5 فبراير 2012
للبيئة البحرية أهمية كبيرة في النظام البيئي، لأنها تمتاز باتصال أجزائها اتصالاً حراً طبيعياً يتيح التفاعل والتأثير بين أرجائها، ولها دور بارز في تحقيق التوازن المناخي، كما أن لها أهمية اقتصادية كمصدر لغذاء الإنسان وبقية الكائنات الأخرى، وكذلك تعد أهم مصادر الطاقة، وحسب الأبحاث العلمية تحتوي على كميات هائلة من النفط والغاز الطبيعي، وهي مصدر استخراج الزيوت التي تستخدم في صناعة الدهون، وبعض أسماكها تستخدم على هيئة دقيق كعلف للحيوانات، وهي أيضاً جزء من النظام البيئي العالمي باعتبارها ترتبط بالبحار والمحيطات والأنهار، وما يتصل بها من روافد.
إن تلوث البحر يعني تدهور نوعية المياه بالقياس مع المواصفات البيولوجية والكيميائية والفيزيائية، ويقاس مدى التدهور بمدى صلاحيتها للاستخدام المطلوب، ومدى تأثيرها السلبي على الصحة والبيئة، وأية زيادة في أي مادة كملوث، يعني أن تكون تلك الزيادة ضارة بالكائنات الحية المفيدة للحياة البحرية، وتنقسم الملوثات في البيئة البحرية إلى مصادر حضرية وصناعية وزراعية، مثل تصريف النفايات ومياه الصرف الصحي في البحار.
أيضاً النقل البحري وما ينتج عنه من حوادث بحرية، منها التخلص من الملوثات والنفايات في البحر، وكذلك إلقاء المخلفات الصلبة في البحار، واستخدام أساليب مدمرة للشعاب المرجانية في رحلات الصيد، فمياه البحار مصدر رئيسي لمياه الشرب في الإمارات، وتعد تلك الملوثات تهديداً للتنوع البيولوجي، حيث إن نفوق الكائنات والأحياء المائية والنفايات السامة يمكن أن يسبب طفرات تدميرية للحياة البحرية، وعندما تصل المنتجات البلاستيكية إلى البحر، فهي أيضاً تؤذي الحياة البحرية، وقد سبق أن وجدت بالونات بحرية في أمعاء الحيتان، ما نتج عنه الانسداد والموت لتلك الحيوانات، كما تؤثر تلك المنتجات على السلاحف والطيور البحرية والثدييات والأسماك.
ومن الأخطار التي تهدد البيئة البحرية تفاعل الأكياس البلاستيكية مع بعض العناصر الكيماوية، خصوصاً في مدافن النفايات، حيث تصل أكياس البلاستيك إلى الشعاب المرجانية فتلتف حولها، وهذا بدوره يؤدي إلى حرمانها من ضوء الشمس ومن التيارات المائية المتجددة والخارجة منها، والتي تحمل إليها الطعام والأكسجين وبالتالي تموت.
إن الحفاظ على الواجهة البحرية لأي إمارة يجعلها واجهة سياحية متميزة بخدماتها ونظافتها، ولأجل ذلك هناك حملات دورية منظمة تضم مجموعة من العمال، يقومون بتنظيف الشواطئ لتبقى تلك نظيفة لجميع مرتادي البحر، فمثلاً في دبي تقوم الإدارة الخاصة بالصحة البيئية بأخذ عينات من داخل البحر، للتأكد من مدى تلوث البيئة البحرية، لملاحظة نسبة التلوث، حيث تؤخذ العينات بشكل يومي للتأكد من سبب أي تلوث قد يحدث في أي وقت، وعمل تحقيقات للكشف عن السبب والجهة التي تسببت في ذلك، على اعتبار أن مسؤولية الحفاظ على البحر أو الشواطئ واجب وطني.
المحررة
عدد اليوم
