا وجميعها بادرت منذ زمن نحو تزويد جامعاتها ومعاهدها البحثية بالعديد من المنصات المتحركة. وتعول جامعة الإمارات كثيراً على مركز بحوث الزلازل ومكوناته، خاصة المنصة الهيدروليكية والأجهزة المعملية المتطورة التي تم تزويده بها في تعزيز جهود التعليم والتدريب والبحث العلمي لطلبة بكالوريوس الهندسة المدنية والدراسات العليا والباحثين المتخصصين في الجامعة وغيرها من المؤسسات المعنية بالدولة وفي إثراء التعاون البحثي مع الجامعات والمعاهد البحثية الدولية في سبيل الجهود الرامية للحد من مخاطر الزلازل بالدولة والمنطقة. وكانت كلية الهندسة بجامعة الإمارات نظمت خلال الفترة من 16 إلى 19 ديسمبر الجاري دورة تدريبية مكثفة للأساتذة المتخصصين والمهندسين وطلبة الدراسات العليا بقسم الهندسة المدنية والبيئية في الجامعة، بمجال استخدام وتشغيل المنصة الهيدروليكية للتحكم في محاكي الزلازل اشرف عليها المهندس برادفورد ثوين الخبير بشركة MTS الأميركية المتخصصة في تصنيع وتوريد احدث أجهزة ومعدات رصد وقياس الزلازل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©