يقدم مهرجان الشارقة للفنون الإسلامية الذي تنطلق دورته السادسة عشرة، الاثنين المقبل وتستمر حتى السادس من فبراير القادم أكثر من 731 عملاً فنياً، لأكثر من 252 فناناً وفنانة، يمثلون 16 دولة، من آسيا وأفريقيا وأوروبا.
كما يستضيف المهرجان الذي تنظمه إدارة الفنون بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ندوة دولية وأربع دورات تدريبية، فضلاً عن مجموعة واسعة من برامج الزيارات الميدانية وعروض الفيديو واللقاءات النقاشيّة المفتوحة.
وقال هشام المظلوم، مدير إدارة الفنون في الدائرة، خلال مؤتمر صحفي عُقد نهار أمس بمقر الدائرة: إن المهرجان الذي يعتبر من أبرز الفعاليات الفنية المعنية بالفنون الاسلامية في المنطقة، يجيء تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة «الذي يؤكد على الاهتمام بالثقافة والحضارة الإسلامية من خلال تنظيم المهرجانات الثقافية والفنية النوعية لكنوز التراث الحضاري الإسلامي».
وذكر المظلوم أن الشارقة: «هيأت البُنَى ومسارات التواصل البنَّاء من أجل الحفاظ على هذا الإرث وتداوله استلهاماً للبديع من الزمان في مختلف ظروف المكان».
ونوه مدير إدارة الفنون بأن دورة المهرجان الجديد تأتي في مقدمة الأنشطة التي تنظمها الشارقة بوصفها «عاصمة الثقافة الاسلامية 2014»، وأضاف: «هذه المكانة التي استحقتها الشارقة بفضل الجهود الحثيثة والتوجيهات الكريمة لصاحب السمو حاكم الشارقة، وكتتويج لجهود سموه في الارتقاء بالأنشطة الفكرية والحضارية والثقافية وفق رؤية تجمع بين الحضارة الإسلامية والمعاصرة التي تستمد عناصرها منه وتستكمل دورتها به، ارتقاء بالذائقة الإنسانية وارتباطاً بأصولها».
وفي السياق ذاته، أوضح المظلوم أنهم عمدوا إلى تغيير الموعد الرسمي للمهرجان الذي كان ينظم سنوياً في شهر ديسمبر إلى يناير حتى يأتي في مفتتح احتفالات الشارقة بالثقافة الإسلامية، واستطرد: «وهذا يعني أننا قد ننظم دورة أخرى للمهرجان في شهر ديسمبر المقبل، أي في ختام فعاليات الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية».
وذكره المظلوم أيضاً أن الدورة الجديدة ستحفل بحضور مميز للتجارب الفنية الشابة، مبيناً في أحابة على سؤال لـ «الاتحاد» أن اختيار الأعمال المشاركة خضع للجنة معاينة استندت على معايير مختلفة ولكن مع نظرة خاصة إلى صلة مضامين الأعمال بالرؤية العامة للمهرجان الذي تكرّس خلال السنوات الماضية كمنصة لتلاقي أجيال مختلفة من فناني الدول الإسلامية، كما نجح في تمثيل التيارات والأساليب الفنية المتعددة الناشطة في المجال.
ولفت المظلوم إلى أن المهرجان ليس منكفئاً على أعمال لفنانين مسلمين حصراً فهو يراهن على هوية العمل الفني وفيما لو كان مستلهما لمفردات وثيمات الثقافة الإسلامية، وليس على هوية الفنان.
من جانبها، استعرضت فرح قاسم، مسؤولة مكتب المهرجان، جملة من الأنشطة المصاحب للحدث، مشيرة إلى أن نحو ثلاث عشرة مؤسسة حكومية تشارك إدارة الفنون مهرجانها، سواء عبر معارض صغيرة أو فعاليات يومية ومسابقات. وذكرت قاسم أن أنشطة المهرجان ستنظم في الشارقة التي تستضيف 118 فعالية، وفي المنطقة الشرقية التي تستضيف 120 فعالية.
وتحدث الدكتور عبدالكريم السيد، منسق الندوة الدولية المصاحبة، عن المحاور التي سيجري عليها النقاش انطلاقا من العنوان الرئيس، وهو «انعكاسات مكانية في الفنون الإسلامية»، موضحاً أن هناك العديد من المؤشرات الدالة على أن المشتغلين بالفنون الإسلامية في معظمهم تأثروا بالأزمنة أكثر من تأثرهم بالأمكنة، فلقد كشفت ملخصات الأوراق، على ما قال السيد، إن اختلاف أمكنة إقامات الفنانين لم تؤثر بصفة ملحوظة على خياراتهم الفنية «فهناك خيط ينظم جميع هذه الأعمال على اختلاف أماكن مبدعيها»، وتناقش الندوة محاور أخرى من بينها: «هل يمكن الكلام عن فن إسلامي موحد؟». واختتم السيد حديثه مشيرا إلى أن ثلة من الأكاديميين العرب تشارك في الندوة التي ستقدم أوراقها في كتاب يوزع لاحقا على سائر المؤسسات ذات الصلة في الإمارات والبلاد العربية والإسلامية.
وحول المعارض الشخصية التي يستضيفها المهرجان، تحدثت هند بنت درويش، مسؤولة الأنشطة، عن معرض «مشارق ومغارب إسلامية» الذي يستقبل 160 فناناً أنجزوا 175 عملاً، وقالت: إن المعرض يفتتح في السابع من يناير، ويستمر إلى نهاية المهرجان، ويهدف إلى تقديم نماذج شخصية متنوعة تبرز الصفة التعددية للثقافة الإسلامية.
عدد اليوم
